مفهوم الدقة والصدق في الصحافة:
لقد أشار الباحثين في المجالات الإعلامية والاتصالية إلى ضرورة أن تتوافر في الصحف الديموقراطية مبدأ الصدق والدقة في تناولها للمحتويات أو المعلومات الإعلامية، وذلك على اعتبار أنَّ الدقة والصدق من أهم الأساسيات في التي تتبعها الصحافة الجيدة.
وعليه فإنَّ هذه المبادئ، تدل على مقدرة المؤسسات الإعلامية على نشر الموضوعات أو القصص الإخبارية بشكل دقيق دون أن يكون هنالك إهمال حيال نقطة معينة وذات صلة بالحدث المطروح، وبالتالي فإنَّ مبدأ الصدق والدقة يرتبط بشكل وثيق في عملية الإنحياز حيال الموضوعات.
وبالتالي فإنَّ التغطية الإخبارية في المؤسسات الصحفية، تسعى إلى الوصول إلى المعلومات الصحيحة والدقيقة، مع أهمية الوقوف على الأخطاء المحتملة في عملية الوصول، كما تلعب عدم المصداقية في المؤسسات الإعلامية إلى تقديم قصص إخبارية مشوهة، كما تطلب من العاملين في القطاع الإعلامي إلى تجنب الوقوع في مثل هذه السلوكيات أو التصرفات المغايرة للمبادئ الصحفية.
كما أنه لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ الدقة والصدق في تناول المعلومات قد تكون غير مباشرة أو غير مقصودة، بحيث تكون مرتبطة بطبيعة المهن المكلفة للعاملين في المنظمات الإعلامية، وهو ما يساهم في قيام المؤسسات أو الوسائل الإعلامية بكافة أشكالها إلى توفير أقسام معنية بمراجعة كافة النصوص والمعلومات الإعلامية التي ترغب الوسائل الإعلامية بتقديمها للجمهور المعني أو المستهدف.
وبالتالي فإنَّ الجمهور المستهدف يسعى بشكل دائم إلى الحصول على الموضوعات والمحتويات الحديثة والمتطورة، كما لا يرغب في أن تقوم المنظمات الإعلامية بتقديم موضوعات مغايرة عن واقعه والبيئة التي يعيش فيها، بالإضافة إلى رغبته في الوصول إلى المحتويات التي تشتمل على مبادئ صحفية معينة من مثل الصدق، عدم الانحياز، بالإضافة إلى الدقة، وإلا انصرف عنها وعن محتوياتها.
فإنَّ الأخطاء الصحفية تختلف باختلاف الموقف، حيث يسمح الجمهور في تلافي بعض الأخطاء الإملائية أو الكتابة أو الأخطاء اللغوية، أو الإخراجية، لكنه لا يسمح ولا يغفر للأخطاء المتعمدة في الطرح أو التشويه لبعض الأجزاء والتركيز على البعض الآخر، كما تسعى المنظمات الإعلامية إلى توفير أماكن متخصصة وثابتة فقط من أجل تصحيح كافة الأخطاء الطباعية أو غيرها من الأخطاء.