الاعتبارات المهمة لمهارة الإقناع في مجال العلاقات العامة:
توجد جذور قديمة لفكرة الإقناع قبل عصر وسائل الإعلام الجماهيرية بوقت، فقد كان علم البيان أو الفصاحة يستخدم للإشارة إلى فن استخدام اللغة للتأثير على أفكار الآخرين وسلوكهم، وكانت تلك مهارة مهمة بالفعل، وبينما أخذت المجتمعات تزداد تطوراً وازدهاراًَ وما زالت مهارة الإقناع في كافة مجالات المعاملات الإنسانية، ومادامت اللغة هي وحدة التفكير والاتصال بين القائمين في العلاقات العامة والجماهير.
فإن أسلوب الإقناع بين الجمهور يتطلب لمزيد من الدراسة والبحث المستفيض، كما يحتاج إلى أصحاب الرأي وحملة مشاعل المعرفة. وقد توصلت الباحثة الاجتماعية “كاتلين ريدون” بدراسة حول الإقناع وأهميته، فأشارت إلى حقيقة اجتماعية وهي أن الناس يعتمدون على بعضهم، كما يتصرفون بالكيفية التي توافق بينهم، فكل منهم عليه أن يجد الأساليب التي تجعل سلوكه محقق لأهدافه مقبولاً من الآخرين.
وهناك العديد من الاعتبارات الهامة التي تفيد رجل العلاقات العامة لتعزيز وتفعيل مهارة الإقتناع لديه، ومنها الكلمات، وتُعبر أصغر وحدات الكلام؛ حيث أنَّ لها بُعد مادي وترمز إلى معاني ذات بعد مادي؛ لأنها تقال وتكتب ولها صوت، والاقتباس وهو ظاهرة موجودة باستمرار مقرونة باللغة؛ لأن معظم الكلمات لها معانٍ كثيرة وهذه تفضى إلى صعوبات في الاتصال والتفاهم، ولكنها في نفس الوقت تثرى اللغة وتكسبها غزارة ووفرة؛ لأن الكلمة التي لها معاني كثيرة تساوي كلمات عديدة مختلفة.
وبالإضافة إلى المجادلة الطيبة الإيجابية وهي الي تصيب الهدف المطلوب، وللتهرب من الإقتناع المنطقي تستخدم المجادلة الموجهة وهي التي تصب على شخص بدلاً من موضوع المجادلة أو النقاش، ويُعتبر استخدام الأدلة في بعض الموضوعات التي تحتاج إلى استخدام أداة للإقناع بموضوع الرسالة ويتوقف ذلك أيضاً على نوعية الجمهور من حيث السن والنوع والتعليم، ومن ذلك تقويم المعلومات واقعية أو نتائج دراسة علمية موثقة، أو آراء تنتسب إلى مصادر لها مصداقية لدى المتلقي، ومن الضروري أن تكون الطريقة سلسة ودقيقة في مضمونها، كذلك لغتها يجب أن تكون متماسكة متسلسلة ومنطقية تتناسب مع احتياجات الموقف نفسه، كما يجب أن تكون مختصرة وصحيحة ومفهومة.