الفلسفة اليابانية في الفترة الحديثة والمعاصرة

اقرأ في هذا المقال


تميزت فترة الفلسفة اليابانية بفترة سلام واستقرار نسبيين في ظل حكم توكوغاوا الشوغوني بعد توحيد البلاد، بينما يُعتقد أن الفترة الحديثة في اليابان قد بدأت بزوال حاكم توكوغاوا والعودة الرسمية للإمبراطور إلى السلطة في عام 1868 وما زالت مستمرة حتى اليوم، على الرغم من أن توكوجاوا كانت تفقد السيطرة تدريجيًا لعدة عقود، إلّا أنّ السبب المُعجل لسقوطها كان عدم قدرة الشوغون على التعامل بفعالية مع توغل السفن الحربية الأمريكية في ميناء طوكيو عام 1854 مما أجبر اليابان على فتح أبوابها للتجارة مع الغرب.

الفترة الحديثة المبكرة:

تتوافق الفترة الحديثة المبكرة للفلسفة اليابانية تقريبًا مع إيدو أو توكوغاوا – شوغون – 1603-1868 الذي فرض حكمه عالي الكفاءة من السلام والاستقرار النسبيين، وأصبحت الأفكار الكونفوشيوسية التي استُخدمت في الفترة القديمة لمركزية الدولة وتوحيدها محورًا للدراسة والتطبيق.

مع الاستقرار السياسي والتحضر ازدادت قوة طبقة التجار، وارتفعت معرفة القراءة والكتابة وظهرت الأكاديميات العلمانية في المدن الكبرى لتعليم التجار الكلاسيكيات الصينية، وخلال أوقات السلم تبنى بعض الساموراي مساعي علمية واستخدموا بوشيدو المطوَّر حديثًا بما يدعى بقانون المحارب للتعبير عن مُثُل الولاء وضبط النفس الرواقي والفضيلة الشخصية، وكانت هذه المثل العليا متسقة على التوالي مع اللياقة الكونفوشيوسية والإنضباط الذاتي البوذي ونقاء القلب الشنتو.

الفلسفة اليابانية الحديثة والمعاصرة:

في نهاية الفترة الحديثة للفلسفة اليابانية مع استعادة ميجي عام 1868 وما تلاه من انفتاح لليابان على التأثيرات الغربية بما في ذلك الفلسفة الغربية، بدأت الفلسفة اليابانية المعاصرة، وفي الواقع تم صياغة كلمة جديدة وهي تيتسوجاكو – من كلمات الحكمة – تيتسو – والتعلم – جاكو – لترجمة المصطلح الغربي فلسفة.

على الرغم من أنّ تيتسوجاكو tetsugaku كان مقتصرا في البداية للتفكير العلمي في الفلسفة الغربية لاستبعاد الفلسفة اليابانية، إلّا أنّه سرعان ما اشتمل على نطاق أوسع من الدراسات، وكان تحقيق في الخير- 1911 -، بقلم نيشيدا كيتاري – 1870-1945 -، أول عمل رئيسي لبناء نظام فلسفي جديد على النمط الغربي.

مع تطور فكره في أعمال لاحقة ركز نيشيدا على الأسس التجريبية والمنطقية للحكم والعمل، والتي أطلق عليها اسم – العدم – فقد اعتمدت فلسفة نيشيدا على كل من الأفكار الغربية والشرقية الآسيوية وخاصة الزن، وعلى سبيل المثال جاء اهتمامه بـما يسمى بالتجربة النقية من الفكر الغربي للفيلسوف البراغماتي الأمريكي ويليام جيمس بينما جاء مصطلح العدم من البوذية.


شارك المقالة: