لقد كان للحديث النّبويّ الشريف شأن في هذه الأمة الإسلاميّة التي توارثت روايته جيلاً بعد جيل من زمن الصّحابة الأجلاء الّذين لهم الفضلُ بالصّحبة ومعاصرة الوحي والتنزيل ثمّ إلى التابعين من بعدهم الّذين تناقلواه ورووه بمصداقيّة من الصّحابة رضي الله عنهم ونقلوه لمن بعدهم من أتباع التابعين، وقد كان في التّابعين محدّثون اشتهروا في علم الرّواية والتّدوين والنقل والرحلة في طلب الحديث النبوي الشريف، ومازلنا في تراجم سِيَرِهم حتى وصلنا إلى التّابعي الجليل يزيد بن أبي حَبِيب الأزْديّ فكتبنا في سيرته العطرة ما استطعنا أن نجمع له من معلومات وصلت إلينا بعد البحث الحثيث.
نبذة عن يزيد الأزدي
هو التّابعي الجليل، أبي حبيب الأزديّ، من التّابعين الصّغار ولد في العام الثّالث والخمسين من الهجرة بخلافة معاويه بن أبي سفيان في مصر، ونشأ في حب العلم حتى أصبح فقيهاً ومحدّثاً، واستمد علمَه من بعض الصحابة رضوان الله عليهم وبعض التّاابعين، وكان يعرف أيضاً بعلمه في التّاريخ والحروب والفتوح ونقل عنه أكثر المؤرخين عن تاريخ مصر، عاش رحمه لله في مصر وتوفي فيها في العام الثّامن والعشرين بعد المئة من الهجرة النّبويّة.
روايته للحديث
كان ابو رجاءِ الأزْديّ من المحدّثين الّذين رووا الحديث النّبويّ عن الصّحابة والتّابعين كعبدالله الزبيدي الصّحابي رضي الله عنه ومرثد اليَزَنيّ(أبي الخير) وعكرمة مولى ابن عبّاس وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن شعيب وسُوَيد بن قيس وابن شهاب الزّهريّ رحمهم الله جميعاً، كما روى الحديث من طريقة الكثير منهم: سليمان التّيميّ والليث بن سعد وابن لّهَيْعَة وسعيد بن أبي أيّوب وغيرهم عليهم رحمة الله وكان يزيد الأزْديّ ممّن وثّقَه أهل الجرح والتّعديل وروى له جماعة الحديث.
من رواية يزيد للحديث
ممّا ورد من رواية يزيد الأزديّ للحديث النبوي الشريف ما أورده الإمام في صحيحة: ((عن يزيد بن أبي حبيب عن أبَي الخير مرثد اليزنيّ عن عقبة بن عامر، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ( إياكُم والدّخول على النّساء)، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله ! أفرأيت الحَمْوَ؟ قال: ( الحموُ الموت )، من كتاب السّلام رقم الحديث2172))، كما روى عنه الحديث نفسه (اللّيث بن سعد وحَيْوَة ابن شُرَيْح).