يحيى بن يحيى التميمي والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقدَ كانَ لِعِلْمِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ انْتِشارٌ واسِعُ في أقطارِ الدَّولَةِ الإسْلاميَّةِ، وجهودٌ كبيرَةٌ لِعُلماءِ الأمَّةِ منَ المُحَدِّثينَ، ليَصِلَ إلى بلادِ الشَّامِ والعِراقِ وبلادِ فارِسَ، وقدْ ساعَدَتِ الرِّحْلَةُ في طَلَبِ الحديثِ والْتِقاءِ المُحَدِّثينَ بِبَعْضِهِمِ البَعْضِ ونَقْلِهِمْ الحديثَ من بَعضِهِم على تَدْوينِ الحديثِ وإيصالِهِ إلى أمَّةِ الإسْلامِ في كُلِّ زمانٍ ومكانٍ، وهانَحْنُ نسيرُ في تَتَبُّعِ سيرِهمْ لِنَصِلَ إلى نيسابورَ حيثُ كانَ الرَّاوِي المُحَدِّثُ يَحْيَى بنُ يَحيَى التَّميمِيُّ يرْحَمُهُ اللهُ، قتعالوا نَقْرأُ في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.

نبذة عن يحيى بن يحيى التميمي:

هُوَ: الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أبو زَكَرِيا، يحيَى بنُ يَحْيى بنِ بَكْرِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ التَّميمِيُّ الحَنْظَلِيُّ، منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ تَبَعِ أتْباعِ التَّابعينَ، منْ أهلِ نيسابورَ منْ بلادِ فارِسَ قديماً، عُرِفَ بِرَيْحانَةِ نيسابورَ، وُلِدَ في العامِ الثَّانِي والأرْبَعينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ، وأدْرَكَ كثيراً منَ المُحَدِّثينَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ ورَوَى الحديثَ عنْهُمْ، وكانتْ وفاتُهُ في العامِ السَّادِسِ والعِشْرينَ بعْدَ المائَِةِ الثّانِيَةِ منَ الهِجْرَةِ يرْحَمُهُ اللهُ.

روايته للحديث:

كانَ الرَّاوِي المُحَدِّثُ يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّميمِيِّ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ منْ طَبَقَةِ تَبَعِ أتْباعِ التَّابعينَ، وقدْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ كثيرٍ منَ المُحَدِّثينَ منْ أمْثالِِ: جريرِ بنِ عبدِ الحَميدِ الضَّبيِّ ومالِكِ بنِ أنَسٍ وسُليمانَ بنِ بلالٍ وهُشَيْمِ بنِ نَشِيرٍ وعُمَرَ بنِ عليِّ بنِ مُقَدَّمٍ وأبي الأحْوَصِ سلامُ بنُ سليمٍ وعبَّادِ بنِ عبَّادٍ الأزْدِيِّ وإسْماعيلَ بنِ جَعْفَرٍ ومُحَمَّدِ بنِ خازِمٍ التَّميمِيِّ وحمَّادِ بنِ زَيْدٍ وخالِدِ بنِ عبْدِ اللهِ الواسِطِيِّ وغيرِهم يرْحَمُهُمُ اللهُ.

أمَّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى التَّميمِيِّ فَمِنْهُم: الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ إسْماعيلَ البُخارِيُّ ومُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المِرْوزِيُّ والإمامُ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ النَيْسابوريُّ ومُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهَلِيُّ وعليُّ بنُ الحُسَيْنِ الصَّفارِ وغيرُهمْ يرْحُمُهُم الله.

من رواية يحيى بن يحيى التميمي:

مِمَّا ورَدَ منْ رِوايَةِ الحديثِ منْ طريقِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى التَّميمِيِّ ما أوْرَدَهُ الإمامُ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ يرْحَمُهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كِتابِ الصَّلاةِ: ((حدَّثَنا يَحْيَى بنُ يَحْيَى، أخْبَرَنا أَبو خَيْثَمَةَ، عنْ سِماكِ بنِ حَرْبٍ، قالَ: سَمِعْتُ النُّعْمانَ بنَ بَشيرٍ يَقولُ: كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلََّم يُسَوِّي صُفوفَنا حتَّى كَأنَّما يُسَوِّي بِها القِداحَ حتَّى رأَى أنَّا قدْ عَقَلْنا عنْهُ، ثُمَّ خَرَجَ يوْماً، فقامَ حَتَّى كادَ يَكَبِّرُ، فَرأَى رَجثُاً بادِياً صَدْرُهُ منَ الصَّفِ، فقالَ: (عبادَ اللهِ، لَتُسَوُّنَّ صُفوفَكُمْ، أوْ لَيُخالِفَنَّ اللهُ بينَ وجوهِكُمْ). رقمُ الحديثِ 436/128)).


شارك المقالة: