لقد قدّموا لأمَّةِ الإسلامِ الكثيرَ، انشغلوا برواية الحديث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن حياتِهم، لأنّهم قد علِموا أنّ مهمّةَ التّبليغِ منَ الواجب عليهم، فتسلسلوا بالرّواية من جيلٍ إلى جيلٍ حتّى أوصلوا الحديث النّبويّ ومابه من تشريعات، بدأت المسيرةُ بالصّحابة رضوان الله عليهم ثمّ التّابعين الأخيار يرحمهم الله، ومازلنا نفتش عن سِيَرهم نبحث عن رواة منهم، نقرأ في أحاديثهم، نكتب شيئاً ممّا قدّموه لطلبة الحديث، نحطّ رحالنا عند راوٍ من التّابعين، إنّه عبدُالله بن الحارث تعالوا معنا نبحر في سيرته.
نبذة عن عبدالله بن الحارث
هو: التّابعيّ الجليل، عبداللهُ بنُ الحارثِ بنُ نوفلٍ، ولد في السنّة التاسعة للهجرة، وأمّه هند بنت أبي سفيان أختُ أمٍ المؤمنين رملة أمّ حبيبة، وعندما ولد عبداللهِ بنُ الحارثِ أدخلَتْه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فحنَّكَة ودعا له بالبركة، وكانت أمُّه تناديه ب( بّبَّة )، شهد فتوحات الدّولة الإسلاميّة في بلاد الشام وتولّى إمارة البصرة بعد وفاة يزيد بن معاوية وكانت وفاته رحمه الله تعالى في العام الرّابع والثّمانين من الهجرة النّبويّة في عُمانَ .
روايته للحديث
كان عبداللهِ بنُ الحارثِ بنُ نوفلٍ من التّابعين الّذين رووا الحديث عن كثير من الصّحابة الأجلّاء وممّن روى عنهم منهم: الخلفاء الرّاشدون سوى أبي بكر الصّدّيق والعبّاس وعبدالله بن عبّاسٍ وأمّ هانئ وعبدالله بن الزّبير وحذيفة بن اليمان وأسامة بن زيد بن حارثة وأُمّهاتِ المؤمنين عائشةَ وأمِّ سلمة وميمونة وغيرهم رضي الله عنهم جميعاً ، كما روى من طريقه الحديث كثيرٌ من الرّواة من أمثال: أبو إسحاقَ السُّبيعيُّ وأبو التّياح وسليمان بنُ يسار وعَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَدٍ وأبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف وغيرهم يرحمهم الله، وكان من أهل الثّقة في رواية الحيث النّبويّ وروى له جماعة الحديث.
من رواية عبدالله بن نوفل للحديث
ممّا ورد من رواية الحديث النّبويّ الشّريف من طريق عبدالله بن الحارث ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( حدّثنا أبو عَوَانةَ عن عبدِالملكِ بنِ عُمَيْرٍ عن عبدِالله بنِ الحارثِ بنِ نَوْفلٍ عنِ العبّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ أنّه قالَ : يا رسولَ الله هلْ نَفَعْتَ أبا طالبٍ بِشَيٍْ فإنَّهُ كانَ يَحُوطُكَ ويَغْضَبُ لكَ؟ قالَ صلّى الله عليه وسلّم: (نَعَمْ هُوَ في ضَحْضاحٍ مِنْ نارٍ ولوْلا أنَا لَكانَ في الدَّرْكِ الأسْفَلِ منَ النّارِ )، من كتاب الإيمانِ، رقم الحديث357/209 )).