التطور التاريخي للفلسفة

اقرأ في هذا المقال


قديماً كان الفيلسوف يحظى بمكانة عالية في مجتمعه، كقائد فكري سخّر عقله في البحث والتفكير عن القضايا التي تهم الفرد ومحاولته تحليلها وتفسيرها، وبالنظر إلى الجانب التاريخي في الفلسفة لا بدّ من ملاحظة أنّ الفلسفة تعتمد على الأفكار والمعتقدات الدينية والعلمية.

ميلاد الفلسفة:

في البداية لا بد من الذكر أن الفلسفة مرّت بثلاث مراحل ويمكن تقسيم ميلاد الفلسفة وتطورها كما يلي:

  1. فلسفة العصر اليوناني.
  2. فلسفة العصور الوسطى.
  3. فلسفة العصور الحديثة.

فلسفة العصر اليوناني:

حقبة ما قبل سقراط:

ظهرت الفلسفة في القرن السادس قبل الميلاد على يد طاليس، أي ما قبل سقراط وذلك من تاريخ (625 – 547 ق.م) الى عصر سقراط أي بتاريخ (470 – 399 ق.م)، بمكان يسمّى شاطئ أيونا في اليونان، حيث تمحورت الفلسفة على الإجابة لأسئلة ما هو أصل الأشياء؟ وما هو أصل الوجود؟ وهل يوجد عنصر ثابت أم متغير لأصل الأشياء؟ أي أن الفلاسفة وجهوا فلسفتهم نحو الطبيعة بشكل عام.

ومن أشهر رجال هذه الحقبة هم:

  • طاليس الذي تنبأ بالكسوفات.
  • أنكسمندر الذي اخترع المزولة، ورسم أول خريطة، ويعد مسؤولاً عن بعض الإكتشافات الفلكية المهمة.
  • أنكسيمنس.
    الذي يعود أصلهم الى مدينة ملطية في اليونان والتي تعد من أقوى وأغنى المدن اليونانية، والذي أطلق عليهم جماعة الملطيين.

وظهرت في هذه الحقبة العالم فيثاغورس وذلك بعد أن دمّر الفرس ملطية بتاريخ 494 ق.م وبالتالي انحطاط أيونيا 546 ق.م، بعد ذلك هاجر فيثاغورس من ساموس إلى كروتون في جنوب إيطاليا، وأسّس الأخوة الفيثاغورية والتي تعد مدرسة فلسفية جديدة، وهي مدرسة إيطالية واختلفت وتميزت عن المدرسة الملطية بكونها ذات خلفية روحية مختلفة، والتي اتبعت حركة دينية أسمها الأوروفية، والذي ثأثر فيما بعد أفلاطون وأتباعه الجدد تأثراً كبيراً بالإرث الفيثاغوري – الأورفي.

وبالرغم من قلة ما توفر لدى الباحثين والمهتمين بالمعلومات حول حقبة ما قبل سقراط، وذلك بسبب الحرائق التي تعرضت لها مكتبة الإسكندرية التي تضم عدد كبير من المعارف والعلوم القديمة، فقد قدّم فلاسفة هذه الحقبة طريقة وأسلوب في التفكير والإجابة عن أسئلتهم التي طرحوها في ذلك الوقت.

حقبة سقراط:

بين الحقبة السابقة ما قبل سقراط وبين حقبة سقراط كان هناك ما تدعى بالسوفسطائيون والتي ساعدت بإنهيار مفاهيم مثل الحقيقة والأخلاقيات، واختلطت منظومة المجتمع وخاصة الشباب الذين كان علمهم من السوفسطائيون، وتعتبر هذه الحقبة الأشد إزعاجاً لحين ظهور شخص يدعى سقراط لإعادة الفوضى وترتيب الحياة الفكرية والثقافية المفككة في ذلك الوقت بعد ما ادّعاه السوفسطائيين من اتجاهات وأفكار.

  • سقراط: اهتم بشكل أساسي بالإنسان بالدرجة الأولى لذلك اهتم بالسياسة والإقتصاد والأخلاق ولم يعطي ذلك الإهتمام بالطبيعة والفلك كما فعل جماعة الملطيين، فما من أحد سواه غيّر تاريخ الفلسفة الأوروبية، وكان أول من رأى النفس بصفتها الشخصية العقلية والأخلاقية.
    وكما بحث في موضوع وفكرة الفضيلة وأنّ الفضيلة هي المعرفة، ولكن لم يحدد سقراط عن المنزلة الواقعية للخير أو أي نوع من الأشياء كان هذا خير، فلكي نكون أناساً خيرين لا بد من معرفتنا للحقيقة وأن الشر الذي يرتكبه الفرد هو بسبب جهله.
  • أفلاطون: ظهر في مرحلة الشيخوخة لسقراط وتتلمذ أفلاطون على يده، ويعد أفلاطون الصديق الحميم لسقراط، حاول أن يحدد أي نوع من الواقع تماماً هو الخير.
    وكانت كتابات أفلاطون تمتاز دائماً بالخاصية السقراطية أي قوة الفرد لرغبته في الوصول الى الحقيقة، واستكشاف الفرد بنفسه ما يبحث عنه وكيف يجب أن يبحث عنه، وحاول جاهداً أفلاطون البحث عن الوجود وما هو المعنى الحقيقي من وجود الإنسان على الأرض.
  • أرسطو: تلا ذلك ظهور أرسطو الذي واصل البحث عن الحقيقة عن طريق العقل ومنهجية البحث بالسؤال عن أصل الوجود، فقد بحث في المنطق والذي قال أنّ الإستدلال المنطقي يمكن برهنته عن طريق القياس فنستنج أن أي قضية يمكن أن تكون صحيحة استناداً الى قضايا أخرى صحيحة.
    وتطرق أرسطو لعلم الأخلاق حيث قال أن الإنسان يسعى للوصول إلى السعادة ولكي يحصل عليها لا بد من أداء وظيفته.

ميزات العصر الفلسفي:

تلخص العصر اليوناني الفلسفي بالبحث والاهتمام بعلم الوجود ولماذا وجد الإنسان على الأرض، وعلم المعرفة في الاستمرار بالبحث عن الحقيقة، والأخلاق في محاولة للوصول الى السلوك الذي يجب على الإنسان اتّباعه، فعّرفوا السلوك الإنساني الأفضل والأنسب وانتقدوا السلوك الإنساني الذي يبعد الإنسان عن الفضيلة.


شارك المقالة: