بعد أن كان للدولة الإسلامية في بداياتها عملتها المستقلة، اتّصفت بمواصفات اختلفت بها عن باقي العملات النقدية في الأمم الأخرى، وكان الطابع الإسلامي يغلب على هذه المواصفات، كونها عملة نقدية تحمل اسم الإسلام، كما كان للدولة الإسلامية بعد وجود العملة الإسلامية، القدرة على الاستقلال في المجالات الاقتصادية والمالية، والانفراد بنظام نقدي إسلامي مستقل.
ميّزات النقود الإسلامية:
اختلفت النقود الإسلامية عن باقي العملات في مختلف الأماكن والعصور، وانفردت بطابع خاص جعلها تتميّز عنها، وهو الشعارات الإسلامية وعدم رسم صور الأشخاص أو طباعة الصور الرمزية عليها، والتزمت الخلافات الإسلامية المتتالية بذلك، إلّا ما ذُكر عن معاوية بأنّه رسم صورته على العملة في زمنه، وهذا حسب ما نسبه إليه العلويون.
ومُنع التصوير على النقود الإسلامية تِبعاً لما ذهب إليه علماء الشريعة الإسلامية، حيث أفتوا بتحريم التصوير؛ لأنّ حكم التصوير ورسم الإنسان والمخلوقات، يُعتبر في حكم التشبُّه بالخالق وتقليداً بعبدة الأصنام كالوثنيين، وفيما بعد وُصف هذا الرأي يالإسراف والمبالغة في الحُكم؛ لأنّ النية يهذه الأعمال غير موجودة عند المصوّرين، وكان هذا الحكم المُبالغ فيه سبب في ضياع فهم حقائق كثيرة على مدى التاريخ، لا يُمكن فهمها بالكتابة كما هي في التصوير.
وبعد عدم الحصول على الإذن الشرعية في التصوير، كان للمسلمين أن يسيروا في طريق رسم الزخارف والنقوش والأشكال الهندسية والتزيين في الخطوط، حتى وصلوا بالعملة النقدية الإسلامية إلى درجة من الإبداع والجمال، كما أخذت نقوش النقود الإسلامية شيء من طابع الفن الفارسي؛ بسبب الاستعانة ببعض الفنانين الفرس للرسم على العملات النقدية في بعض الأحيان، حيث كان الفرس رمزاً للفن والإبداع في الزخارف وتزيين الخطوط للزمن البعيد.
وتميّزت النقود الإسلامية بكتابة بعض الشعارات الإسلامية عليها، مثل كلمة التوحيد “لا إله إلّا الله محمد رسول الله”، والصلاة على رسول الله “اللهم صلّ على سيدنا محمّد” وبعض الآيات القرآنية، رغم أنّ ذلك كان سبباً في معاداة المسلمين وعدم التعامل معهم وتبادل نقودهم، إلّا أنّ الخلفاء المسلمين بقيوا على هذا العهد واستمرّوا بكتابة الشعارات الإسلامية على عملاتهم النقدية، للمحافظة على الطابع الإسلامي لنقود المسلمين.
