الأضحية في العيد ونعني بها ذبح حيوان سواء كان ذلك من الإبل أو البقر أو الجواميس وكذلك الماعز وقد وردت الأضحية كسنّة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في كل عام من الحج في عيد الأضحى.
قصة دينية للأطفال عن الأضحية في العيد
مراد طفل يبلغ العاشرة من عمره، حيث كان يوم من أيام ذي الحجة، وأهله من العائلات المسلمة والملتزمة بالدين الإسلامي، وفي يوم عرفة كان الجميع صائم في هذه الأسرة وطلب الجدّ من ولده وهو والد مراد بأن يُجهّز نفسه هو ومراد للذهاب للسوق ليشتروا الأضحية وذلك بعد صلاة العصر.
فرح مراد كثيراً؛ لأن جده سيأخذه معه للسوق وحضّر نفسه لصلاة العصر والذهاب للسوق مع والده وجدّه الذي وعده بالذهاب معهم.
في البداية اعترضت أم مراد على ذهاب مراد معهم للسوق؛ وذلك لأن مراد صائم وسيتعب خلال الطريق ولكن الجدّ ومراد أصروا على الذهاب للسوق، مما اضطر الأم لأن ترضخ لطلبهم، والجد كان هدفه من ذهاب مراد للسوق معهم لكي يتعلم كيف يذهبون للسوق لشراء الأضحية.
وبالفعل صلى الجميع العصر في المسجد ثم انطلق مراد ووالده وجدّه للسوق، وصل الجدّ بسيارته للسوق وأثناء ذلك كان مراد ينظر لجده ووالده من النافذة الزجاجية، ويرى كيف أنهم يبحثون عن خروف بين تلك الخرفان لشرائه، وكان مراد ينظر إليهم ويضحك؛ لأن الخرفان كانت كثيرة وجميلة وهم يمسكون بواحدة ويتركون الأخرى فقد كان المنظر مضحك بالنسبة له.
أخيراً لقد وجد جدّ مراد ما يبحث عنه، أمسك بخروف لا هو بالصغير ولا هو بالكبير، ثم ربطوه بالحبل في السيارة ثم انطلق الجميع باتجاه البيت، وذلك بعد أن دفع الجدّ ثمن الخروف.
ومراد بدوره سأل جده: لماذا كنتم تبحثون بين الخرفان على ذلك الخروف، لماذا لم تختاروا أي خروف وتشترونه يا جدي؟ ولماذا يجب علينا أن نشتري الماعز أو الخروف لنضحيه بالعيد.
قال الجد: عندما نصل للبيت سوف نتحدث بهذا الموضوع، عن موضوع الأضحية وشروطها وسببها وحكمها، وفي ذلك الوقت وصلوا البيت، وطلب الجدّ من والد مراد أن يربط الخروف ويثبته ثم يجلب له الطعام والماء ليشرب، بالفعل أحضر والد مراد الطعام والماء للخروف ودخلوا بعد ذلك للبيت، غسل الجميع أيديهم ثم جلسوا في غرفة الجلوس.
قال مراد: هيا يا جدي قصّ علي لماذا يجب أن نضحي في عيد الأضحى يا جدي؟
الجد: حسنًا هل سمعت بسيدنا إبراهيم عليه السلام يا بني؟
مراد: نعم لقد أخذنا عنه في المدرسة بالدرس الديني يا جدي.
الجد: حسناً لقد خرج سيدنا إبراهيم عليه السلام مع زوجته هاجر من بلاد الشام إلى مكة المكرمة؛ وذلك لأن الله تعالى أمره بذلك ليخرج من البلاد التي فيها عبادة الأصنام.
بالفعل خرج سيدنا إبراهيم مع زوجته وابنه ثم تركهم في وادٍ خال من الطعام والشراب، وسألت هاجر سيدنا إبراهيم كيف ستتركنا في هذا الوادي وحدنا، التزم سيدنا إبراهيم الصمت فعلمت السيدة هاجر بأن الله أمره بذلك فطلبت منه أن يمتثل لأوامر الله.
ذهب سيدنا إبراهيم وتركهم في الواد السحيق ثم ذهبت لتجد شيئاً تأكله لترضع الطفل في ذلك الوقت أخرج الله من بطن تلك الأرض الجافة الماء، وقد سميت تلك الماء (بماء زمزم ) وجاء سيدنا إبراهيم وبنى الكعبة وكان يتمنى أن يرى ولده كبير ليساعده في عمله، وهو سيدنا إسماعيل عليه السلام.
