مفهوم الإدغام وأسبابه

اقرأ في هذا المقال


نلاحِظ ظهور الصفات العارضة للحروف في بعض حالاتها، وتبتعد عنها في الحالات الأخرى، ولكل واحدة من هذه الصفات مجموعة من الأحكام التي يجب مراعاتها، وذلك عند إظهار كل صفة في الحرف الذي يتصف فيها، ومن هذه الصفات الإدغام، فما هو مفهوم حكم الإدغام وما هي أسبابه؟

معنى الإدغام

تعدَّدت معاني الإدغام سواء في اللغة أو في الاصطلاح تبعاً لآراء علماء التجويد، ففي اللغة يعني الإدغام الإدخال والتوحيد، أما في الاصطلاح فيُقصَد بالإدغام دمج حرفين متتاليين أحدهما ساكن والثاني متحرك ويُسمى الإدغام الصغير، أو حرفين متتاليين متحركين ويُسمى الإدغام الكبير، لتبدو صورة لفظهما وكأنهما حرفاً واحداً مضعفاً.

وفي رواية حفص يكون إدغام الحرفين المتحركين (الإدغام الكبير) في كلمات معينة فقط، مثل كلمة “مَامَكَّنِّى” فتمّ إدغام حرف النون المفتوح بحرف النون المكسور الذي يليه، فأصلُ الكلمة “ما مكّنَنِي”، ويُنطق حرفا النون هنا حرفاً واحد من مخرج واحد، وكأنهما حرف واحداً؛ حيث يتحرك اللسان للأعلى حركة واحدة وكأنّ القارئ ينطق حرفاً واحداً.

أسباب الإدغام

لتطبيق حكم الإدغام في التلاوة والتجويد لا بدّ من تواجد أسباب تدل عليه، وتلزم بتطبيقه في موضع معين، وهذه الأسباب هي:

  1. التّماثل وهو أن يخرج حرفان من الحروف الهجائية العربية من نفس المخرج، متخذين نفس الصفة في اللفظ،، ونلاحظ هذا الشكل من الإدغام عند تتابع حرفين متماثلين، مثل قوله تعالى: “فِيهِ هُدٗى” فهنا حرفي الدال المتتابعين كانا سبباً لظهور حكم الإدغام، حيث اجتمعا على نفس المخرج والصفة.
  1. التقارب ويعني ظهور حرفين متقاربين في الصفة والمخرج، أو متقاربين في المخرج دون الصفة، أو متقاربين في الصفة دون المخرج، وفي رواية حفص يظهر الإدغام بسبب التقارب في بعض المواضع فقط، ولا يُطبّق حكم الإدغام على جميع المواضع التي يظهر فيها حرفان متقاربان في الصفة أو المخرج أو الاثنان معاً، مثل ظهور حرفي النون واللام في قوله تعالى: “مَن يَعۡمَلۡ”.
  1. التجانس هو تتابع حرفان لهما المخرج نفسه، لكنهما مختلفان في الصفات، واعتبر علماء التجويد إدغام المتجانسين إدغاماً غير لازمٍ، وهذا ما لاحظه القراء في رواية حفص، فهو يلتزم بإدغام كل المواضع التي فيها حروف متجانسة، واقتصر على إظهار الإدغام في بعض مواضع التجانس، ومن الأمثلة على ذلك حرف إتباع حرف الدال لحرف التاء في قوله تعالى: إِذ ظَّلَمُوٓاْ” سورة يونس 89.

شارك المقالة: