محمد بن حرب والرواية

اقرأ في هذا المقال



ما زلْنا نَجوبُ أقْطارَ الدَّولَةِ الإسْلاميَّة الكبيرَةِ، نبْحَثُ عنْ رواةِ وعُلماءِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، نمرُّ بها مسْتَشْعرينَ تارِيخَ هذا العِلمِ المُمْتَدِّ منْ صَحابَةِ رسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ونَقْرأُ عنْ تَضْحِياتِهمْ ليُنْقَلَ حديثُ رسُِول اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمْ عبرَالأجْيالِ منْ بَعْدِهمْ منَ التَّابِعينَ وأتْباعِهِمْ إلى الأمَّةِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، ومَحَطَّتُنا في هذهِ السُّطورِ حِمْصَ، حيثُ كانَ يسْكُنُ الرَّاوِي المُحَدِّثُ مُحَمَّدُ بنُ حرْبٍ الخَوَلانِيُّ، فدَعونا نُتابِعُ رِحْلَتَهُ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.

نبذة عن محمّد بن حرب:

هوَ: الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أبو عبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ الحِمْصِيُّ الخَوَلانِيُّ، منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ منْ زَمَنِ تَبَعِ أتْباعِ التَّابعينَ، منْ أهلِ الشَّامِ منْ حِمْصَ، كانَ موْلىً لِقُرَيْشٍ، سكنَ الشَّامَ وكانَ منْ عُلَمائِها في الحديثِ، ويعرَفُ بالأبْرَشِ، وكانَ مِمَّنْ تَولَّى القَضاءَ في دِمَشْقَ، وكان منْ كَتَبَةِ المُحَدِّثِ مُحَمَّدِ بنِ الوَليدِ الزُّبيْدِيِّ وممَّنَ رَوَى الحديثَ عنْ كثير منْ أتْباعِ التَّابعينَ، وكانتْ وفاتُهُ في العامِ الرَّابِعِ والتِّسْعينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ يرْحَمُهُ اللهُ.

روايته للحديث:

كانَ مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ الخَوَلانِيُّ منْ رُواةِ الحديثِ منْ زَمَنِ تبَعِ الأتْباعِ، وقدْ رَوَى الحديثَ عنْ كثيرٍ منَ الرُّواةِ منْ أمْثالِ:عبدِ الرَّحمنِ الأوْزاعِيِّ ومُحَمَّدِ بنِ الوَليدِ الزُّبيْدِيِّ وأبي سَلَمَةَ سُليْمانَ بنِ سُلَيْمٍ وعُمَرَ بنِ رُؤْبَةَ التَّغْلِبِيِّ ومُحَمَّدِ بنِ زِيادٍ الألْهانِيِّ وحَفْصِ بنِ سُليْمانَ الأسَدِيِّ وعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ حَفْصٍ وأمِّهِ أمِّ مُحَمَّدِ بنِ حَرْبٍ وغيرِهم يرْحَمُهُمُ اللهُ.

أمَّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ مُحَمَّدِ بنِ حرْبٍ الخَوَلانِيِّ فَمِنْهُمْ: حِيوَةُ بنُ شُرَيْحٍ ومُحَمَّدُ بنُ وَهْبٍ الدِّمَشْقِيُّ وخالِدُ بنُ خَلِيٍّ الحِمْصِيُّ وحاجِبُ بنُ الوَليدِ وعيسَى بنُ المُنْذِرِ الحِمْصِيُّ ويزِيدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ الجُرْجُسِيُّ وسُلَيْمانُ بنُ داوودَ البَغْدادِيُّ وعَمْرُو بنُ عُثْمانَ القُرَشِيُّ ومُحَمَّدُ بنُ المُصّفَّى الحِمْصِيُّ وإبْراهيمُ بنُ موسَى الرَّازِيُّ وموسَى بنُ مرْوانَ الرَّقِّيُّ وكَثيرُ بنُ عُبيْدٍ المَذْحِجِيُّ وغيرُهمْ يرْحَمُهُمُ الله.

من رواية محمّد بن حرب للحديث:

مِمَّا ورَدَ منْ رِوايَةِ مُحَمَّدِ بنِ حَرْبٍ الخَوَلانِيِّ للحديثِ النَّبويِّ ما أوْرَدَهُ الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ إسْماعيلَ البُخارِيُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الطِّبِّ: (( حدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ خالِدٍ، حدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ وَهْبِ بنِ عَطِيَّةَ الدِّمَشْقِيُّ، حدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ حرْبٍ، حدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيدِ الزُّبيْدِيُّ، أخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبيْرِ، عنْ زَيْنَبَ بَنَةِ أَبي سَلَمَةَ، عنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ رَأَى في بَيْتِها جارِيَةً، في وَجْهِهَا سَفْعَةٌ، فقالَ: ( اسْتَرْقُوا لَهَا؛ فَإنَّ بِها النَّظْرَةَ ). رَقُمُ الحديثِ 5739 )).


شارك المقالة: