أمثال عالمية عن الجار:
اختلف العديد من العلماء حول تعريف الجار، حيث رأى البعض منهم أن تعريف الجار يمد إلى أربعين منزلاً من كافة الاتجاهات، ورأى البعض الآخر أن الجار هو ما يكون منزله بالجوار فقط، وقد رأى البعض الآخر أن جميع سكان الحي جيران؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنّ الأحياء قديماً كانت صغيرة والمنازل متقاربة إلى بعضها بشكل كبير.
ولم يقتصر مفهوم الجار على الشخص المجاور في المنزل، بل يمتد ليشمل الشريك في العمل والتجارة، بالإضافة إلى من يجمعهم سوق واحد أو مسجد واسع خصوصاً في القرى والبلدان الصغيرة، وقد ظهرت العديد من الأمثال العربية والأجنبية التي تمحور حديثها حول موضوع الجار، وفيما يلي نضع بين أيديكم البعض منها.
1. أحب جارك ولكن لا تهدم السور الذي يفصل بيتك عن بيته (Love your neighbor, yet pull not down your fence):
يعود أصل المثل إلى دولة النرويج، حيث أشار الحكماء والفلاسفة من خلال المعنى الضمني للمثل النرويجي أنه لا بد أن يسعى الإنسان نحو تقوية أواصر المحبة والمودة بينك وبين جارك، ولكن في نفس الوقت لا ينبغي للإنسان بأن يرفع التكاليف ولا يقوم بتجاوز الحدود معه، أو أن يسمح له بأن يتجاوز حدوده؛ ويعود السبب وراء ذلك في أن تدخل أي منهما في شؤون الآخر الخاصة جدير بأن يؤدي إلى هدم العلاقة ويفسد الود.
2. الجار القريب خير من الأخ البعيد:
يعود أصل المثل العربي إلى جمهورية مصر العربية، حيث كان أول ما خرج به الناقد الفني والكاتب الصحفي المصري (سليمان الحكيم)، ثم تم تداوله كمثل يحمل معاني وقيم عظيمة تمثلت في فضائل ومدى أهمية وجود الجار، فالشخص قد يمر بالكثير من المواقف التي يكون فيها بحاجة إلى شخص موجود بجانبه، وهذا ما أشار إليه المثل في مضمونه، حيث أوضح الحكماء أنّ الجار الجيد والحسن يكون أفضل من الإنسان البعيد، وخصوصاً في وقت الشدة والأزمات.
3. الجار السيء يعطيك الإبرة دون خيط (The bad neighbor gives you the needle without a thread):
يعود أصل المثل إلى دولة البرتغال، حيث خرج به الشعب البرتغالي متحدثاً من خلاله عن الجار السيء، فالجار السيء قد يسبب في العديد من المشاكل والقضايا بين جيرانه، وهو لا يستطيع أن يكون إنسان صافي النية من داخله اتجاه ممن هم حوله؛ ولذلك حذر المثل البرتغالي من التعامل مع الجار السيء.
4. حملت الجندل والحديد وكل شيء ثقيل فلم أحمل أثقل من جار السوء، وذقت المرار فلم أذق شيئا هو أمر من الفقر:
أول ما خرجت تلك المقولة كانت على لسان الحكيم (لقمان الحكيم)، ثم أصبحت بعد ذلك مثلاً متداولاً بين كافة الأطياف البشرية؛ وذلك لما يحمله المثل العربي من حكمة عظيمة تجلت في الحديث عن الجار السيء، حيث أن الجار السيء من الممكن أن يوصل بالشخص إلى ترك بيته والاستغناء عنه، وهذا ما أشار إليه المثل العربي في مضمونه.
حيث أوضح الحكماء من خلال المعنى الضمني للمثل العربي أن لا يوجد شيء في هذه الحياة أسوأ من مجاورة والسكن بجانب الجار السيء، وهو ما وصفة لقمان الحكيم بأنه من أثقل الأشياء التي يمكن أن يتحملها الإنسان.
5. دار جار السوء بالصبر، وإن لم تجد صبراً فيما أحلى النقل:
يعود أصل المثل إلى دولة سوريا، حيث كان أول ما خرج المثل العربي على لسان الفقيه (ابن الوردي)، ثم بعد ذلك تم تداوله كمثل يحمل موعظة وحكمة عظيمة، والتي تجلت في في الصبر على الجار السيء وتحمله قدر الإمكان، وإن لم يتمكن الشخص من تحمل جاره السيء والصبر عليه، فالأفضل له أن يشرع بالرحيل والنقل من جانبه.
6. من يرم الشوك لدى جاره يره ينبت في حديقته (Throwing thorns at his neighbor, he sees it growing in his garden):
يعود أصل المثل إلى دولة روسيا، حيث خرج به الشعب الروسي مخاطباً كافة الأطياف البشرية ناهياً عن الإساءة والأذية للجيران، وقد أشار الحكماء والفلاسفة من خلال المعنى الضمني للمثل الروسي أنّ من يقدم الإساءة إلى جاره ويقوم بأذيته، فإنه سوف يأتيه يوماً من الأيام من يسبب له الأذية والإساءة، ومن يقوم برمي الأوساخ والقاذورات على جاره، فإنه سوف يراها تعود إليه؛ وذلك نظراً إلى قرب المسافة بينهما.