الصّحابة هم من رأوا النّبي عليه الصّلاة والسّلام وآمنوا بدعوته وماتوا على ذلك وقد كانوا العدول الثقات في رواية حديثه، نقلوا إلينا حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، سماعاً ونقلاً لمن بعدهم، فهم باب الإسلام، ولا يتّصل الحديث إلّا بهم، ومازلنا نجوب في سيرتهم العطرة حتى وصلْنا إلى صحابيّ من الرّواة للحديث النّبويّ ألا وهو رافِعُ بن خَدِيج فتعالوا معنا في سيرته العطرة.
نبذة عن رافع
هو الصّحابي الجليل أبو عبدالله، رافِعُ بنُ خَديج من صغار الصّحابة، مدنيٌّ من الأنصار،كانت ولادته قبل هجرة النّبي صلّى الله عليه وسلّم بأكثر من عشر سنين، شهد الغزوات كلّها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد غزوة أُحد، وكان صغيراً يوم بدر فلم يُسمح له بالقتال، وأصيبَ بسهمٍ يوم أحدٍ بقيَ من أثره في جسده إلى أن توفيَ، شهد مع علي بن أبي طالب أَحداث الفتنة،وكان من الفقهاء في المدينة بالفتوى في عهد معاوية، وقد عاش ما يجاوز80 سنة وكانت وفاته في عام ثلاث وسبعين للهجرة، وذكر الذهبي أنّه شهدَ مَوْتَه وجنازتَه عبدالله بن عمر.
روايته للحديث
كان الصّحابي الجليل رافع بن خديج من رواة الحديث النّبويّ الشريف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وروى عن عمّه ظَهير بنِ رافع، وروى الحديث من طريقه كثير منهم: بشير بن يسار وحنظلة الزرقيّ والسائب وعطاء ونافع مولى ابن عمر، وروى عنه الشيخان البخاريّ ومسلم وأصحاب السُّنن والمسانيد.
من حديث رافع
ممّا روي عن الصّحابيِّ رافع بن خديج ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن طريق أبي النجاشيّ عن رافعِ بن خديج أنّه قال: ((قدم نبي الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة وهم يأبِرون النّخل، يقولون يلقّحون النّخل فقال: (ما تصنعون)، قالوا: كنّا نصنعه، قال: (لعلّكم لو لمْ تفعلوا كان خيراً) فنَفَضَت أو فَنَقَصت، قال فذكروا ذلك له فقال: ( إنّما أنا بشر إذا أمرتُكُم بشيْ في دينكم فَخُذوا به وإذا أمرتكم بشيءٍ من رأيْ فإنّما أنا بشر) حديث رقم2362)).
في فضل رافع
كان لرافِع بن خَدِيج الفضل بما كان يُقَدِّمُه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم به، وفي روايته للحديث عنه، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد بعثه مع جماعة من المهاجرين فقتلوا ابن الحضرميّ وأسَرُوا اثنين من رجاله بما سمّيت سرية عبدالله بن جحش.