الصراع التنظيمي في العلاقات العامة:
يُعتبر دور العاملين أساسي في سعيهم الدائم لتحقيق أهدافهم الشخصية وأهداف المؤسسة التنظيمية، حيث يقومون بالتفاعل مع بعضهم البعض بشكل مستمر، وقد ينتج عن هذا التفاعل تلاقٍ أحياناُ وتنافر أحياناً أخرى، وهذا يؤدّي إلى حدوث ما يسمّى بالصراع التنظيمي.
ويُعرّف الصراع التنظيمي داخل مؤسسات العلاقات العامة على أنه ظاهرة فعلية وتنظيمية متواصلة تظهر عن التفاعل بين العاملين في المؤسسة، أفراداً وجماعات، ويُمكن أن يؤثّر هذا الصراع إيجابياً أو سلبياً على فعالية المؤسسة ككل، وعلى طبيعة العلاقة بين هؤلاء العاملين من ناحية، ومن ناحية أخري فإنه يُمكن أن يؤثّر على قدرة الأفراد في تحقيق أهدافهم الشخصية.
ويُعتبر التعامل مع الصراع التنظيمي في الوقت الحالي من الضروريات المهمة من أجل ضمان فاعلية أداء المؤسسة وحسن سير أعمالها. ومن هنا يتَّضح وجود مجال واسع لممارسات العلاقات العامة في حل مشكلات الصراع التنظيمي؛ لأن العلاقات العامة تهتم بالجمهور الداخلي ومستويات أدائه وإنتاجيته.
وبالإضافة إلى ذلك أنّ العلاقات العامة ظهرت أساساً للتعامل مع ثورات الرأي العام، وهي تقوم بذلك من خلال تنظيم التفاعل بين مختلف الأطراف بأسلوب ذكي ومتطوّر ومقبول، وبما يحقّق الاتفاق بين الجميع؛ لذا فالعلاقات العامة مؤهلة بأدواتها وأساليبها العديدة للعب دور محوري في إدارة الصراع التنظيمي من خلال القيام بتقديم توصيف وتشخيص دقيق لمواقف الصراع في المؤسسة، وتوفير الوسائل التنظيمية المعينة للإدارة من أجل التعرف على تطور الصراع، معرفته على طبيعته، فهم النتائج القائمة على استمراره ودعم الإدارة في التعامل مع الصراع وحله.
وكما تقوم أيضاً بصياغة الرسائل المقنعة التي تترجم الأهداف المشتركة للجميع، وانتقاء وسائل الاتصال المناسبة لبث الرسائل المقنعة وإقامة البرامج الهادفة، ويتم تقويم طرق التعامل مع الصراع بصورة مستمرة والنتائج المحققة من قبل أنشطة إدارة الصراع، وإدخال التعديلات اللازمة على البرنامج من أجل تحقيق أهدافه النهائية، ويُعد الإبداع الإداري من أكثر الموضوعات أهمية في مجال المؤسسات عموماً، وخاصة في مواجهة التحديات العالمية الحديثة وزيادة درجة المنافسة بين المنظمات، حيث يُساعد على الإبداع والحث عليه ويُعدّ من أهم الأولويات التي تسعى المنظمات إلى تحقيقها.