اقرأ في هذا المقال
يعتبر المقال الكاريكتوري من الفنون الإعلامية والصحفية التي لا تستغني عنها المجلات، بحيث تشتمل على رسالة إعلامية ذات طابع ساخر، كما يوجد لها مجموعة من الأشكال والأنواع، مع أهمية التركيز على قدرتها على تقديم النقد الأدبي والصحفي للموضوعات الإعلامية المقدمة داخل المجلة.
مفهوم المقال الكاريكاتوري
تركز المجلات على استعمال المقال الكاريكاتوري الذي يعبر عن الألوان النقدية للموضوعات الصحفية المختلفة التي تعتمد على تفسير وتحليل المحتويات الصحفية بشكل فكاهي، على أن يتم استعمال مجموعة من الأشكال للمقالات الكاريكاتورية التي تعبر عن الأوصاف الهندسية في الموضوعات الإخبارية ورسمها إما عامودياً أو أفقياً.
وبالتالي فإنَّ المؤسسات الإعلامية بشكل العام والمؤسسات الصحفية بشكل الخاص تسعى إلى استقطاب طاقم من الرسامين الذين يمتلكون المؤهلات التي تمكنهم من رسم الموضوعات والقضايا الإخبارية والتعبير عنها بشكل ساخر علي أن تراعي الأخلاقيات والتشريعات الإعلامية الواضحة في مواثيق الشرف المهني والصحفي.
وعليه فلقد ركز الإعلام على اختيار الفئات الجماهيرية المتابعة أو المتناقضة التي تعبر عن الملامح الإيجابية والسلبية في الموضوعات الإخبارية الكاملة، كما قد لا يشتمل المقال الكاريكاتوري على نقد الموضوعات الإعلامية فقط، بل يسعى أيضاً إلى نقد الشخصيات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الوطنية أو الثقافية التي يكون لها وزن في المجتمع وذات تأثير على الرأي العام في بعض القضايا الصحفية.
تاريخ ظهور المقال الكاريكاتوري
ظهرت المقالات الكاريكاتورية بالتزامن مع ظهور الفن الإعلامي النقدي الذي يركز على ضرورة إيجاد الطبيعة والبيئة المناسبة؛ من أجل التعليق والتحليل لبعض الموضوعات أو المحتويات أو الأحداث أو القضايا سواء كان ذلك بشكل آلي أو بشكل متعاقب على أن يكون شكل المقال الكاريكاتوري مصمم بشكل جذاب ومهذب، بحيث لا يخلو من التربية الإعلامية.
عناصر المقال الكاريكاتوري
يشتمل المقال الكاريكاتوري على مجموعة من العناصر التي تم اعتمادها في الخطط والسياسات الإعلامية في المجلات سواء كانت دورية الصدور أو يومية أو أسبوعية، مع أهمية استعمال بعض العناصر الجغرافية إلى جانبها ومن أهم العناصر:
عنصر التجسيم
حيث يقصد به عنصر الذي يسعى إلى ابراز الصور الإعلامية التي تتناول التعبير عن شخصية أو موضوعات كاريكاتورية، مع أهمية استعمال المبالغ في تصوير العيوب داخل الصورة الإعلامية، من مثل تصوير الطول والعيوب الخَلقية وغيرها.
عنصر التوليد
حيث يقصد به العنصر الذي يسعى من خلاله الكاتب اختيار المعلومات الإعلامية التي يتم عن طريقها توليد الأفكار الإعلامية والصحفية المختلفة، بحيث تقوم بذكر كافة المعاني والأفكار الصحفية التي من الممكن الاستفادة منها؛ من أجل التعبير عن المقالات الكاريكاتورية، كما لا يعتبر عنصر التوليد متاح لطاقم التصوير في المجلة.
عنصر التشبيه أو التمثيل
حيث يقصد بها العنصر الذي يسعى من خلاله الكاتب في إثراء ملكة الخيال لديه على أن يقوم الكاتب بالإشارة إلى الموضوعات الكاريكاتورية من خلال الاستناد على كلام الحكايات العامة أو الشعر أو كلام القدامى، بحيث يتم تحويل هذه الكلمات إلى معاني جديدة ذات تأثير ساخر.
عنصر التنكر أو ذكر النكات
حيث يقصد به العنصر الذي يعتمد على ضرورة استحضار مكلة خيال الكاتب أثناء عملية الإعداد أو الكتابة للمقالات الكاريكاتورية، على أن يتم الاعتماد على أسس ذكر النكت إلى جانب الموضوعات المطروحة، بحيث تحدث الكثير من التأثيرات الفكرية على الجمهور الإعلامي.
وبالتالي لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ المقالات الكاريكاتورية تسعى إلى توفير مجموعة من الأهداف والمقاصد التي يجب الوصول إليها عند نقد الأفكار الإعلامية أو الموضوعات أو الشخصيات، بحيث تكون بشكل مبالغ فيه؛ وذلك من أجل تحقيق أهداف معينة تفرضها إدارة التحرير والإعداد في المجلة، لذا لا يكثر استعمال المقالات الكاريكاتورية في الصحافة، كما هو الحال في المجلات؛ وذلك بسبب رغبة المجلة في الوصول إلى المراحل الانتقالية في نهضة الأدب الإعلامي.
بالإضافة إلى ذلك فإنَّ المقالات الكاريكاتورية التي تعتمد على القلم الكاريكاتوري لا يمكن الاستغناء عنها في المجلات دورية الصدور، وذلك على اعتبار أنها من الكتابات التي تتسم بخفة الظل وبطابع المرح، كما ساهمت المجلات في استعمال الفن الكاريكاتوري الأدبي من خلال الاستفادة من التجارب الإنسانية، مع أهمية الاعتماد على بعض السمات والخصائص النوعية لكاتب المقال الكاريكاتوري ومن أهمها: ملكة الخيال، الابتكار والابداع، الرسم الجيد، سمة انتقاء الكلمات المعبرة.