النهدي ورواية الحديث

اقرأ في هذا المقال


ما زلنا نسير مع سِيَر التّابعين من الأخيار المحدّثين، الّذين أدركوا جيل الصّحابة رضوان الله عليهم، ذلك الجيل الّذي كان بوابة الحديث النّبويّ الشّريف بالنقل سماعاً عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فطرق بابُهم جيل التّابعين وبأدب المتعلّمين طرقوا ذلك الباب للإستزادة من الكمّ الهائل من الحديث، بذلوا جهدَهم ليصبحوا أعلاماً لازالت أسماؤهم يقرأها قارئ الحديث في كتب الحديث الشّريف، ووصلنا في هذه السِيَر إلى أبي عُثمان النهديّ فكتبنا في سيرته.

نبذة عن النهدي

هو: التّابعيّ الجليل، أبو عُثمان، عبد الرّحمن بن مُلّ بن عمرو من بني نهد الذين يرجع أصلهم إلى قَضاعة، وهو من المخضرمين، أسلم في حباة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولكنّه لم يحضى بالصّحبة لعدم رؤيته، وفدَ المدينة المنوّرة بخلافة الفاروق عمر، وكان من الذين شهدوا فتوحاً للإسلام للشّام والعراق وغيرها ثمّ انتقل بعد الفتوح إلى الكوفة ثمّ إلى البصرة، وعاش ما يزيد عن مائة وثلاثين عاماً وكانت وفاته في العام المائة من الهجرة رحمه الله.

روايته للحديث

كان أبو عثمان من الّذين أدركوا جيلاً كبيراً من الصّحابة وروى عنهم الحديث فروى عن:عمر بن الخطّاب وسلمان الفارسيّ وأبي موسى الأشعريّ وعبدالله بن عبّاس وجابر بن عبدالله وحذيفة بن اليمان وأمّ المؤمنين عائشة وغيرهم رضي الله عنهم جميعاً، كما روى عنه الحديث كثيرٌ من التّابعين من أمثال: قتادة بن دعامة وأيوب السّختياني وعبّاس الجريريّ والضّحاك بن يسار رحمهم الله جميعاً وكان من الثّقات عند أهل الجرح والتّعديل وروى له جماعة الحديث.

من رواية النهدي للحديث

ممَّا ورد من رواية أبي عُثمان للحديث ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: ((عن أبي عثمان النّهديّ عن حنظلةَ قال: كنّ عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فوَعظنا فذَكرَ النّارَ قال: ثمّ جئت إلى البيتِ فَضاحَكْتث الصّبيان ولاعبْتُ المرأة، قال: فخرَجْتُ فلَقَيْت أبا بكر فذكرتُ ذلك له فقال: وأنا فَعلْت مثلَ ما تَذكُرُ فلَقِيَنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلتُ يارسول الله نافق حنْظلةُ فقال: ( مه ) فحدَّثْتُه بالحديثِ، فقال أبو بكر: وأنا قد فَعلْت مثلَ ما فعلَ فقال: ( يا حنظلةُ! ساعةً وساعَةً ولو كانتْ تكونُ قُلُوبُكمْ كما تكونُ عند الذّكر لصافَحَتْكُمُ الملائكةُ حتّى تُسلِّمَ عليكم في الطّريقِ) من كتاب التوبة، رقم الحديث 2750)).


شارك المقالة: