تعتبر الترجمة عملية إضافة مستمرّة للعلوم المختلفة؛ فهي تنهل من تراث الحضارات الأخرى وتأخذ كل ما هو جديد منها، ولكن السؤال الذي يخطر بذهن القارئ هل قامت هذه العلوم الحديثة بتقديم فائدة للترجمة بحد ذاتها؟ هذا ما سنتحدّث عنه عزيزي القارئ في هذا المقال.
فوائد العلوم الحديثة للترجمة
أدخلت العلوم الحديثة وخاصّةً العلوم التجريبية الفائدة الكبيرة للترجمة؛ وذلك من خلال تقديم معرفة فكرية للإنسان، ومن خلال دراسة مدلول الفعل الترجمي كذلك، والذي يتحدّث بشكل رئيسي عن علاقة المترجم بالترجمة، وجاءت كذلك الترجمة الآلية، والتي حاولت جاهدةً الوصول لمستوى الترجمة البشرية، ولكن على الرغم من قدر البيانات الكبير التي توفّره لنا، إلّا أنّها لم ولن تستطيع الوصول لمستوى الترجمة البشرية أو اليدوية.
تعتبر الترجمة البشرية إعجاز لا يمكن الوصول له، لأن عقل الإنسان لا يمكن مقارنته أبداً بذاكرة جهاز الحاسوب مهما كان حجمها، على الرغم من التطوّرات الآلية التي قدّمت في مجاله، ومن ضمن الفوائد التي قدّمتها العلوم الحديثة للترجمة هي علم اللسانيات المرتبط باللغة؛ فتعلّم اللغات الأخرى قدّمت للترجمة أساليب جديدة ومبتكرة في مجالها.
بالإضافة إلى أن تعلّم لغات جديدة قدّمت حلولاً جديدة؛ وذلك من أجل موائمتها لعبقرية اللغة العربية، من خلال أساليب حديثة للترجمة، بالإضافة إلى أن العلوم التي تم تأليفها في مجال الترجمة قد ساهمت في إدماج الترجمة مع كل أشكال العلوم الحديثة.
كانت الترجمة في القديم تقتصر على الترجمة الأدبية فقط، ولكن كلمّا تقدّم الزمن كلمّا استطاعت الترجمة إثبات أنّها قادرة على الدخول في جميع الميادين، فدخلت مجال الترجمة الأكاديمية التخصّصية، وكانت هذه خطوة دفعت بالترجمة للتقدّم والازدهار بشكل كبير، ودخلت الترجمة بعد ذلك مجال الترجمة الفورية المرئية والمسموعة، وهذا ساهم ليس فقط بنهلها العلوم الحديثة، بل باستقبالها كل ما هو فوري وعاجل.
وساهمت العلوم الحديثة كذلك في استكشاف أي تغيير أو تبديل يطرأ على موضوعاتها العلمية، وذلك من خلال دخول الترجمة إلى مجال الأبحاث العلمية والطب والطب البديل وغيرها الكثير من المجالات التي أصبحت عرضة لأي تغيير أو تبديل بناءً على الظروف الاجتماعية والاقتصادية للبلدان.