نبذة عن ابن حكينا البغدادي:
هو الحسن بن أحمد بن محمد بن حكينا المعروف أكثر بابن حكينا البغدادي، أبو محمد، المُلقَّب بالبرغوث. وهو أديب وكاتب ومؤلف وشاعر من أعظم الشعراء والأدباء المشهورين، في الأدب العربي في العصر العباسي في بغداد عاصمة العراق. ولم يذكر المدوّنون والمؤرّخون الذين أرَّخوا لحياة الشاعر ابن حكينا البغدادي زمناً معروفاً لولادته، غير أنهم قالوا أنه ولدَ على الأرجح في بغداد العراق وأنهُ عاشَ في القرن السادس الهجري.
وكتب الكثير من القصائد التي نظم أبياتها بأسلوب الأدب العربي التقليدي، كما عمل على إحداث تغيراً ملموساً واقعياً في الأدب العربي بالعصر العباسي في الفترة الثانية منهُ؛ كرفع الأدب في ذلك العصر إلى أعلى الدرجات والمراتب في العصر العباسي الثاني، على خلاف العصور الأُخرى وأيضا كحركة تجزُء الخلافة.
كما كتب الشاعر ابن حكينا البغدادي القصائد الشعرية، التي استخدم فيها الرثاء والمديح والغزل والهجاء؛ كأغراض شهرية رئيسية، حيث أُشتهر بهجائه للأديب محمد الحريري ولابن الشجري، كما اعتبر من الشعراء الفقيرين الظرفاء الخلعاء، كما استخدم الشاعر ابن حكينا البغدادي الكلمات والمفردات، التي لها وقع سمعي على أُذن السامع أو القارىء، كما نجده في الكثير من المواطن الشعرية أنهُ أتقن الكتابة باللغة العربية البحتة.
ولم يُنظّم الشاعر ابن حكينا البغدادي الكثير من القصائد الطوال. والمشهور به أن أكثر شعره كان عبارة عن مقطوعات قصيرة جداً، كما اختار المفردات والكلمات بعناية؛ وذلك لكي لا يحتمل القارىء للمفردة الواحدة أكثر من معنى.
كما أنَّ الشاعر ابن حكينا البغدادي احتلّ مكانة رفيعة ومرموقة بين الأدباء في عصره، من بينهم النقّاد والمؤرّخين المودوّنين والذين وقفوا عند شعره، حيث اهتموا بالمقطوعات التي كتبها والقصائد التي نظمها، لكن الشاعر لم يحظَ بعناية واهتمام من السلطة الحاكمة العباسية؛ وذلك بسبب عدم تقرَّبة من الأمراء والخلفاء العباسيين وكذلك كبار رجال الدولة، حيث استشهد الكثير من النقاد والأدباء وكذلك البلاغيون بالأبيات والمؤلفات التي عمد إلى كتابتها.
واختلفت الروايات حول وفاة الشاعر ابن حكينا البغدادي، فمنهم من قال أنه توفّي في عام خمسمئة وتسعة وعشرين للهجرة الموافق لعام ألف ومئة وخمس وثلاثين. وآخرون قالوا أنه توفّي في عام خمسمئة وثمان وعشرين للهجرة، الموافق لعام ألف ومئة وأربع وثلاثين ميلادي في أكناف الدولة العباسية.