بالفعل كبر الولد وأصبح شاباً ثم رأى سيدنا إبراهيم بأنه يذبح ابنه، ولأنه نبي كان لا بد من أن ينفذ ما رآه في الحلم، لذلك وافق الجميع على أن يذبح سيدنا إبراهيم عليه السلام ابنه، لذلك فقد أخذ سيدنا إبراهيم عليه السلام ووضعه على الأرض وثبت جانبه على الأرض ليقتله وفي ذلك الوقت جاء وحي من الله تعالى ليقول له بأن الله تعالى كان يريد أن يختبره، إن كان قد صدّق الرؤيا أم لا، ففدى الله تعالى سيدنا إسماعيل بكبش عظيم نزل من السماء.
لذلك يا بني فقد كانت وما زالت الأضحية سنة أخذناها من سيدنا إبراهيم عليه السلام، ليتقرب الناس بها إلى الله، وفيها يفتدي بها الإنسان نفسه من مشاكل كثيرة لم تكن بالحسبان.
قال مراد: يا لها من قصة جميلة! لكن يا جدي هل هناك شروطاً للأضحية؟
الجد: نعم للأضحية شروط عديدة ومنها أن للأضحية عمر معين:
- إذا كانت بقرة أو جاموس لا يقل عمرها عن سنتين.
- إذا كانت إبل أن لا تقل عن خمس سنوات .
- إذا كانت ماعز أن لا يقل عن سنة واحده.
- إذا كانت ضأن أن لا تقل عن سنة وأجاز النبي عليه الصلاة والسلام بأن يكون عندها ستة شهور.
قال مراد: لكن ما الحكمة من مشروعية الأضحية يا جدي؟
قال الجد: الحكمة من مشروعية الأضحية:
- إحياء سنة نبينا إبراهيم عليه السلام حين أمره الله بذبح ابنه ففداه بذبح عظيم.
- الأضحية فيها شكر لله تعالى على ما أعطى الله عباده من النعم.
- إدخال للبهجة والسرور على قلوب الفقراء، وذلك عندما يصلهم من تلك الأضحية.
- دخول السرور عل أهل البيت عندما يأكلون من تلك الأضحية.
قال مراد: ما هو وقت الأضحية يا جدي؟
الجد: يكون وقت الأضحية من بعد صلاة العيد وحتى ثالث أيام الشروق.
مراد: ما هي مواصفات الأضحية يا جدي؟
الجد: للأضحية مواصفات خاصة:
- أن تكون الأضحية سمينة، وذلك ليصل لحمها لعدد كبير من الفقراء ليكون أجرها عظيم.
- أن تكون خالية من أي مرض سواء باللحم أو الشحم أو من الأمراض (العرج، العمى، وأن لا تكون مكسورة القرن ولا ساقطة الأسنان ولا هزيلة وكذلك أن لا تكون مقطوعة الذنب)، وفي حديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله طيب لا يقبل الا طيبا”.
قال مراد: آهه لهذا كنتم تبحثون بين الخرفان والماعز لتجدوا واحدة فيها إحدى تلك المواصفات.
الجد: نعم يا بني كنا نبحث عن تلك المواصفات.
قال مراد: وهل هناك يا جدي شروط للمضحي؟ قال الجد: نعم والشروط هي:
- الإسلام والعقل، وكذلك الحرية فهي لا تجوز لغير المسلم ولا المجنون أو الصغير، وكذلك لا يكون عبداً مملوكاً.
- أن تكون الأضحية من ملك الشخص ويكون قد امتلكها بطريقة شرعية.
- أن يحسن النية في الذبح ويمكن عقد النية بالقلب أو اللسان.
- أن يكون المضحي يعلم بطريقة الذبح وإن كان لا يعرف بطريقة الذبح يلجأ الى من يحسن الذبح.
- يجوز للمرأة البالغة العاقلة بأن تذبح إذا كانت عارفةً بطريقة الذبح.
كما أنه يندب للمضحي ما يلي:
- أن لا يقص شعره وأظافره من عشرة ذي الحجة حتى يضحي.
- اختيار الأضحية الطيبة؛ لأنها ستكون قربة لله تعالى .
- أن يكون الذابح مستقبلاً للقِبلَة ويبدأ بالتسمية والصلاة على النبي والتكبير والدعاء والقبول.
- على المضحي أن يأكل من الأضحية ويتصدق بجزء وأن يدخر لبيته جزء لقوله تعالى: “فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”، سورة الحج الآية 28.