دور العلاقات العامة في إدارة القضايا في المنظمة:
يُعدّ التزام العلاقات العامة بالمسؤولية تجاه المجتمع الذي تنشط فيه ويدفعها باتجاه العمل وبشكل دائم على التجاوب الفعال مع القضايا المجتمعية، التي تُعتبر دليل على اهتمام الرأي العام وتؤثر على حياته بشكل مباشر أو غير مباشر، ويُعتبر الرأي العام والجمهور هو الجزء الأساسي لعمل العلاقات العامة، حيث أن المجتمع يواجه العديد من التغيرات والتحديات التي تدفع باتجاه تنامي الدور الاجتماعي للعلاقات العامة والذي يؤكد على ضرورة التعامل مع تلك التغيرات والتحديات على أنها قضايا مجتمعية مُلحَّة.
حيث أن القضايا الاجتماعية قد تظهر كاملة في العديد من الأحيان، ولذلك فهي تحتاج إلى توضيح ومساعدة الرأي العام على تبنّي مواقف معينة تجاهها وتطوير هذه المواقف كي تصل لأكبر عدد ممكن من المهتمين؛ بهدف المساعدة على التخلص من الآثار السلبية التي تظهر عن التغيرات والتحديات التي تُلازمهما. ولذلك فقد أصبح لزاماً على العلاقات العامة أن تقدم مساهمتها الاجتماعية، متمثلة فيما أصبح يعرف بإدارة القضايا أو حملات التوعية من خلال الترويج لها بما تحتاجه من خبرات اتصالية ولتقوم بدورها الاجتماعي بناءً على مسؤوليتها في المجتمع الذي تنشط فيه.
وقد فرضت تطورات المجتمع المعاصر أنواعاً من المشكلات التي تمثل قضايا عامة مثيرة لاهتمام المجتمع كله، وكلما زاد تطور هذه المجتمع في المجالات الاقتصادية والصناعية على وجه الخصوص كلما زادت حِدَّة هذه المشكلات حتى أصبحت قضايا جماهيرية تستهدف قطاعات شاملة من المجتمع، وبالتالي تحظي باهتمام الأجهزة الحكومية التشريعية والرقابية ووسائل الاتصال.
حيث أن القضية غالباً ما تُعد ذات أبعاد متنوعة وأكثر تعلقاً بالجمهور الخارجي للمنظمة، كما أنها لا تُحدد ضمن الأوضاع الخاطئة كالمشكلة وإعداد الخطة التنفيذية للحملة الرامية إلى إدارة القضية، وتتطلب لجهود أكبر من إدارة المشكلة، وهناك العديد من الخطوات من المهم الاسترشاد بها عند إدارة القضية ومنها: القضية المطلوب العمل عليها، أسباب العمل على هذه القضية، الجماهير المرتبطة بالقضية، آثار القضية على الجمهور، اختيار الرسالة التي ترغب المنظمة بتحقيقها من خلال تناول هذه القضية وتحديد الأهداف المطلوب تحقيقها، تحديد شعار للحملة، تحديد الفئة أو الفئات المستهدفة.
وبالإضافة إلى ذلك يتم تحديد المؤسسات التي يمكن أن تساعد على التشبيك مع الشركاء وكما يتم ترتيب كل ما سبق ضمن خطة متكاملة لإدارة القضية. وكما نعرف فإن العلاقات العامة تهدف إلى الحفاظ على العلاقات مع كافة الأطراف المتعلقة بالمنظمة، ولذا فإنها لا تعمل على اتخاذ قرارات وحلول من طرف واحد؛ لأن مثل هذه الحلول من شأنها تفريق العلاقات مع الأطراف الأخرى، ولذلك فإنه غالباً ما تكون حلول المشاكل التي تتوصل إليها أطراف المشكلة عن طريق التفاوض أكثر ديمومة واستمراراً عندما يكسب كل طرف، وتكون له مصلحة في الحفاظ على النتيجة التي تم التوصل إليها.