تعريف علم التجويد

اقرأ في هذا المقال


إنّ علم التجويد هو ذلك العلم الذي أوجبه الشرع على كل مسلم ومسلمة، لذا يجب تعلُمه والاعتناء به؛ كونه من الأعمال التي تتعلق بعبادة تلاوة القرآن الكريم، وهي من العبادات المكلَّف بها المسلم، فما هو مفهوم علم التجويد؟ وما أصل مصطلح التجويد؟ وما دور العلماء في العمل على تسهيل تعلم علم التجويد؟

مفهوم علم التجويد

يُعرف لفظ التجويد في اللغة من الإصلاح والتحسين، وتجويد الكلام أي إتقان لفظه، وسلامة النطق به، أما في الاصطلاح فعلم التجويد هو العلم الذي يُعنى ببيان القواعد والأحكام، والتي يجب التقيد بها عند أداء عبادة تلاوة القرآن الكريم؛ وذلك اقتداءً بالمسلمين الذين تعلموا القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكون ذلك بأن يعطي المسلم كل حرف حقه بلفظه، وإظهار مخرجه وصفته وما يتبعه من حركة، دون تكلف أو إجحاف، بعيدًا عن أي ضرر أو خطأ.

وتلاوة القرآن الكريم ترتبط بصفة محددة، وأساليب خاصة، تم نقلها للوقت الحاضر بأعلى مستويات الرواية، ودرجات الإتقان، عن طريق ما يُعرف بالمشافهة؛ حيث يتعلم القارىء من المقرىء، ويُعلمه لمن بعده، وتكون السلسلة متواصلة إلى أن تنتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

كما أن نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام تعلم القرآن وتلقنه من جبريل عليه السلام؛ حيث كان جبريل عليه السلام يلقنه من القرآن ويعلمه ما سمع من الله عز وجل، وقد أشار بعض الشعراء إلى هذا الموضوع بقوله:

لأنَّهُ بهِ الإلــهُ أَنْـزَلاَ                وهكــذا منْهُ إلينا وَصَلاَ

أصل مصطلح التجويد

إن أصل مصطلح علم التجويد الذي أُطلق على (تجويد القرآن) مأخوذ من لغة العرب، التي أُنزل بها كتاب الله عز وجل، فهو كتاب مُنزل باللغة العربية لفظاً ومعنًى، ورغم اختلاف اللهجات في طريقة النطق عند العرب من قبيلة إلى أخرى، إلا أن القرآن الكريم أُنزل بأفصح ما فيها وهي اللغة التي عُرفت بها قريش، وكان يتحدث بها خير البشر وأفصح العرب، النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

ويتعلم المسلمون في علم التجويد نطق كلمات القرآن بأفصح اللهجات العربية، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، واتباعاً له ولصحابته الكرام رضي الله عنهم في النطق واللهجة، وممن أَقرأهم عليه الصلاة والسلام واتّبعوا لهجته في تعلُّم تلاوة القرآن الكريم وتعليمه، عبد اللّه بن مسعود، وزيد بن ثابت وغيرهم الكثير من الصحابة رضي اللّه عنهم أجمعين.

دور العلماء في العمل على تسهيل تعلم علم التجويد

قد اهتمّ العلماء المسلمون بعلم التجويد اهتماماً عظيماً، وكان لهم فيه العديد من الكتب والمؤلفات، وعملوا على تنظيم الكثير من المنظومات التي تختص بذلك. وممن أقاموا صرحاً في علم التجويد، وكانوا مثالاً للحفّاظ والمقرئين، مكي بن أبي طالب القيسي، وأبو عمرو الداني، وأبو الخير محمد بن الجزري الشافعي، والقاسم بن فيرة الشاطبي، جزاهم الله خير الجزاء فيما قدموا وأمثالهم لخدمة هذا العلم، وتيسير أمور تعلُّمه وتعليمه.

ولتلاوة القرآن الكريم العديد من الروايات المختلفة، منها عشر قراءات صحيحة. ورغم ذلك كانت رواية حفص هي أكثر الروايات قراءة عند معظم المسلمين؛ لذلك عمل أغلب العلماء المسلمين على إيجاد مؤلفات تتعلق في تعلم هذه القراءة، فكانت على مستويات مختلفة، ابتداءً من الكتب الخاصة بتعليم المبتدئين، وانتهاءً بأصحاب الخبرة والاختصاص الذين أرادوا الوصول إلى تحقيق أعلى مستويات الإتقان في هذا المجال.

كما تضمنت بعض تلك المؤلفات تيسيراً لأحكام التجويد وقواعد القراءة دون تقصير أو تعسف، لتُتيح الفرصة لكل مسلم في تعلمها وسهولة تناولها فهماً وتطبيقاً، بلا عناء أو مشقة في ذلك.

ولم يترك العلماء السالفون أطفال المسلمين، حتى كان لهم نصيب في تأليف ما يُناسب أعمارهم، وليونة أذهانهم، وكان كتاب (تحفة الأطفال والغلمان) للمؤلف الشيخ سليمان الجمزوري، من أكثر الكتب شهرة في هذا المجال، فهو كتاب يضم مجموعة ميسرة من الألفاظ والتراكيب، تتماشى مع مستويات فهم الأطفال ودرجات استيعابهم.

وعلم التجويد هو فن يهدف إلى تزيين القرآن وتسهيل نطق كلماته ولفظ حروفه، وكانت صفة اللجوء إلى تسهيل ما استوحش فهمه من الكلمات، وما ثقُل لفظه منها، من صفات فصحاء العرب. وذلك مما عمل به النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم القرآن الكريم وتحفيظه، وتسهيل تلاوته، وتبعه صحابته رضي الله عنهم في هذا الطريق، فقال عليه الصلاة والسلام: “ليس مِنَّا من لم يَتَغنَّ بالقرآن”. رواه البخاري، أي يُحسن قراءته ولفظ كلماته.


شارك المقالة: