مورق العجلي والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كان لحديث سيدنا محمّدٍ صلّى الله عليه وسلم الشأنُ العظيمُ عندُ إمّةِ الإسلامِ بوصفِ ما ورد عن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم من وحي يُعتبر مصدراً تشريعياً بعد القرآن الكريم، وكان الصّحابة رضي الله عنهم هم أوّل من حملَ أمانة نقل الحديث النّبويّ فحفظوه ورووه لبعضهم ونَقَلوه لمن جاء بعدَهم من التّابعين وقد برز من جيل التّابعين رحمهم الله رواة منْ كانَ لهم أثرٌ كبيرٌ في حفظِ السنّة والحديث، وفي رحلتنا بالبحث عن أسمائهم مرَرْنا باسم راوٍ من التّابعين، إنّه مُوَرِّقُ العِجْلِيُّ فتعالوا نقرأ في سيرَتِه.

نبذة عن مورق العجلي

هو: التّابعيُّ ابو المُعتَمِرِ، مُوَرّقُ العِجْلِيُّ ، من رواة الحديث النّبوي الشّريف عن كثيرٍ من الصّحابة رضوان الله عليهم، كان يسكن البصرة، وكانَ يَشْتَهر بالكرم والسّخاء في عطيّةِ الفقراءِ وكان ينفق مالاً كثيراً في سبيل الله، وبقي على تعبده وزهدِه وإنفاقِه حتى توفّاه الله تعالى في العام الخامس بعد المائة من الهجرة النّبويّة يرحمه الله.

روايته للحديث

كان مُوَرِقُّ العِجْلِيُّ من رواة الحديث من التابعين عن كثيرٍ من الصّحابة من أمثال: أنسِ بنِ مالكَ وسلمانَ الفارسيِّ وجندب البَجليِّ وعبداللهِ بنِ عبّاس وعبدِاللهِ بنِ عمرَو وأبي الدّرداءَ وغيرهم رضي الله عنهم، كما روى عن محمّد بنِ سيرينَ من التّابعينِّ وروى الحديث من طريقِهِ كثيرٌ من الرّواة من أمثالِ: إسماعيل بنِ أبي خالدٍ و حُميد الطويل وقَتادَةِ بنِ دِعامةَ وأبي التِّياح البصريِّ وغيرهم يرحمهم الله، كما كان من اهل الثّقة عندَ كثيرٍ من أهل الحديث وروى له جماعةُ الحديثِ.

من رواية مورق العجلي للحديث

ممّا وردَ من رواية الحديثِ من طريق مُوَرِّق العِجْلِيِّ ما أورده الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاج في صحيحه: (( حدّثنا يحيى بنُ يحيى وأبو بكرِ بنُ أبي شيْبَةَ ـ واللَّفْظُ لِيحيى ـ قالَ أبو بكرٍ حدّثَنا وقالَ يحيى: أخْبَرَنا أبو مُعاوِيَةَ عن عاصِمٍ الأحْوَلِ عنْ مُوَرِّقٍ العِجْلِيِّ عن عبدالله بنِ جعفَرٍقالَ: كانَ رُسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلَّمَ إذا قَدِمَ منْ سَفَرٍ تُلُقِّيّ بِصِبْيانِ أهلِ بيْتِهِ ـ قالَ ـ وإنَّهُ قَدِمَ منْ سَفَرٍ فَسُبِقَ بِي إلَيْهِ فَحَمَلَنِي بينَ يَدَيْهِ ثمَّ جِيءَ بأحَدِ ابْنَيْ فاطِمَةَ فأرْدَفَهُ خَلْفَهُ ـ قالَ ـ فأُدْخِلْنا المَدينَةَ ثلاثَةً على دابَّةٍ واحِدَةٍ )) من كتاب فضائِل الصّحابةِ رقم الحديث2428/66.


شارك المقالة: