لغة برامج الأطفال في الإعلام:
لقد اهتمت معظم الوسائل الإعلامية العالمية في إعداد برامج متخصصة بالأطفال، مع أهمية مراعاتها للغة الأطفال المستخدمة، وذلك على اعتبار أنّ لغة برامج الأطفال ذات صعوبة، سواء كان من الناحية الإعدادية، الإخراجية، أو من ناحية اختيار المحتويات الإعلامية.
وبالتالي لا بُدّ من التركيز على أنَّ علماء الاجتماع والنفس، قاموا بوضع مجموعة من القواعد والأساليب السليمة من أجل مخاطبة فئة الأطفال بلغة يتم فهمها واستيعابها، وعليه فلقد اهتمت الإذاعات الوطنية بلغة الأطفال بشكل لا يضاهي، إذ قامت بإشباع حاجات الطفل التعليمية، وذلك من خلال تقديم البرامج التعليمية الموجهة لفئة الأطفال فقط.
كما أنَّ برامج الأطفال تعتبر من البرامج الوحيدة في استخدامها للمواد والمحتويات الترفيهية، من مثل النكت والتمثليلات، كما يتم استخدام المفاهيم اللغوية، والاتصالية والتي من شأنها أن ترفع بمستوى اللغة عند الأطفال، كما تساهم برامج الأطفال بتعريف الأطفال على الموروث الثقافي، التي تمكنه من استخدام المفردات والتراكيب المناسبة.
وبعدها قامت الإذاعات المحلية، الوطنية، والإذاعات الدولية في العديد من البلدان منها: الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، اليابان، استراليا، ألمانيا وغيرها من الدول في الاعتماد على الأطفال من أجل إعداد الفقرات الخاصة بهم، بحيث يتم إعدادها بناءاً على اللغة المتداولة ما بين الأطفال، كما يساهم ذلك في معرفة مواهب الأطفال السائدة ما بينهم.
وبالتالي لا بُدّ من التركيز على التفريق ما بين ما يسمى بلغة الأطفال ولغة الإذاعة، إذ أنَّ لغة الأطفال تستخدم فقط في المنازل وضمن العائلة، بينما مفهوم لغة الأطفال في البرامج الإذاعية، هي لغة الإذاعة نفسها، وذلك بسبب أنَّ الأطفال المشاركين في إعداد البرامج تكون نخبة من الأطفال المتعلمين، والمتدريبن على مجال الكتابة الإذاعية.
ولا بُدّ من التركيز على أنَّ أسلوب السرد القصصي، بالإضافة إلى طرح الحكايات الأسطورية، يعتبر من الأساليب الأكثر محبة وأهمية لدى الأطفال، كما أنَّها تساهم في توصيل المعارف والمعلومات، بحيث يكون ذلك من خلال استخدام لغة التخاطب العادية ما بين الأطفال في البرامج.
فلقد قامت منظمة اليونسكو في إصدار بيان تعترف فيه رسمياً بأنَّ الإذاعة ساهمت من خلال الجهود المكثفة في نشر اللغة العربية، ومن ثمَّ تعليمها للأطفال، كما يتم تقديم مضامين ممتازة في برامج الأطفال، وذلك من خلال مساعدة التربويين والإذاعيين للأطفال، وهو ما يساهم في إعدادها وإخراجها إذاعياً.