اقرأ في هذا المقال
- ما هو الفاعل؟
- أحكام الفاعل
- متى يجب تذكير الفعل مع الفاعل؟
- متى يجب تأنيث الفعل مع الفاعل؟
- متى يجوز الأمران، تذكير الفعل وتأنيثه؟
- أقسام الفاعل
ما هو الفاعل؟
يقول ابن مالك رحمه الله في أحكام الفاعل:
الْفَاعِلُ الَّذِي كَمَرْفُوعَيّ أَتَى زَيْدٌ مُنِيْرَاً وَجْهُهُ نِعْمَ الْفَتَى
وَبَعْدَ فِعْل فَاعِلٌ فَإِنْ ظَهَرْ فَهْوَ وَإِلاَّ فَضَمِيْرٌ اسْتَتَرْ
وَجَرِّدِ الْفِعْلَ إِذَا مَا أُسْنِدَا لاِثْنَيْنِ أَوْ جَمْعٍ كَفَازَ الْشُّهَدَا
وَقَدْ يُقَالُ سَعِدَا وَسَعِدُوا وَالْفِعْلُ لِلْظَّاهِرِ بَعْدُ مُسْنَدُ
وَيَرْفَعُ الْفَاعِلَ فِعْلٌ أضْمِرَا كَمِثْلِ زَيْدٌ فِي جَوَابِ مَنْ قَرَا
وعليه يمكن تعريف الفاعل أنّه هو: الذي قام بالحدث أو بالفعل بعد فعل تام مبني للمعلوم مسند إليه، نحو: فاز الطالب. فالمجتهد هنا أسند إلى الفعل المعلوم التام ( فاز).
أحكام الفاعل:
هناك سبعة أحكام للفاعل وهي:
- وجوب رفعه بالعلامة الإعرابية المناسبة له إن كان مفرداً؛ معرفة بالضمة مثل: جاء الرجلُ، وأمّا إذا كان نكرة فيعرب بتنوين الضم على آخره نحو: جاء رجلٌ، وتكون علامة الرفع أيضا الألف والنون إذا كان الفاعل مثنى مثل: جاء الرجلان وتكون علامة الرفع أيضاً الواو والنون إذا كان الفاعل جمع مذكر سالم نحو: جاء المسافرون.
- وجوب وقوعه بعد المسند، نحو: قام محمدٌ، أمّا إذا تقدم ما هو فاعل في المعنى كان الفاعل حينها ضميراً مستتراً يعود إليه نحو: محمدٌ قام. والاسم الذي تقدم إمّا أن يكون مبتدأ كما في: عليٌ قام والجملة الفعلية التي بعده تكون في محل رفع خبر، وإمّا أن يكون مفعولاً به نحو: علياً رأيتُ، وإمّا فاعل لفعل محذوف كما في قوله تعالى: “وإن أحد من المشركين أجارك فأجره” (سورة التوبة:6)، فكلمة أحد هنا: فاعل مرفوع لفعل محذوف يفسره الفعل الموجود ( أجارك).
- أنّه ركن أساسي في الجملة الفعلية ولا بد منه، إمّا اسماً ظاهراً مثل: جاء الرجلُ، أو ضميراً متصلاً نحو: رأيتُ الرجلَ، أو ضميراً مستتراً نحو: رأى السماء. أو ما دلّ عليه الكلام في جواب الاستفهام مثلا: هل جاء الرجل؟ نعم جاء أي: نعم جاء هو، أو ما دلّ عليه المقام في الجملة نحو قوله تعالى:” كلا إذا بلغت التراقي” (سورة القيامة:26)؛ فالضمير في الفعل بلغت يعود على الروح المعلومة في سياق الآية الكريمة، ويكون الفاعل حينها ضميراً مستتراً.
- أنّ الفاعل يكون متواجداً في الكلام بشرط أساسي في حال حذف فعله مع وجود القرينة الدالة عليه مثل: من سافر؟ فيكون الجواب: محمد، وتقول: هل جاءك أحد؟ فيكون الجواب: نعم خليل، وكما في قوله تعالى: ” ولئن سألتهم من خلقهم ليقولنّ الله ” (سورة الزخرف:87).
- يجب أن يكون الفعل مع الفاعل بصيغة الواحد، وإن كان الفاعل مثنى أو مجموعاً، نحو: فاز الرجل، فاز الرجلان، فاز الرجال. وهناك لغة ضعيفة عند العرب توجب التطابق بين الفعل والفاعل نحو: أكرماني صاحباك، وأكرموني أصحابك.
- الأصل في الفاعل اتصاله بالفعل ثم يأتي المفعول به، وقد يتقدم المفعول به على الفاعل، ويتأخر الفاعل نحو: (أكرم المجتهدَ معلمُـه) وعليه يكون إعراب الجملة على النحو التالي:
المجتهدَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
معلمُه: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
- يؤنث الفعل مع فاعله باستخدام تاء التأنيث الساكنة نحو: (جاءتْ فاطمة)، واستخدام تاء المضارعة في أول الفعل المضارع نحو:(تذهب فاطمة).
