نستزيد علماً وفضلاً بالكتابة عن الحديث النّبويِّ الشّريف، حديثُ المصطفى عليه الصّلاة والسّلامُ، فهو المصدر التّشريعيُّ الثاني بعدَ القرآن الكريم، هو علمٌ مباركٌ بما فيه من البيان والتّوضيح لتشريعنا، هو علمٌ حَمَلهُ رجالٌ نذروا أنْفسهُم في خدمة هذا الدّينِ وأهلة فرووه لكي يصلَ لكل زمانٍ ومكان، حُمل من عهد الصّحابة رضوان الله عليهم من لهم الفضل بالصحبة والسّماع من المنبعِ، ونقلوه إلى التّابعينَ من الرّواة منْ بَعدِهم، وفي أثناء رحلتنا بالحديث عنهم، نجلس ضيوفاً عندَ راوٍ من التَابعين الأخيار، إنّه علقمُةُ بنُ مَرثَدٍ فتعالوا نقرأُ بسيرَتِه في الحديثِ.
نبذة عن علقمة بن مرثد
هو: التّابعيُّ الجليلُ، أبو الحارثِ، عَلْقَمَةُ بنُ مرْثد الحضْرَميُّ ، من رواة الحديث النّبويّ الشّريف من صغارِ التّابعينَ، كانَ يسكنُ الكوفة بالعراق، وكان ممّن يُعْرَفُ بالعلم والفقه النّبويّ وكانت وفاتُه رحمه الله في العام العشرينَ بعد المائة من الهجرة النّبويَّة يرحمه الله.
روايته للحديث
كانَ عَلقَمَةُ بنُ مَرْثَدٍ الحَضْرَمِيُّ من رواة الحديث النّبويِّ وقد روى الحديث النّبويّ عن كثيرٍ من التّابعينَ من أمثالِ: عبدِ الرّحمنِ بنِ أبي ليلى وإبراهيم بن يزيد النخعيِّ وحفصِ بنِ عُبيدِ اللهِ بن أنس وزرِّ بنِ حُبيشٍ وعطاءِ بنِ أبي رَباحٍ وأبي عبدِ الرّحمنِ السَلّمِيِّ وعامرِ الشَّعبيِّ ومجاهدِ بنِ جبرٍ وسليمانَ بنِ بُريدةَ والقاسم بنِ مُخيمِرَةَ وغيرهم يرحمهم الله، كما روى الحديثَ النَبويَّ من طريقِه كثيرٌ من المحدّثينَ من أمثالِ: عبدِ الرّحمنِ الأوزاعِيِّ ومالكِ بنِ أنسٍ وأبانَ بنِ تغلبٍ وشُعبةِ بنِ الحجّاج وسُفيانَ الثَّوريِّ وأبي حَنيفَةَ النُّعمانَ وحفصِ بنِ سُليمانَ وغيرهم وكانَ من أهل الثّقة في الرّواية وحديثُه عندَ جماعةِ الحديث.
من رواية علقمة بن مرثد للحديث
ممّا وردَ من رواية علقمةَ بنِ مرثدٍ للحديثِ ما أورده الإمام مسلمُ بنُ الحجّاجِ في صحيحه: (( وحدّثَنِي حجَّاجُ بن الشّاعرِ، حدّثنا عبدُ الرَّزَّاقِ، أخْبَرَنا الثَّوْرِيُّ، عنْ علقَمَة بنِ مرْثَدٍ، عنْ سُليمانَ بنِ بُرَيْدَةَ عنْ أبيهِ أنَّ رَجُلاً نَشَدَ في المَسْجِدِ، فقالَ: منْ دَعَا إلى الجَمَلِ الأحْمَرِ؟ فقالَ النَبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ( لا وَجَدْتَ، إنَّما بُنِيَتِ المَسَاجِدُ لِما بٌنِيَتْ لَهُ ) من كتاب المساجدِ ومواضِعِ الصّلاةِ، رقمث الحديثِ569/80 )).