الأسود بن عامر شاذان والرّواية

اقرأ في هذا المقال



لم نزَل نبحرُ في علمِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، نفتِّشُ عنْ علمائِهِ ورواتهِ وحُفَّاظِهِ، منْ زمنِ الصَّحابَة رَضِي اللهُ عنْهُم، منْ كانتْ عنْدَهُمْ بِداياتُ الرّوايةَ إلى التَّابعينَ منْ بعدِهِم ثمَّ إلى أتْباعِ التَّابعينَ، ليَتَّصِلَ سنَدُ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، وتكونَ أمَُّةُ الإسْلامِ هيَ الوَحيدَةُ بينَ الأمَمِ صاحبَة سندٍ متَّصِلٍ برواية مصادِرِ تشريعِها، ونَصِلُ في بَحْثِنا إلى عصْرِ أتْباعِ التَّابعينَ منْ لازَموا المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ، ونَصِلُ في الكِتابَةِ إلى راوٍ منْهُمْ، إنَّهُ الأسودُ بنُ عامرٍ، شاذانَ، فتعالوا نقْرأُ في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.

نبذة عن الأسود بن عامر شاذان:

هوَ: المُحَدِّثُ، أبو عبدِ الرَّحمنِ، الأسودُ بنُ عامِرٍ، شاذانَ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، يرجِعُ أصْلًهً إلى بلادِ الشَّامِ، فكانَ يقالُ لَهُ أَبو عبدِ الرَّحمنِ الشَّامِيُّ، رويَ أنّ ولادَتَهُ كانتْ في حُدُودِ العامِ السَّادِسِ والعشرينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ،، وسكنَ بغدادَ بعدَ ذلِكَ وكانَ منْ علَمائِها، أمَّا شاذانَ فهوَ لَقَبٌ عُرِفَ بهِ، وقدْ عاشَ في بغدادَ حتَّى توفّاهُ اللهُ في العامِ الثَّامِنِ بعدَ المائَةِ الثَّانِيَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّة يرْحَمُهُ اللهُ.

روايته للحديث:

كانَ الأسودُ بنُ عامرٍ منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، وقدْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ كثيرٍ منَ التَّابعينَ وغيرِهمْ منْ أمثالِ: شُعبَةَ بنِ الحجَّاجِ وزُهَيْرِ بنِ مُعاوِيَةَ وحمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وأبو بكرِ بنِ عيَّاشٍ وشريكِ بنِ عبدِ اللهِ ويحيَى بنِ يَعلَى وسِنانَ بنِ هارونَ وجَعفَرِ بنِ زِيادِ الأحْمَرِ وزائِدَةَ الثَّقفِيِّ وإسرائيلَ بنِ يونُسَ وغيرِهِم يرحَمُهُمُ اللهُ.

أمَّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طريق الأسودِ بنِ عامِرٍ فمِنْهُم: هارونُ بنُ مُحَمَّدٍ وعمرُو النَّاقِدُ وأبو بكرِ بنِ أبِي شَيْبَةَ وعُثْمانُ بنِ أبِي شَيْبَةَ وإبراهيمُ بنُ سعيدٍ الجَوْهَرِيِّ وأبو كُريبٍ الهَمَدانِيُّ والعبَّاسُ العَنْبَرِيُّ وغيرِهم يرحَمُهُمُ اللهُ.

من رواية الأسود بن عامر للحديث:

مِمَّا جاءَ منْ روايَةِ المُحَدِّثِ الأسودِ بنِ عامرٍ شاذانَ للحديث ما أورَدَهُ الإمامُ مُسْلِمُ بنُ الحجَّاجِ رحِمَهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كتابِ الفِتَنِ وأشْراطِ السَّاعَةِ: (( حدذَثَنِي عَمْرُو النَّاقِدُ، حدَّثَنا الأسْوَدُ بنُ عامِرٍ، حدَّثَنا زُهَيْرٌ، عنْ سُهيلِ بنِ أبي صالِحٍ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ: ( تَبْلُغُ المَسَاكِنُ إهابَ، أوْ يَهابَ ). قالَ زُهيْرٌ: قلْتُ لِسُهَيْلٍ: فكَمْ ذلِكَ منَ المَدِينَةِ؟ قالَ: كَذا وَ كَذا مِيلاً )). رقمُ الحديثِ 2903.


شارك المقالة: