لقدْ كانوا عظاماً عبرَ تاريخِ الأمَّةِ، واصَلوا نَشْرَ ديننا ومَصْدَرِهِ الثَّانِي بعْدَ القُرْآنِ الكَريمِ، تواصَلوا كحلَقاتِ إتِّصالٍ، كُلُّ جيلٍ يَرْوِي عمَّنْ جاءَ قبْلَهُ، كانَ الصَّحابَةُ أوَّلُهمْ ثمَّ جاءَ التَّابعونَ لِيُكْمِلوا مسيرَتَهمْ بايصالِ الحديثِ إلى الأتْباعِ وأتْباعِهمْ، وبعْدَها دُوِّنَ الحديثُ في الكُتُبِ والمُصَنَّفاتِ، إنَّهُمْ رُواةُ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، وهانَحْنُ نَتَتَبَّعُ أثَرَهُمْ، لِنَرْوِي سِيَرَهُمْ، ونأخُذَ منْه المعرِفَةَ والعلمَ، ومحَطَّتُنا في هذِهِ السُّطورِ هيَّ البَصْرَةُ، حيثُ كانَ راوِينا المُحَدِّثُ يزيدُ بنُ زُرَيْعٍ البَصْرِيُّ، فتعالوا مَعنا في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.
نبذة عن يزيد بن زريع:
هوَ: الإمامُ المُحَدِّثُ، أبو مُعاوِيَةَ، يزيدُ بنُ زُرَيْعِ البَصْرِيُّ، يعودُ نَسَبُهُ إلى بني بكرِ بنِ وائِلٍ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، منْ أهلِ البَصْرَةِ بالعِراقِ، لُقِّبَ برَيْحانَةِ البَصْرَةِ، وٌلِدَ في العامِ الأوَّلِ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ، وأدْرَكَ كثيراً منَ التَّابعينَ وروَى الحديثَ عنْهُمْ، وكانتْ وفاتُهُ في العامِ الثَّانِي والثَّمانينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ يرْحَمُهُ اللهُ.
روايته للحديث:
كانَ المُحَدِّثُ يزيدُ بنُ زُرَيْعٍ البَصْرِيُّ منْ أعلامِ المُحَدِّثينَ منْ زَمَنِ أتْباعِ التَّابعينَ، وقدْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ كثيرٍ منَ الرُّواةِ منْ أمْثالِ: سعيدِ بنِ أبي عَروبَةَ ولخالد الحذّاء والرّواية وسُليمانَ بنِ طَرْخانَ التَّيْمِيِّ ومَعْمَرِ بنِ راشِدٍ الأزْدِيِّ والحُسَيْنِ بنِ ذَكْوانَ المُعَلِّمِ وروحِ بنِ القاسِمِ وعَزْرَةَ بنِ ثابِتٍ وحبيبٍ المُعَلِّمِ ويونُسَ بنِ عُبيْدٍ وعبدِ اللهِ بنِ عَوْنٍ وعوْفٍ العَبْدِيِّ وهشامٍ الدَّسْتُوائِيِّ وعُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ العَسْقَلانِيِّ وهِشامِ بنِ حَسَّانٍ وحميد الطويل وأيُّوبَ السَّخْتِيانِيِّ وغيرِهمْ يرْحَمُهُمُ اللهُ.
أمَّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ يزيدَ بنِ زُرَيْعٍ فَمِنْهُمْ: عبدُ الرَّحْمنِ بنُ مَهْدِيِّ ومُسَدَّدُ بنُ مُسَرْهَدٍ وعليُّ بنُ المَدِينِيِّ ومُحَمَّدُ بنُ المِنْهالِ الضَّريرُ ونَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ والفُضلُ بنُ الحُسَيْنِ وعبيدُ اللهِ بنُ عُمَرَ الجَشْمِيُّ وحمَّادُ بنُ أُسامَةَ القُرَشِيُّ وغيرُهمْ يرْحَمُهُمُ اللهُ.
من رواية يزيد بن زريع للحديث:
مِمَّا جاءَ منْ رِوايَةِ الحديثِ منْ طريقِ يزيدَ بنِ زُريْعٍ ما أوْرَدَهُ الإمامُ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ رَحِمَهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كِتابِ الطَّهارَةِ: ((حدَّثَنا سَهْلُ بنُ عُثْمانَ، حدَّثَنا يزيدُ بنُ زُرَيْعٍ، عنْ عُمَرََ بنِ مُحَمَّدٍ، عنْ نافِعٌ، عنْ ابنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ: (خالِفُوا المُشْرِكينَ، أحْفُوا الشَّوارِبَ، وأوْفُوا اللِّحَى). رقمُ الحديثِ: 259/54)).