مغيث الأوزاعي والرواية

اقرأ في هذا المقال



لقد كانَ لِرُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ رِحْلَةٌ طويلَةٌ في روايَتِهِ، وقدْ بدأتْ مسيرَتَهُم بموكبِ الصَّحابَة رُضوانُ اللهُ عليهِم، الّذين لازموا خيرَ البَرِيَّةِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم وحافظوا على العهد الّذي قَطَعوهُ على أنْفُسِهم بروايَةِ مصادِرِ الدينِ وخاصَّةً الحديثَ النَّبويَّ، فحِفِظُوه ووَعَوْهُ ونَقَلُوه إلى منْ جاءَ بعْدَهمْ منَ التَّابِعينَ الاخيارِ الّذين لازلنا في طريقِنا في البَحْثِ عنْهُم، وقدْ كانوا درجاتٍ في رواية الحديثِ في علْمِ الرِّجال، وقدْ وصلْنا في الحديثِ عنْهُمْ إلى راوٍ منْهُم، إنَّهُ مُغيثُ بنُ سُمِّي الأوْزاعِيُّ، فتَعالوا نقْرأُ في سيرَتِهِ في الحديثِ النَّبويِّ.

نبذة عن مغيث بن سمي:

هو: التَّابعيُّ الجليلُ، مُغيثُ بنُ سُمَيِّ الأوْزاعِيُّ، منْ رواة الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، والأوْزاعيُّ نسبَةً إلى الأوزاعِ منْ قُرى بلادِ الشَّامِ بالقُرْبِ منْ دِمشْقَ قديماً،أدْرَكَ جيلَ الصَّحابَةِ رضوانُ اللهُ عليهِم، وكانَ منْ ولاةِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ أيّامَ خلافَتِهِ القَصِيرَةِ على اليَمَنِ، وكانَتْ وفاتُه في الشَّامِ ولا يعْلَمُ لهَا زَمَنٌ.

روايته للحديثِ:

كانَ المُحَدِّثُ مُغيثُ بنُ سُمَيِّ الأوْزاعِيُّ، منْ رواة الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، وقدء رَوَى الحَديثَ عنء كثيرٍ منَ الصَّحابة منْ أمثالِ: الفاروقِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وعبدِ اللهِ بنِ عمَرَ وعبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ وأَبي هريرَة وغيْرِهم رُضوانُ اللهِ عَلَيْهِم.

أمَّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ مٌغيثِ بنِ سُمَيِّ فَمِنْهم: عطاءُ بنُ أبي رَباحٍ وزَيْدُ بنُ واقِدٍ وعاصِمٌ بن بَهْدَلَةَ ونُهَيْكُ الأوْزاعِيُّ وَعَمرُو بن سعيدٍ الأوْزاعِيُ وأغلَبُهُمْ منْ أهلِ الشَّامِ، وكانّ منْ ثِقاتِ أهلِ الشَّام وروى له ابنُ ماجَةَ والدّّارِميُّ رحمَهُمَا اللهُ.

من رواية مغيث بن سمي للحديث:

مِمَّا وَرَدَ منْ رِوايَةِ الحديثِ منْ طريقِ الرَّاوي مُغيثُ بنُ سُمَيٍّ الأوْزاعِيُّ ما أوْرَدَهُ الإمامُ ابنُ ماجَةَ القَزْوينِيُّ في السُنَنِ في كتابِ الزُّهْدِ: ((حدَّثَنا هِشامُ بنُ عَمَّارٍ، قالَ: حدَّثَنا يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ، قالَ: حدَّثَنا زَيْدُ بنُ واقِدٍ، قالَ: حدَّثَنا مُغيثُ بنُ سُمَيٍ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو قالَ: قيلَ لِرَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قالَ: ( كُلُّ مَخْمُومِ القَلْبِ، صَدُوقُ اللِّسانِ ). قالُوا صَدُوقُ اللِّسانِ نَعْرِفُهُ، فما مَخْمُومِ القَلْبِ؟ قالَ: (هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لا إثْمَ فِيهِ، ولا بَغْيَ، ولا غِلَّ، ولا حَسَدَ). حكمُ الحديثِ صحيحٌ ورَقَمُهُ4216 )).


شارك المقالة: