أهمية الوسيلة الاتصالية في العلاقات العامة:
تأخذ الوسائل الاتصالية قيمة مميزة بين عناصر عملية الاتصال للعلاقات العامة، باعتقاد أنها القناة التي يقوم الخبير من خلالها توصيل رسالة محددة إلى الجمهور لتحقيق أهدافه الاتصالية. ولهذا فإن التعرف على الوسيلة ومعرفة إمكاناتها وخصائصها يُعدّ أحد الجوانب الاستراتيجية التي تهم أي مسؤول عن عملية الاتصال في العلاقات العامة. فتعيين نوعية الوسيلة التي يجب أن يستعملها، تُمكنه من التعرّف على الأثر الذي يحدث عند المستقبل وفي اتجاهاته وسلوكه، كما تُمكنه من معرفة التأثيرات المتعلقة بالوسائل على ما تنقله من رسائل، فلكل وسيلة بصماتها وتأثيراتها الواضحة على ما تنقله من رسائل.
حيث أن لكل وسيلة صفتها ومهاراتها ورموزها وإيماءاتها، ولكل منها جمهورها الذي تعول عليه والذي يفهم لغتها ويمكنه تفسيرها بيسر وسهولة، حيث أن كل وسيلة تميل بطبيعتها إلى إظهار جوانب معينة من الرسالة، أو تلقي الضوء على زاوية معينة من الأفكار والمعلومات، فيستقبل الجمهور الرسالة من زوايا تختلف باختلاف وسيلة الاتصال، وبهذا فإن المحتوى إذا ما تناقلته عدة وسائل في وقت واحد، فإن هذا من شأنه أن ينقل صورة متكاملة ومن زوايا متعددة للرسالة الأصلية.
كما أن شكل المعالجة للرسالة يختلف باختلاف الوسيلة المستخدمة، ومن ناحية أخرى فإن التحريف والتغيير الذي يحدث على الرسالة يكون بسبب سوء استخدام الوسيلة أو لحدوث عيوب فنية على عملية انتقال التي تقوم بها الوسيلة بين المرسل والمستقبل؛ من أجل اتصال أفضل وأكثر فعالية ويفيد خبير العلاقات العامة من دراسته للرسائل للتمييز بين الوسيلة والمرسل، وقد يكون هذا التميز بينهما مستحيل من وجهة نظر المستقبل، والذي يخلط عادة بين المرسل والقناة باعتبارهما يمثلان معاً مصدر الرسالة.
وتتنوع أدوات الاتصال في مجال العلاقات العامة بتنوّع هذه الرموز وتغيّرها، وقد شهد العصر الحديث تطوراً ملحوظاً في وسائل الاتصال، من ناحية الوفرة أو الفاعلية وقلة التكاليف أو من حيث سهولة الاستخدام، وعلى رجل العلاقات العامة أن يكون على دراية تامة بكل هذه الوسائل، وعليه أن يختار أكثرها أثراً بالنسبة لجمهور، وأن يختار الوسائل المناسبة في الوقت المناسب أيضاً، وهذا ما يضمن له آداء أفضل في رسالته وتوفير في الوقت، الجهد والمال.