الفلسفة التجريبية بالمعنى المحدود

اقرأ في هذا المقال



كحركة أكثر دقة تعكس الفلسفة التجريبية بعض الفروق الأساسية وتحدث بدرجات متفاوتة.

الفروق الأساسية مع الفلسفات الأخرى:

التمييز الذي لديه القدرة على خلق الارتباك، فهو التمييز الذي يتناقض مع اللاحق ليس مع البداهة ولكن مع الفطري، نظرًا لأنه من السهل الخلط بين المشكلات المنطقية والمشكلات النفسية، فمن الصعب فصل مسألة الأصل السببي للمفاهيم والمعتقدات عن مسألة محتواها وتبريرها، ويقال إنّ مفهومًا مثل خمسة، يكون فطريًا إذا كان امتلاك الشخص له مستقلًا سببيًا عن تجربته، على سبيل المثال إدراكه للتجمعات المختلفة لخمسة أشياء، وبالمثل يكون الاعتقاد فطريًا إذا كان قبوله مستقلًا سببيًا عن تجربة المؤمن، لذلك من الممكن أن تكون المعتقدات فطرية دون أن تكون بديهية.

هناك خاصية أخرى من المفترض أن تكون متطابقة، ولكنها في الواقع  ذات صلة إلى حد ما للمفاهيم والمعتقدات، وهي عالمية امتلاكها أو قبولها، أنّ المفاهيم والمعتقدات المسبقة أو الفطرية يجب أن يمتلكها الجميع، وقد يكون هناك في الواقع أساس ما لإستنتاج العالمية من الفطرة، لأن العديد من الخصائص الفطرية، مثل الخوف من الضوضاء الصاخبة، تبدو مشتركة بين جميع الأنواع البشرية، لكن لا يوجد تناقض في الافتراض القائل بأن المفهوم أو المعتقد فطري في شخص ما وتعلمه من تجربة في شخص آخر.

أنواع المفاهيم في الفلسفة التجريبية:

تم اعتبار نوعين رئيسيين من المفاهيم كأولوية:

  • أولاً هناك بعض المفاهيم الرسمية للمنطق والرياضيات التي تعكس البنية الأساسية للخطاب:
  1. لا.
  2. و.
  3. أو.
  4. إذا.
  5. كل.
  6. بعض.
  7. الوجود.
  8. الوحدة.
  9. العدد.
  10. الوريث.
  11. اللانهاية.
  • ثانيًا: هناك المفاهيم الفئوية مثل الجوهر والسبب والعقل والتي وفقًا لبعض الفلاسفة يفرضها العقل على البيانات الأولية للإحساس من أجل جعل الخبرات ممكنة، بحيث يمكن للفرد أن يضيف إلى هذه المفاهيم النظرية الأكثر تحديدًا للفيزياء، والتي يقال أحيانًا أنها تنطبق على كيانات لا يمكن ملاحظتها من حيث المبدأ.

الافتراضات والفلسفة التجريبة:

في التاريخ الطويل للنقاش حول البداهة  priori، كان من المسلّم به منذ فترة طويلة أنّ جميع الافتراضات المسبقة صحيحة بالضرورة، أي بمعنى أنّها صحيحة بحكم معاني مصطلحاتها التحليلية، أو صحيحة بحكم حقيقة أن نفي بها يعني وجود تناقض، حيث إنّ الاقتراحات مثل كل المثلثات لها ثلاثة جوانب، وجميع غير المرتبطين غير المتزوجين، وكل الأشياء الحمراء ملونة، هي صحيحة بالضرورة في أحد هذين المعنيين أو كليهما، وبالمثل فقد أعتبر أن الافتراضات التي تكون صحيحة بشكل محتمل، أو صحيحة فقط بحكم الطريقة التي يحدث بها العالم، هي لاحقة، كما في الإفتراض في الجملة التالية: جون أعزب ومنزل جون أحمر هي اقتراحات من هذا النوع.

ومع ذلك في السبعينيات، جادل الفيلسوف الأمريكي شاول كريبك بالعكس بأن بعض الإفتراضات المسبقة مشروطة وبعض الإفتراضات اللاحقة ضرورية، ووفقًا لكريبك يمكن فهم الخصائص المرجعية لمصطلحات – النوع الطبيعي – مثل الحرارة من خلال تخيل أنّ مراجعها قد تم إصلاحها عند إدخالها في اللغة عن طريق أوصاف محددة ومعينة،  من مثل – سبب الإحساس بالدفء، أو بعبارة أخرى تم تقديم الحرارة كاسم لأي ظاهرة حدثت لإرضاء وصف – سبب الإحساس بالدفء.

بالطبع من المعروف الآن أنّ الظاهرة المعنية هي الحركة الجزيئية، وهكذا تشير الحرارة إلى الحركة الجزيئية آنذاك والآن، لأنّ الحركة الجزيئية كانت سبب الإحساس بالدفء عند إدخال المصطلح، ومع ذلك بالنظر إلى هذه المقدمة، يجب أن يكون الاقتراح – تسبب الحرارة الإحساس بالدفء مسبقًا، نظرًا لأنّ إدخالها نص على أن الحرارة هي الظاهرة التي تسبب الإحساس بالدفء، فمن المعروف بشكل مستقل عن التجربة أنّ الحرارة تسبب الإحساس بالدفء، على الرغم من أنها مجرد حقيقة عرضية.

من ناحية أخرى فإنّ اقتراح – الحرارة هي حركة جزيئية – هو اقتراح لاحق، لأنّ هذه الحقيقة حول الحرارة تم اكتشافها، وحيث أنه لا يمكن اكتشافها إلا من خلال البحث العلمي التجريبي، لكن الافتراض ضروري أيضًا، وفقًا لكريبك لأنّه بمجرد أن يتم تحديد مرجع الحرارة كحركة جزيئية، لا توجد ظروف يمكن تخيلها يمكن أن يشير فيها المصطلح إلى أي شيء آخر، ويدعم هذا الإستنتاج الحدس القائل بأنّه إذا تم اكتشاف أنّ الإحساس بالدفء عند البشر ناتج بالفعل عن شيء آخر غير الحركة الجزيئية، فلن يقول الفرد أنّ الحرارة ليست حركة جزيئية بل بالأحرى أنّ الإحساس بالدفء ناتج عن شيء ما، بخلاف الحرارة.

ومن مقترحات كريبك، اقترح كريبك تحليلاً مشابهًا للخصائص المرجعية لأسماء العلم مثل – أرسطو -، وفقًا للقول إنّ اقتراحًا مثل – أرسطو كان معلم الإسكندر الأكبر – عرضي ولكنه أولي أو بديهي priori.


شارك المقالة: