نَسِيرُ مَعَكُمْ بُخُطَى طلبَةِ العِلْمِ المُتَواضِعينَ في البَحْثِ عنء جَهابِذَةِ الرُّواةِ المُحَدِّثينَ للحديثِ النَّبويِّ، أجْيالُ تتَابعَتْ في نَقْلِ حديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ منْ زَمَنِ صحابَتِهِ رُضْوانُ اللهِ عليْهمْ إلى التَّابعينَ منْ بَعْدِهمْ إلى أتْباعِهمْ، وكلُّ جيلٍ أكْملَ مسرَةِ منْ قَبْلَهُ منَ الرُّواةِ لِيَصِلَ الحديثُ بِسَنَدٍ مُتَّصِلٍ إلى الأمَّةِ بِكُلِّ زمانٍ ومكانٍ، ونَصِلُ مَعَكُمْ إلى أتْباعِ التَّابعينَ في مِصْرَ، ونخْتارُ منْ رُواتِها الرَّاوِي يَحْيَى بنَ أيُّوبَ الغافِقِيَّ، فتعالوا مَعَنا في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.
نبذة عن يحيى بن أيوب الغافقي:
هوَ: الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أبو العَبَّاسِ المِصْرِيُّ، يَحْيَى بنُ أيُّوبَ الغافِقِيُّ الأنْصارِيُّ، منْ رُواةِ الحديثِ منْ طَبَقَةِ أتْباعِ التَّابعينَ، منْ أهْلِ مِصْرَ، كانَ منَ الفُقَهاءِ المُحَدِّثينَ، ادْرَكَ جَمْعاً منَ التَّابعينَ ورَوَى الحديثَ عنْهُمْ، وكانتْ وفاتُهُ في العامِ الثَّامِنِ والسِّتينَ بعْدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ يرْحَمُهُ اللهُ.
روايته للحديث:
كانَ يَحْيَى بنُ أيُّوبَ الغافِقِيُّ منْ رواةِ الحديثِ الأعلامِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، وقدْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ كثيرٍ منَ الرُّواةِ منْ أمْثالِ: حُمَيْدٍ الطَّويلِ ويزيدَ بنِ أبي حبيبٍ وعبيدِ اللهِ بنِ أبي جَعْفَرٍ ويحيَى بنِ سعيدٍ الأنْصارِيِّ وجَعْفَرِ بنِ رَبيعَةَ وعُمارَةَ بنِ غَزِيَّةَ وعبدِ اللهِ بنِ طاؤسَ بنِ كَيْسانَ وعقيلَ بنِ خالِدٍ وهِشامِ بنِ حَسَّانٍ وصالِحِ بنِ كَيْسانَ وموسَى بنِ عُقْبَةَ والإمامِ أبي حَنِيفَةَ وغيرِهم يرْحَمُهُمُ اللهُ.
أمَّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ يحْيَى بنِ أيُّوبَ الغافِقيِّ فمنْهُمْ: اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ وعبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ وأشْهَبُ بنُ عبدِ العزيزِ القَيْسِيُّ وموسَى بنُ أعْيَنَ وعبدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ وجريرُ بنُ حازمٍ وزيدُ بنُ الحُبابِ وغيرُهم يرْحَمُهُمُ الله.
من رواية يحيى بن أيوب الغافقي للحديث:
مِمَّا وردَ منْ روايَةِ الحديثِ منْ طريقِ يَحْيَى بنِ أيُّوبَ الغافِقِيِّ ما أوْرَدَهُ الإمامُ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ يرْحَمُهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كِتابِ الحَيْضِ: (( أخْبَرَنا عَمْرُو بنُ الرَّبيعِ، أخْبَرَنا يَحْيَى بنُ أيُّوبَ، عنْ يزيدَ بنِ أبي حبيبٍ، أنَّ أبا الخَيْرِ حَدَّثَهُ، قالَ: رأَيْتُ عَلى ابْنِ وَعْلَةَ السَّبَئِيِّ فَرْواً، فَمَسِسْتُهُ، فقالَ: مالَكَ تَمَسُّهُ؟ قدْ سَأَلْتُ عبدَ اللهِ بنَ عَبَّاسٍ قُلْتُ: إنَّا نَكونُ بالمَغْرِبِ، ومَعَنَا البَرْبَرُ والمَجُوسُ، نُؤتَى بالكَبْشِ قدْ ذَبَحوهُ، ونَحْنُ لا نَأْكُلُ ذَبائِحَهُمْ، ويَأْتُونَ بالسِّقاءِ يَجْعَلونَ فيهِ الوَدَكَ؟ فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: قدْ سَأَلْنا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ عنْ ذلِكَ. فقالَ: ( دِباغُهُ طَهُورُهُ ). رقمُ الحديثِ 366/106 )).