- يكون الفاعل مرفوعاً لفظاً فقد يجر لفظاً بإضافته إلى المصدر كما في المثال: (شكرُ المؤمنِ ربّه واجبٌ)؛ فكلمة (المؤمنُ) فاعل من حيث المعنى ومجرور بالإضافة من ناحية اللفظ. وقد يجر لفظاً بحرف الجر الزائد كما في قوله تعالى: ” كفى بالله شهيداً” (سورة الفتح: 28)؛ فلفظ الجلالة (الله) مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنّه فاعل. وقد يجر بإضافته إلى اسم المصدر نحو: (سلّم على الفقير سلامك على الغني)، وهنا يكون: (ضمير الكاف) في كلمة (سلامك) ضميراً في محل جر بالإضافة لكنّه في المعنى فاعل.
يقول ابن مالك رحمه الله تعالى:
وَتَاءُ تَأْنِيْثٍ تَلِي الْمَاضِي إِذَا كَانَ لأنْثَى كَأَبَتْ هِنْدُ الأَذَى
وَقَدْح يُبِيْحُ الْفَصْلُ تَرْكَ الْتَّاءِ فِي نَحْوِ أَتَى الْقَاضِيَ بِنْتُ الْوَاقِفِ
وَالْحَذْفُ مَعْ فَصْلٍ بِإِلاَّ فُضِّلاَ كَمَا زَكَا إِلاَّ فَتَاةُ ابْنِ الْعَلاَ
وَالْحَذْفُ قَدْ يَأْتِي بِلاَ فَصْلٍ وَمَعْ ضَمِيْرِ ذِي الْمَجَازِ فِي شِعْرٍ وَقَعْ
وَالتَّاءُ مَعْ جَمْعٍ سِوَى الْسَّالِمِ مِنْ مُذَكَّرٍ كَالْتَّاءِ مَعْ إِحْدَى اللَّبِنْ
وَالْحَذْفَ فِي نِعْمَ الْفَتَاةُ اسْتَحْسَنُوا لأَنَّ قَصْدَ الْجِنْسِ فِيْهِ بَيِّنُ
وللفعل مع الفاعل من حيث التذكير والتأنيث ثلاث حالات وهي: وجوب التذكير ووجوب التأنيث، وجواز الأمرين.
متى يجب تذكير الفعل مع الفاعل؟
يجب تذكير الفعل مع الفاعل في حالتين وهما:
- أن يكون الفاعل مذكراً سواء كان مفرداً أو مثنى أو جمع مذكر سالم، أو كان تذكيره معنى ولفظا مثل: ينجح الطالب، أو الطالبان، أو الطالبون، أو معنى لا لفظاً نحو: جاء حمزةُ.
- أن يفصل بينه وبين فاعله المؤنث الظاهر بـ إلّا كما في: ما قام إلّا سلمى. والسبب في ذلك أنّ الفاعل في الحقيقة إنّما هو المستثنى منه المحذوف إذ تقدير الجملة (ما قام أحدٌ إلا سلمى)، فلما حذف الفاعل تفرغ الفعل لما بعد إلّا فرفع ما بعدها على أنّه فاعل في اللفظ لا في المعنى.
متى يجب تأنيث الفعل مع الفاعل؟
- أن يكون الفاعل مؤنثاً حقيقياً ظاهراً متصلاً بفعله، مفرداً أو مثنى أو جمع مؤنث سالم نحو: (جاءت فاطمةُ، أو فاطمتان، أو فاطماتُ)، أمّا إذا كان الفاعل مؤنث مجازياً فيجوز فيه الوجهان نحو: (طلع الشمس، طلعت الشمس) مع المؤنث المجازي، وقولنا:(حضر الفواطم وحضرت الفواطم) مع جمع التكسير، وقولنا:( قام هي، قامت هي) مع الضمير المنفصل وقولنا: (حضر البنات، وحضرت البنات) مع الملحق بجمع المؤنث السالم.
- أن يكون الفاعل ضميراً يعود إلى جمع المؤنث السالم، أو جمع تكسير لمؤنث أو لمذكر غير عاقل، غير أنّه يؤنث بالتاء أو بنون جمع المؤنث، نحو: (الفاطمات جاءت أو جئن أو تجيء أو يجئن) و (الفواطم أقبلت أو أقبلن) و (الجمال تسير أو يسرن).
متى يجوز الأمران، تذكير الفعل وتأنيثه؟
1. أن يكون الفاعل مؤنثاً مجازياً ظاهراً أي: ليس بضمير مثل: طلعت الشمس، وطلع الشمس، والتأنيث أفصح.
2. أن يكون الفاعل مؤنثاً حقيقياً مفصولاً بينه وبين فعله بفاصل غير “إلّا” مثل: حضرت أو حضر المجلس امرأة.
3. أن يكون ضميراً منفصلاً لمؤنث، نحو: إنّما قام، أو إنّما قامت هي، ونحو: ما قام أو ما قامت إلّا هي والأحسن ترك التأنيث.
