النشاط العسكري لجيش المسلمين قبل غزوة بدر

اقرأ في هذا المقال


دوريات قوات جيش المسلمين قبل غزوة بدر:

وكانت من أواخر العمليات العسكرية هي العملية العسكرية التي قام بها جيش المسلمين قبل غزوة بدر الكبرى، وهي تتمثل الدورية الاستطلاعية التي قام بها عدد ثمانية رجال من المهاجرين بقيادة الصحابي الجليل عبد الله ابن جحش، وكان وقتها في شهر رجب من العام الثاني للهجرة النبوية الشريفة.

وقد أرسلها نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الشريف تلك الدورية لاستطلاع أخبار قريش وعدتهم وكان قد أمرها أن تترصد لهم ما بين مدينة مكة المكرمة ومدينة الطائف، ولم يأمر هذه الدورية بالقتال حينها.

وفي مكان يسمّى ويطلع  عليه اسم( نخلة )، التقت تلك الدورية بقافلة قریش وكانت تحمل بضائع إلى  مدينة مكة المكرمة، فأوقعت ومسكت هذه الدورية بهذه القافلة بعد أن قتلوا أحد رجالها، وهو عمرو بن الحضرمي، وأسرت اثنين من رجال القافلة.

وبعد الاستيلاء على ما في هذه القافلة من بضائع وغيرها عادت الدورية بكل الذي استغلوا عليه إلى مدينة نبي الله الأعظم صلى الله عليه وسلم الشريف، وكان ابن الحضرمي أول رجل مشرك يقتله المسلمون، كما أنّ القافلة التي استولى عليها عبد الله بن جحش هي أول مال لقريش يستولى عليه المسلمون.

أمّا عن بقية تحركات العسكرية للجيش النبوي فهي أشبه بتحركات استكشاف استطلاعية، حيث قام بها القائد النبي صلى الله عليه وسلم الشريف وجيش المسلمين، وذلك للتعرف على الطرق المحيطة بالماديات والمسالك المؤدية إلى مدينة مكة المكرمة، واختبار مدى قوة قبائل العدو المحيطة بالمنطقة، ومحاولة كسب بعضها بالمحالفة أو الموادعة (على الأقل ).

وكان أيضاً الهدف منها  إشعار جيش المشركين واليهود بقوة جيش  المسلمين على مواجهة وصد أي اعتداء يتعرضون له، ويمكن تلخيص هذه الدوريات، أو السرايا التي قام بها جيش المسلمون قبل غزوة بدر کما يلي:

١- دورية قتال بقيادة الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم الشريف، حيث كان قوامها ثلاثون راكباً من المهاجرين، التقت هذه الدورية بقافلة تجارية لجيش مشركي قريش، يحميها ثلاثمائة مقاتل من جيش القريشين بقيادة أبي جهل بن هشام، وذلك في ساحل البحر ناحية العيص في شهر رمضان المبارك من السنة الأولى للهجرة النبوية، ولم يحدث قتال بين أي من فريقي الجيشين لتدخل مجدي بن عمرو الجهني الذي قام بدور حمامة السلام فقام بمثل حاجز بينهما.

۲- دورية قتال بقوة ستين راكباً من الجيش النبوي الإسلامي وقادها عبيد بن الحارث في وادي رابغ، وذلك في شهر شوال من السنة الأولى للهجرة  النبوية الشريفة، وكان هدف هذه الدورية تهديد تجارة قريش، وقد التقت هذه الدورية بأكثر من مائتي مقاتل من جيش القريشين بقيادة أبي سفيان، إلا أنّه لم يحدث أي قتال بين الفريقين.

وفي هذه المعركة انضم رجلان من جيش المسلمين من مدينة مكة المكرمة إلى دورية عبيد ابن الحارث، والرجلان هما المقداد بن عمرو البهراني و عتبة بن غزوان وقد كانا مسلمين خرجا في جيش مكة.

٣- دورية استطلاعية استكشافية قوامها ثمانية من رجال جند المهاجرين بقيادة الصحابي الجليل سعد ابن أبي وقاص، وصلت إلى الخرار لتهديد جيش مكة التجارية، وهو في طريقه بين مدينة مكة والشام، ولكن هذه الدورية لم تشتبك في أي قتال مع جيش العدو، وكان ذلك في شهر ذي القعدة، وهي دورية قتال قوامها مائتا مقاتل.

٤- غزوة ودان، حيث قادها النبي صلى الله عليه وسلم الشريف بنفسه إلى منطقة ودان وذلك في شهر صفر من السنة الثانية للهجرة النبوية الشريفة، وعاد دون أن يلقي حرباً معهم إلا أنه عقد معاهدة عدم اعتداء مع قبائل بني ضمرة بن بكر بن كنانة.

٥- غزوة بواط وهي دورية قتال قادها نبي الله الأعظم صلى الله عليه وسلم الشريف بنفسه إلى منطقة بواط على الطريق المؤدي من الشام إلى مدينة مكة، وذلك في شهر ربيع الأول من السنة الثانية للهجرة، وكان هدف هذه الدورية الإيقاع بقافلة مشركي قريش ولكن القافلة نجت وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشريف الكريم دون أن يلقى حرباً، وكان قوام هذه الدورية مئتي راكب من جيش المسلمين.

٦- غزوة العشيرة وهي دورية وكان يتكون قوامها مائتا مقاتل ، قادها النبي صلى الله عليه وسلم الشريف بنفسه إلى موضع (العشيرة)، وعاد النبي صلى الله عليه وسلم الشريف دون أن يلقى حرباً، وقد تملص قافلة قريش من المرور في تلك المنطقة، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم الشريف عقد ( أثناء هذه الغزوة ) معاهدة مع بني مدلج وحلفائهم من بني ضمرة وذلك في شهر جمادى الأولى من السنة الثانية للهجرة النبوية.

۷- غزوة بدر الأولى : دورية قتال من جيش المسلمين قواها مائتا مقاتل، قادها النبي صلى الله عليه وسلم الشريف بنفسه وذلك في شهر جمادى الآخرة من السنة الثانية للهجرة النبوية، طارد حينها قوات بسيطة من جيش المشركين قريش أغارت على مراعي المدينة ونهبت بعض  المواشي، وواصل النبي في المطاردة إلى وادي (سفوان) قريبة من منطقة بدر، ولكنّه لم يدرك القوات المغيرة فعاد دون أن يلقى حرباً.


شارك المقالة: