المقصود بالنمط الاتصالي:
يعتبر النمط الاتصالي جزءاً لا يتجزأ عن الاتصال ذاته إلا أنَّه يوجد اختلاف فيما بينهما، كما يقصد بالنمط الاتصالي الطرق التي يتم من خلالها الوصول للجمهور الإعلامي، من خلال اتباع مجموعة من المذاهب التي تؤكد على الأساليب الصحفية والاتصالية، بحيث يتم صياغة الموضوعات الإخبارية من خلال الاعتماد على الأنماط التقليدية الطبيعية، كما تعتبر الأنماط الاتصالية بمثابة وسيلة يتم من خلالها التأكيد على الطرق والكيفية التي يتم عبرها التواصل مع الفئات المستهدفة من النمط الاتصالي.
وبالتالي يعتبر النمط الاتصالي من أكثر المظاهر الاتصالية انتشراً وشيوعاً في المؤسسات الإعلامية على اختلاف أنواعها، سواء كانت مؤسسات صحفية أو مجلات أو قنوات تلفزيونية أو حتى محطات إذاعية، كما يكثر استعمال النمط الاتصالي في الإعلانات، وذلك على اعتبار أنَّ الإعلانات بكافة أشكالها تعتمد على الوسائل والأنماط الاتصالية في التعامل مع الزبون من جهة ومع السوق الإعلامي من جهة أخرى.
وعليه يكون الضروري التركيز على أنَّ النمط الاتصالي يقوم على انتقاء بعض المفكرين والإعلاميين الذين يسعون إلى الوصول إلى قمة الطرق الكيفية في التعامل مع الجماهير الإعلامية المستهدفة، كما يعتمد النمط الاتصالي على القائم بالاتصال في المقام الأول، مع أهمية التركيز على أنَّه يكون من الضروري أن يمتلك المواهب التي تجعله قادر على مواكبة الأنماط الاتصالية المتطورة والتي ظهرت نتيجة؛ تطورات التكنولوجية.
كما سعى النمط الاتصالي إلى تكثيف الجهود من أجل إنشاء المحتويات الصحفية، ونشر النشاطات الإنسانية التي من الممكن نشرها عبر الوسائل الإعلامية بكافة أنماطها، كما أنه لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ النمط الاتصالي بمثابة عملية ثقافية تجارية عامة، بحيث تسعى إلى الوصول إلى قاعدة كبيرة من الجمهور الإعلامي مع أهمية أن يتم إشباع ميولهم ورغباتهم الاتصالية.
أما فيما يتعلق بالافتراضية فإنَّ النمط الاتصالي لا يسعى إلى استعماله، بحيث ترغب في القضاء على ما يسمى بالافتراضية والمنتديات النقاشية، بغض النظر عن أماكن تواجد الجمهور، وذلك على اعتبار أنَّ الافتراضية تسعى إلى إلغاء ما يسمى بالوجود الاتصالي، بالإضافة إلى أنَّها تسعى إلى رفض التقبل بالحياة الواقعية، لذا أكد العديد من الباحثين في المجالات الاتصالية على أنَّ يجب إبعاد النمط الاتصالي عن الافتراضية المتشعبة، والتي بدورها تساهم في حجز المجتمع في فضاء من المعلومات الاتصالية الضيقة.