أمثال عالمية عن الهجران:
تم تعريف الهجران من قِبل علماء اللغة في مختلف المعاجم الدولية على أنه حالة ذاتية يصيب بها الإنسان حينما يشعر بأنه شخص غير محبب بوجوده أو مرغوب فيه أو أنه أصبح في مكان غير آمن أو قام الجميع من حوله التخلي عنه، حيث يشعر بمن يصاب بمثل تلك الحالة بحالة من الضياع والفقدان.
وقد يعتري ذلك الشعور الشخص بشكل مفاجئ أو ربما بشكل تدريجي، ويعود ذلك الشعور بالعديد من المؤثرات السلبية على الفرد، ومن تلك المؤثرات التأثير البيولوجي الذي يعمل على زيادة في النشاط لمراكز الألم الجسدي لدى الفرد وبالتالي يؤثر سلباً عليه.
1. تهجر الفئران السفينة قبل أن تغرق (Rats desert a sinking ship):
أشار الحكماء والفلاسفة من خلال المحتوى الضمني للمثل الإنجليزي إلى أن هناك بعض الناس لا يمتلكون القدرة على الصمود ومواجهة المشاكل، فيفضلون دائماً الهروب حينما يلوح أي خطر، تماماً كما تعمل الفئران التي تقوم بهجران السفينة عندما يتسرب إليها بعض الماء، وقد كان يُطلق المثل الإنجليزي في أغلب الأحيان على أولئك الموظفين الذين يعملون في الشركات، إذ حين تمر الشركة بضائقة مالية أو تواجه مشكلة قانونية، تجد الكثير من الموظفين يتركونها ويبحثون عن عمل آخر.
2. الموت ينتزع الروح والهجر يترك الروح كأنها منتزعة فهو موت لا ينتهي:
يعود أصل المثل إلى جمهورية مصر العربية، حيث كان أول ما خرج المثل عن الملقب بمعجزة الأدب العربي (مصطفى صادق الرافعي)، إذ أوحى من خلال المحتوى الضمني للمثل العربي إلى أنّ الهجر أعظم تأثيراً من الموت على الإنسان، فالموت يأتي مرة واحدة، بينما الهجر يجعل الفرد يموت أكثر من مرة.
3. جبرنا على أن نكون أحراراً ونحن نصنع اختياراتنا بين الألم والهجر واليأس (We are forced to be free while we make our choices between pain, abandonment and despair):
يعود أصل المثل إلى دولة فرنسا، حيث كان أول من خرج به الفيلسوف الروائي الفرنسي (جان بول سارتر)، إذ أشار من خلال المحتوى الضمني للمثل الفرنسي إلى أنّ الإنسان بطبيعته ولد حراً، ولكن هو من يقوم باختيار الطريقة التي يعيش فيها، فإما يعيش بين الألم والحزن أو الهجران أو اليأس.
4. الهجر أشد فتكاً من المجاعة (Abandonment is more deadly than famine):
يعود أصل المثل إلى دولة ألمانيا، حيث خرج من الشعب الألماني ناهياً به كافة الأطياف البشرية عن الهجران؛ وذلك لما للهجران تأثيرات نفسية أكثر من المجاعة.
5. الهجر الجميل هجر بلا أذى والصفح الجميل صفح بلا عتاب والصبر الجميل صبر بلا شكوى:
يعود أصل المثل إلى دولة تركيا، حيث كان أول من خرج به الفقيه والعالم (ابن تيميه)، إذ أوضح من خلال المحتوى الضمني للمثل أنّ أهون أنواع الهجر هو الهجر دون ترك أي نوع من أنواع الأذى.