نظرية علم البيئة الإعلامي:
حيث يقصد بها النظرية التي تختص بدراسة تأثير وسائل الإعلام بالإضافة إلى الاتصالات والتطورات التكنولوجية على البيئة البشرية، بحيث صدرت هذه النظرية في عام 1962، كما تعود إلى مؤسسها مارشال ماكلوهان. وبالتالي فإنَّ المقصود بنظرية علم البيئة الإعلامية؛ أي البحث عن البيئة التي تستعمل الوسيلة الإعلامية، بالإضافة إلى الوقوف على تأثيرها في المجتمع الجماهيري، وبالتالي فلقد أشار الباحثين في علم الاتصال والإعلام بأنَّ الوسيلة الإعلامية تتكاثر وتنتشر في بيئة خصبة تفضّل استعمال الوسائل الإعلامية المتنوعة.
كما تساهم بيئة الإعلام في البحث عن التقنيات المستخدمة في الإعلام بالإضافة إلى التأثير التي تمارسه في الوسائط المتعددة والمتنوعة للاتصال، مع أهمية التركيز على مراحل عملية الإدراك الاتصالي، والذي من خلاله يتم التعرف على القيم، والمشاعر المتكونة لدى الأفراد في البيئة الإعلامية.
كما توفر هذه البيئة الوسائل التفاعلية ما بين الأفراد، بحيث تمكنّهم من التواصل فيما بينهم، وبالتالي فإنَّ البيئة الإعلامية تساهم في إحداث التغيير الاجتماعي، والذي تطور بالتزامن مع التطور في تقنية الاتصالات، كما قامت نظرية علم البيئة الإعلامية في دراسة المحتويات الإعلامية، وتأثيرها على الجمهور، بالإضافة إلى دراسة المعايير الجماهيرية.
وبالتالي فإنَّ الوسيلة الإعلامية المستخدمة في هذه النظرية لا تقل أهمية عن الرسائل الإعلامية الذي يتم إنتاجها وإعدادها، كما تولَّى الباحثين في مجال علم الإعلام وبيئته دراسة العلاقة التي تربط البيئة الإعلامية بالوسيلة بالإضافة إلى معرفة النطاق التي تشتمل عليها القناة الإعلامية، وذلك من خلال التعرف على البنية التحتية للنظام الإعلامي في المؤسسة الإعلامية بالإضافة إلى الثقافة المجتمعية وطبيعتها ومن ثمَّ العمل على ربطها بعلم البيئة الإعلامي، على اعتبار أنَّه الوسيط ما بين الوسيلة والجمهور.
وبعدها قام مكتشف نظرية علم البيئة الإعلامي في الاعتماد على المداخل الأساسية في الإعلام؛ وذلك من أجل الارتقاء بهذه النظرية وجعلها أكثر استخداماً في القنوات الإعلامية والمؤسسات الصحفية، كما قام بإزالة الغموض والمعلومات غير المفهومة في الرسائل الإعلامية والتي كان يتم إنتاجها في السابق.
وبعدها عمل على مناقشتها في جامعة نيويورك وذلك في عام 1971، حيث سعى إلى تطبيقها لأول مرة، وذلك من خلال الاعتماد والتركيز على التكنولوجيا الإعلامية والعملية، والتي بدورها ساهمت في تحديد قانون الأخلاقيات المهنية والشرف الصحفي.