اقرأ في هذا المقال
كثُرت القصص والسير تلك التي تتعلق بالرسل والأنبياء الذين بعثهم الله تعالى للناس لكي يعبدوه وحده لا شريك له، كما وتنوعت لقصص والعبر التي مرَّ بها الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين والصالحين كذلك، ومن كل قصة يستقي الإنسان عند قراءته لها العديد من الدروس والعبر التي يستفيد منها، وفي هذا المقال سوف نتناول التحدث عن دفاع الصحابي الجليل خبيب ابن عدي رضي الله عنه عن الرسول عليه الصلاة والسلام.
من هو خبيب ابن عدي رضي الله عنه
خبيب ابن عدي رضي الله عنه، هو أحد الصحابة رضوان الله عليهم من بني جحجبا بن كلفة بن الأوس، في أحد الروايات قيل بأنَّه من الصحابة الذين شهدوا غزوة بدر، لكن قد أكدت الروايات بأنَّه رضي الله عنه شارك المسلمين في غزوة أُحد، كما وأنَّه قد شارك أيضاً وهذا ب سرية المنذر بن عمرو والتي قد أرسلها سيدنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وهذا إلى أهل نجد؛ بغية تعليمهم القرآن، فأحيط بهم كما وقُتل البعض منهم، حيث أنَّ خبيب ابن عدي رضي الله عنه قد وقع في الأسر، فقاموا هؤلاء ببعيه رضي الله عنه إلى ناس كانوا من مكة المكرمة.
حيث ذكرت الروايات أنَّ شخص يُسمى بأبي سروعة عقبة بن الحارث وهذا بغية قتله وهذا بأبيه الذي تم قتله في غزوة بدر، فأخرجوه إلى التنعيم، وبعد ذلك استأذنهم خبيب ابن عدي رضي الله عنه في أن يُلي ركعتين وهذا قبل أن يشرعوا بقتله رضي الله عنه، فأذنوا له أن يُصلي آنذاك، حيث كان هو أول فرد استنَّ سُنة الصلاة وهذا قبيل القتل صبراً.
كما وأنَّ الصحابي الجليل سعيد بن عامر رضي الله عنه قد تأثر كثيراً وهذا بوفاة الصحابي خبيب بن عدي رضي الله عنه، وتأثر بصلبه كذلك، كما وأنَّه قد وقع في ذاته ذلك الاستنكار فيما يخص ما فعلته قبيلة قريش وهذا من ناحية، وتلك الأخلاق السمحة التي قد شهدها الصحابي خبيب بن عدي من ناحية أخرى، حيث أنَّ كل شيء سمعه أو شاهده سعيد بن عامر بن الصحابي خبيب بن عدي رضي الله عنهما هو السبب الرئيس الذي أدى بسعيد إلى توافر تلك الرغبة القوية للدخول إلى الإسلام، وتوفي خبيب بن عدي رضي الله عنه في السنة الرابعة للهجرة.
ما هي قصة خبيب ابن عدي في دفاعه عن الرسول عليه السلام
خبيب ابن عدي رضي الله عنه أحد الصحابة رضوان الله عليهم الذين ضربوا لنا الأمثال وهذا فيما يخص الدرجة العظيمة في حُبِ رسول الله عليه الصلاة والسلام، حيث نجد له العديد من المواطن التي يُظهر فيها رضي الله عنه حبه للرسول الكريم حيث كان يُقدِّمه على نفسه والتي تعتبر هي أغلى ما يملكه، فنجد ذلك الحُب عندما قام المشركين برفعه على الخشب وهذا لكي يُصلبوه نادوه وقالوا له: أتُحبُّ محمداً مكانك وأنَ في بيتك؟ فقال لهم خبيب ابن عدي رضي الله عنه: لا والله ما أحب أن يفديني بشوكة يشاكها في قدمه.
وفي أحد الروايات التي نُسبت لهم قال خبيب ابن عدي رضي الله عنه لهم:” والله ما أُحبُّ أني بين أهلي ومحمد صلَّ الله عليه وسلَّم في المكان الذي هو فيه تشوكه شوكة، وبعد ذلك قال ناشداً:
أسرتْ قريش مسلمًا في غزوةٍ فغدا بلا وجَلٍ إلى السيافِ
سألوه هل يُرضيك أنَّك سالمٌ ولك النبيُّ فدا من الإتلافِ
فأجاب كلَّا لا سلمتُ من الرَّدَى ويصابُ أنفُ محمَّدٍ برعافِ
فكيف قدَّم روحه على أن يتم إصابة الرسول الكريم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام فقط بشوكة صغيرة تؤذيه أو ذلك الضُر الذي يمسه عليه السلام، ففاضت روح خبيب ابن عدي رضي الله عنه وهو يُصرِّح بحبه لرسول الله وبدفاعه عنه كذلك، حتى قيل أنَّ أبو سفيان في الوقت الذي سمعه وهو يقول هذا قال: ما رأيت أحداً يُحبُّ أحداً، كحُبِّ أصحاب محمدٍ لمحمداً عليه الصلاة والسلام.
حيث يعتبر ذلك قمَّة في الحب لرسول الله عليه الصلاة والسلام وكذلك الروعة في التضحية وفداء أروحهم له، كما ويعتبر الصحابة جميعهم تلك النماذج الرائعة رضي الله عنهم جميعاً وهذا فيما يخص الدفاع عن رسول الله الكريم عليه الصلاة والسلام.