4. أن يكون الفاعل مؤنثاً ظاهراً، والفعل (نعم، بئس) نحو: نعمت، ونعم، وبئست، وبئس والتأنيث أفصح.
5. أن يكون الفاعل مذكرا مجموعاً بالألف والتاء نحو: جاء أو جاءت الحمزات، والتذكير أحسن مع جمع التكسير للمؤنث أو للمذكر نحو: جاء أو جاءت الفواطم أو الرجال، والأفضل التذكير مع المذكر، والتأنيث مع المؤنث.
6. أن يكون الفاعل ضميراً يعود إلى جمع تكسير لمذكر عاقل نحو: الرجال جاؤوا، أو جاءت والتذكير مع ضمير الجمع العاقل أفصح عند العرب.
7. أن يكون الفاعل ملحقاً بجمع المذكر السالم، نحو: جاء أو جاءت البنون، ومن التأنيث كما في قوله تعالى:” آمنت أنّه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل”(سورة يونس:90). أو ملحق بجمع المؤنث السالم نحو: قامت أو قام البنات. ويرجح هنا التذكير مع المذكر، والتأنيث مع المؤنث.
8. أن يكون الفاعل اسم جمع نحو: جاء أو جاءت النساء أو القوم أو الرهط، أو اسم جنس جمعي نحو: قال او قالت العرب، أو الروم أو الترك.
9. إذا كان الفاعل المذكور مضافاً إلى مؤنث بشرط أن يغني الثاني عن الأول لو حذف نحو: جاء أو جاءت كل الشاعرات، بتذكير الفعل وتأنيثه لأنّه يصح إسقاط المضاف وبقاء المضاف إليه مكانه فنقول: جاءت الشاعراتُ.
أقسام الفاعل:
للفاعل صور ثلاثة هي: صريح، ضمير، مؤول.
فالصريح مثل: فاز المتسابق، أمّا الضمير: إمّا متصل كتاء الفاعل من (قمتُ) وواو الجماعة من (قاموا) وألف الاثنين من (قاما) وياء المخاطبة من (تقومين)، وإمّا ضمير منفصل نحو: (ما قام إلّا أنا) و (إنّما قام نحن)، وإمّا ضمير مستتر من قولنا: (أقوم وتقوم ونقوم، ومحمد يقوم، وسعاد تقوم).
والضمير المستتر على ضربين: مستتر جوازاً ويكون في الفعل الماضي والمضارع المسندين إلى الواحد الغائب والواحدة الغائبة نحو: (سعيدٌ قامَ، وفاطمةٌ قامتْ)، وأمّا الضرب الثاني فهو الضمير المستتر وجوباً ويكون في فعل الأمر المسند إلى الواحد المخاطب نحو: (اكتبْ الدرسَ)، وفي الفعل المضارع المسند إلى المتكلم مفرداً أو جمعاً نحو: (نكتبُ
الدرسَ أو أكتبُ الدرسَ).
والفاعل المؤول: هو أن يأتي الفعل مسبوقاً بأداة مصدرية مثل: (يستحسن أن تتعلم القواعد). فيصير التأويل (يستحسن التعلمُ) ويكون كلمة (التعلم) فاعل مرفوع وينقل إعرابه للمصدر المؤول. ويتأول الفعل بالمصدر بعد خمسة أحرف وهي: (أن وأنّ وكي وما ولو المصدريتين) نحو: (يعجبني أن تتميزَ) والتقدير: يعجبني تميزك، ونحو: (بلغني أنّك محسن) والتقدير: بلغني إحسانك، ونحو: (أعجبني ما تدرس) والتقدير: أعجبتني دراستك، ونحو: (جئت لكي أتعلم) والتقدير: جئت للتعلم، و (كي) لا يتأول الفعل بعدها إلّا بمصدر مجرور باللام. أمّا الأحرف الثلاثة الأولى (أن وأنّ وكي) المصدرية فيتأول بعدها بالمرفوع والمنصوب والمجرور.
فائدة لغوية:
- إذا جاء بعد (لو) حرف (أنّ) فهناك فعل محذوف بينهما تقديره (ثَبُتَ) نحو: لو أنّك درستَ لكان أفضل لك ، فالتقدير: لو ثبتَتْ دراستُك، فيكون المصدر المؤول فاعلاً لفعل محذوف تقديره (ثَبُتَ).
- الهمزة الواقعة بعد كلمة (سواء) همزة التسوية، وما بعدها يؤول بمصدر، وتكون كلمة (سواء) خبر مقدم، كما في قوله تعالى: “سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون” (سورة البقرة:6) والتقدير هنا: إنذارك وعدم إنذارك سواء عليهم؛ أي: الأمر واحد عندهم. فهمزة التسوية ضمن الأحرف المصدرية التي يتأول الفعل بعدها بمصدر، فتكون الأحرف المصدرية على هذا النحو ستّة أحرف.