إنجازات والإرث الفلسفي لجين آدامز

اقرأ في هذا المقال


الفيلسوفة جين آدامز كمصلحة اجتماعية أمريكية وداعية للسلام وراعية (مع نيكولاس موراي بتلر) لجائزة نوبل للسلام عام 1931، والتي تُعرف على الأرجح بأنّها أحد مؤسسي هال هاوس في شيكاغو، وهي واحدة من أولى المستوطنات الاجتماعية في أمريكا الشمالية.

مستوطنة هال هاوس:

في الأعوام من 1887 إلى عام 1888 عندما عادت آدامز إلى أوروبا مع زميلتها في روكفورد إلين جيتس ستار، وفي زيارة لمنزل توينبي هول الاستيطاني الذي تأسس في عام 1884 في منطقة وايت تشابل الصناعية في لندن، تبلورت ميول آدامز الغامضة تجاه أعمال الإصلاح، وعند العودة إلى الولايات المتحدة قررت هي وستار إنشاء شيء مثل توينبي هول، وفي منطقة مهاجرين من الطبقة العاملة في شيكاغو حصلوا على مسكن شاغر كبير بناه تشارلز هال في عام 1856 وأطلقوا عليه اسم هال هاوس (Hull House) وانتقلوا إليه في 18 أيلول 1889.

تضمن مستوطنة هال هاوس ثلاثة عشر مبنى وملعب فضلا عن مخيم بالقرب من بحيرة جنيف ويسكونسن، وجاء العديد من الأخصائيين الاجتماعيين والمصلحين البارزين من مثل جوليا لاثروب وفلورنس كيلي وغريس وإديث أبوت للعيش في هال هاوس، كما فعل آخرون ممن استمروا في كسب عيشهم في الأعمال التجارية أو الفنون أثناء مساعدة آدامز في أنشطة الاستيطان.

من بين المرافق في هال هاوس ما يلي:

1- حضانة نهارية.

2- صالة للألعاب الرياضية.

3- مطبخ مجتمعي.

4- نادي داخلي للفتيات العاملات.

قدم هال هاوس دورات على مستوى الكلية في مواضيع مختلفة، والتدريب المزود في الفن والموسيقى والحرف مثل تجليد الكتب، ورعى واحدة من أقدم مجموعات المسرح الصغير (Hull House Players)، بالإضافة إلى إتاحة الخدمات والفرص الثقافية للسكان المهاجرين إلى حد كبير في الحي، وأتاح هال هاوس فرصة للأخصائيين الاجتماعيين الشباب للحصول على التدريب.

عملت آدامز مع العمال بالإضافة إلى مجموعات الإصلاح الأخرى نحو أهداف تشمل قانون محكمة الأحداث الأول وتنظيم المساكن، ويوم عمل لمدة ثماني ساعات للنساء وتفتيش المصانع وتعويض العمال، كما عملت جاهدة بالإضافة إلى ذلك من أجل تحقيق العدالة للمهاجرين والأمريكيين الأفارقة، ودعت إلى إجراء أبحاث تهدف إلى تحديد أسباب الفقر والجريمة ودعمت حق المرأة في التصويت.

في عام 1910 أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة المؤتمر الوطني للعمل الاجتماعي، وفي عام 1912 لعبت دورًا نشطًا في الحملة الرئاسية للحزب التقدمي لثيودور روزفلت، وفي لاهاي عام 1915 شغلت منصب رئيسة المؤتمر الدولي للمرأة الذي تم بعده تأسيس الرابطة النسائية الدولية للسلم والحرية، كما شاركت في تأسيس الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في عام 1920، وفي عام 1931 كانت أحد رعاة جائزة نوبل للسلام، وأجبر إنشاء حرم جامعة إلينوي في شيكاغو في عام 1963 جمعية هال هاوس على نقل مقرها الرئيسي، وتم هدم غالبية المباني الأصلية ولكن تم الحفاظ على سكن هال هاوس نفسه كنصب تذكاري لجين آدامز.

ما هي إنجازات جين أدامز؟

كانت أدامز أول امرأة تتولى رئاسة المؤتمر الوطني للعمل الاجتماعي، وناشطة سلمية حيث شغلت منصب رئيسة المؤتمر الدولي للمرأة في عام 1915، وأسست حزب السلام النسائي، وسلف الرابطة النسائية الدولية للسلام والحرية، وحصلت آدامز على جائزة نوبل للسلام لعام 1931.

كما كانت معتقدات جين آدامز أنّ الإصلاح الاجتماعي الفعال يتطلب من الأشخاص الأكثر حظًا والأقل حظًا أن يتعرفوا على بعضهم البعض، ويتطلب أيضًا البحث في أسباب الفقر، وقد عملت من أجل تشريع يحمي الأطفال والنساء ودعت إلى إصلاحات العمل، كما لقد ناضلت من أجل العدالة للمهاجرين والأمريكيين من أصل أفريقي وفضلت حق المرأة في التصويت.

بصرف النظر عن كتابة المقالات وإلقاء الخطب وشهرة على المستوى الوطني حول هال هاوس، حيث سعت آدامز جهودها لتحسين المجتمع، فإلى جانب المصلحات التقدميات الأخريات فقد كان لها دور فعال في الضغط بنجاح لإنشاء نظام محاكم الأحداث، وتحسين الصرف الصحي الحضري وقوانين المصانع، وتشريعات العمل الوقائية للنساء، والمزيد من الملاعب ورياض الأطفال في جميع أنحاء شيكاغو.

في عام 1907 كانت آدامز عضوًا مؤسسًا في اللجنة الوطنية لعمالة الأطفال، والتي لعبت دورًا مهمًا في تمرير قانون عمل الأطفال الفيدرالي في عام 1916، وقادت آدامز مبادرة لإنشاء مدرسة للعمل الاجتماعي في جامعة شيكاغو، وإنشاء مؤسسة دعم مهنة جديدة للمرأة، حيث عملت آدامز أيضًا كرئيسة للمؤتمر الوطني للجمعيات الخيرية والإصلاحيات للأعوام من 1909 إلى عام 1915.

وهي أول امرأة تحمل هذا اللقب، وأصبحت ناشطة في حركة حق المرأة في التصويت كضابطة في الرابطة الوطنية للمرأة الأمريكية وكاتبة عمود مؤيدة للاقتراع، وكانت أيضًا من بين مؤسسي الجمعية الوطنية لتقدم الملونين الرابطة الوطنية لتقدم الملونين هي منظمة حقوق مدنية في الولايات المتحدة ، تأسست عام 1909 كمحاولة بين الأعراق لتعزيز العدالة للأميركيين الأفارقة (NAACP-The National Association for the Advancement of Colored People).

من بين كتب آدامز:

1-الديمقراطية والأخلاق الاجتماعية في عام 1902 (Democracy and Social Ethics).

2- أحدث المثل للسلام في عام 1907 (Newer Ideals of Peace).

3- عشرين عامًا في هال هاوس في عام 1910 (Twenty Years at Hull-House).

4- العشرون عامًا الثانية في هال هاوس في عام 1930 (The Second Twenty Years at Hull-House).

الإرث الفلسفي لآدامز:

على الرغم من أنّ آدامز لم يتم تضمينها دائمًا في شريعة الفلسفة الأمريكية الكلاسيكية، إلّا أنّ معاصريها بما في ذلك جون ديوي وويليام جيمس وجورج هربرت ميد اعترفوا علنًا بتأثير آدامز على تفكيرهم، ولذلك بالإضافة إلى مجموعة أعمالها الخاصة يمكن العثور على إرث آدامز الفكري في فلسفتهم، ومع ذلك في معظم القرن العشرين كانت آدامز تعتبر غير أصلية وكان يُعتقد أنّ كتاباتها مشتقة من مفكرين آخرين.

في التسعينيات تطور الاهتمام المتجدد بالعمل النظري لآدامز من الممارسة النسوية لإعادة النظر في الحدود التاريخية التي حدت تقليديًا من التأهيل الفلسفي، وفي مطلع القرن الحادي والعشرين عادت أعمال آدامز الرئيسية للطباعة وأعاد عدد من السير الذاتية الفكرية النظر في تراث آدامز الفكري.

من نواحٍ عديدة توصلت آدامز البراغماتية الأمريكية إلى نتيجة منطقية وهي العمل الاجتماعي، ويؤكد البراغماتيون على العلاقة الديناميكية للتجربة والنظرية في خدمة التقدم الاجتماعي، وشارك ديوي وجيمس وميد في مشاريع اجتماعية من إعدادات الجامعة.

آدامز التي لم تحصل على موعد رسمي في الجامعة على الرغم من أنّها كانت تدرس في بعض الأحيان في جامعة شيكاغو أخذت النظرية البراغماتية في المجتمع وطبقتها على مشاريعها، ومع ذلك في هذه العملية لم تتوقف أبدًا عن كتابة تجاربها وتحديد موضوعاتها، وبالتالي مراجعة نظرياتها وإعادة النظر فيها، وبهذه الطريقة يقدم آدامز نموذجًا واحدًا لما هو عليه أن يكون فيلسوفًا عامًا.


شارك المقالة: