السجع في اللغة العربية: تحفة لغوية تجسد جمال الأدب
يعد السجع من العناصر اللغوية الفريدة التي تضفي على النصوص جمالاً وإيقاعاً، مما يجعلها تتناغم بشكل رائع وتبهر القارئ برونقها اللغوي. يُعَبِّر السجع عن دقة اللغة العربية وقدرتها على تشكيل الأفكار بأسلوب فني.
أصناف السجع
- السجع المطرف: يظهر عندما تختلف الفاصلتين في الوزن، مما يخلق تناغماً فنياً يشبه دور القافية في الشعر. كما في قوله تعالى: “مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا” [نوح: ١٣, ١٤].
- الترصيع: يحدث عندما يتناغم محتوى إحدى القرينتين في الوزن والتقفية مع ما يقابله في القرينة الأخرى، مما يبرز براعة الكاتب في استخدام اللغة بدقة وتناغم.
- السجع المتوازي: حيث يكون تناغم الفواصل والألفاظ في النص متساويًا، مثل قوله تعالى: “فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ، وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ” [الغاشية: ١٣,١٤].
شروط حسن السجع
يُعتبر حسن السجع هو اختلاف قرينتيه في المعنى، وليس فقط في الصيغة، يجسد هذا الشرط دقة الفكر والتناغم بين الفواصل، مثل قول ابن عباد في مهزومين: “طاروا واقين بظهورهم صدورهم، وبأصلابهم نحورهم”.
السجع القصير والطويل والمتوسط
يتنوع السجع في طوله، حيث يمكن أن يكون قصيرًا كما في قوله تعالى: “وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا، فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا” [المرسلات: ١, ٢]، أو طويلاً كقوله: “إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا” [الأنفال: ٤٣, ٤٤].
الخلاف في إطلاق السجع في القرآن والشعر
يظهر الخلاف في تسمية الفن اللغوي بالسجع أو الفواصل، ويشير بعض الفنانين إلى أنه لا يُشترط التقفية فيه، كما في بعض الأمثلة الشعرية.
إن السجع يشكل جزءاً لا يُغفل في اللغة العربية، فهو ليس مجرد تقنية لغوية، بل هو فن يتطلب مهارة وإبداعاً. يتيح للكتّاب والشعراء إبراز جماليات اللغة وتنويع تعبيرهم، جعل اللغة ترقص بأناقة وتعزف سيمفونية الأدب بإتقان.
أمثلة على السجع في اللغة العربية من القرآن الكريم
السجع المطرف
- “ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا” [نوح: ١٣, ١٤].
الترصيع
- “طاروا واقين بظهورهم صدورهم، وبأصلابهم نحورهم.”
السجع المتوازي
- “فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ، وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ” [الغاشية: ١٣,١٤].
السجع القصير
- “وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا، فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا” [المرسلات: ١, ٢].
السجع الطويل
- “إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا” [الأنفال: ٤٣, ٤٤].
السجع المتوسط
- “اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ، وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ” [القمر: ١، ٢].
التشطير
- “تدبير معتصم بالله منتقم … لله مرتغب في الله مرتقب.”
التناغم بين الفواصل
- “في سدرٍ مخضودٍ، وطلحٍ منضودٍ، وظلٍّ ممدودٍ” [الواقعة: ٢٨، ٢٩، ٣٠].
تتجلى روعة السجع في هذه الأمثلة، حيث يتناغم الوزن والفواصل بأنواعها ليخلق تأثيراً فنياً يعزف على أوتار اللغة العربية. يظهر السجع كجوهر لغوي يُحسن من تركيب العبارات ويضفي على النصوص روحاً جمالية.