نظرية الواقع المدرك من وسائل الإعلام:
تُعد وسائل الإعلام عبارة عن أدوات يُمكنها أن تقوم بعكس صورة المجتمع الذي يحيط بها، كما تقوم بدور أساسي في عكس قيم المجتمع وعاداته وأنماط سلوكه، كما يمكنها تقديم الإعلانات عن السلع والخدمات، وتعتبر وسائل الإعلام هي الأداة المناسبة التي يمكن من خلالها نقل ما يشعر به الجمهور أو التعرف عليهم.
وقد ينظر بعض الأفراد إلى وسائل الإعلام بصور متعددة، حيث يرون بأن وسائل الإعلام قد تُركز على بعض المواضيع، الأحداث أو القضايا، ليس فقط لأنها تعكس الواقع الاجتماعي، إنما من أجل تنفيذ مصالح بعض الأفراد الذين يمتلكون هذه الوسائل، كما أن هذه الوسائل لا يُمكنها أن تعكس كل ما يحدث في العالم الخارجي، إنما يمكنها أن تُنمي كل ما يبدو حقيقياً بالنسبة للمتلقين، حيث يمكن أن يتم تقبل هذا الواقع الإعلامي؛ لأنه غير مدرك للعناصر التي تتم من أجل خلق مثل هذا الواقع.
وفي بعض الأحيان يشعر الأفراد بأن وسائل الإعلام تعرض للترفيه والتسلية؛ نتيجة تراكم التعرض لوسائل الإعلام، والتي يمكن اعتبار مثل تلك الأمور التي تعرضها بأنها حقيقية، وبالعادة لا يستطيع بعض الأفراد في التمييز ما بين العالم المصطنع من خلال وسائل الإعلام أو بين العالم الحقيقي، وقد مرَّت وسائل الإعلام بمراحل تطورية كثيرة من خلال قيامها بنقل الواقع، وظهرت العديد من وسائل الاتصال من تصوير فوتوغرافي، راديو وتلفزيون، عوضاً عن وسائل المحاكاة كالموسيقى والفن.
وكل هذه الوسائل باستثناء التلفزيون الذي تطور من بداية تواجده كوسيلة اتصال جماهيرية، كما يتم ملاحظة بأن هناك امتزاج ما بين الفن في وسائل الاتصال مثل الراديو، التلفاز، ويعود ذلك المزج إلى أن المعاني التي يتم إدراكها من مشاهدة التلفزيون تعتمد على جانب كبير في دلالة الأفكار.
ومثال عليها عندما يقوم المراسل الميداني لقناة تلفزيونية بنقل تقرير إخباري لحدث، ويتجسد ذلك الحدث مثلاً بأشخاص يساقون إلى سجن، أو أبواب سفارة مغلقة، وقد تدل تلك الأمور إلى رموز يُريد القائم بالاتصال بنقلها إلى الجمهور، وقد يكون هناك اختلاف في تفسير هذه الأمور باعتبار أحد أنواع الفنون التي تقوم بعكس الواقع للجمهور.