ما هي فروع الفلسفة؟
إنّ المسائل الفلسفية لدى أفلاطون تدور حول: الحق – الخير – الجمال، وبذلك نرى كيفيات الوجود كله، في العصر الحديث صاغ كانط عدة أسئلة لتحديد الفلسفة ومنها: في فلسفة ما ورائيات صاغ سؤال ماذا أستطيع أن أعرف؟، ماذا يجب أن أعرف؟ في فلسفة الأخلاق، وبماذا آمل؟ في فلسفة الدين، وصاغ سؤال ما هو الإنسان؟ في علم فلسفة الأنثروبولوجيا، وبناءً على هذه الأسئلة بحسب الموضوعات، يمكننا أن نصل ونميّز في الفلسفة إلى بعض المجالات والفروع ذات الاستقلالية.
الأنثروبولوجيا:
هو علم يقوم على دراسة طبيعة الإنسان، والتي يكون أساسها يعود إلى مسائل فلسفية أساسية، فهذا الفرع من العلم يبذل الجهد لتحديد ما هو إنساني عام فيخدم فكرة تحديد الإنسان ومعرفة موقع الإنسان الخاص في هذا العالم فيما إذا قورن مع الطبيعة الحية الأخرى، وبذلك تأخذ بعداً علمياً للوصول إلى معنى الإنسان معنى كامل، أو ما هو المجتمع الذي يجب على الإنسان أن يعيش فيه.
ويعد هيرودوت صاحب لقب أبو التاريخ، فيما لقبه البعض الآخر بأبا الأنثروبولوجيا أيضا،حيث قام بتسجيل خلال رحلته لما رآه اختلافاً بين الشعوب من لغة وعادات وتقاليد ومعتقدات والزواج والطب ومكانة المرأة وغيرها من ما رآه وسجله، ولكن ما أثار الأهمية في تسجيلاته هو ما حمله من فكرة إختلاف الشعوب يعود إلى دونية أو فساد هذه الشعوب.
الأخلاق:
هنا أساس العلم يقوم على دراسة المعيار للخير والشر، وتصرفات الإنسان وموقفه، يكمن الهدف من الأخلاق هو دراسة الفرد لما هو عقلي وما هو عادل للسلوك بالنسبة للفرد في الحياة، لذلك من الوجوب أن تأخذ الأخلاق موقفاً متعالياً ونقدي من الآداب المعروفة والشائعة لدى المجتمع الخاص بالفرد، بحيث أنه يستند إلى عادات وأعراف صالحة ومقبولة عقلياً سواء دينياً أو مجتمعياً.
الجمال:
يرتبط هذا العلم بتحديد الجماليات بصفة عامة وتحديد مظاهره في الفنون أو الطبيعة، وما تأثير هذا الجمال على متلقيه، ويعالج علم الجمال مسائل تتعلق بالحكم الجمالي وأشكال التحسس الجمالي والمعايشة الجمالية.
ما وراء الطبيعة:
أو ما يعرف بعلم الماورائيات أو الميتافيزيقا، والذي يعتبر الفلسفة الأولى انطلاقاً من فيلسوفنا أرسطو، والذي يطرح عدة أسئلة من مثل ماذا هناك؟ وما صورته؟ لدراسة الوجود بما هو موجود، ومن موضوعاتها الفلسفة اللاهوتية التي تدرس الوجود الإلهي، والأنطولوجيا الذي يبحث في الوجود نفسه، وعلم النفس، و الكوسمولوجيا الذي يدرس علاقة الموجودات بالكل.
المنطق:
يقوم على أساس انتظام الفكر وصحة نتائجه، وينقسم المنطق الصوري إلى نظرية ثانوية (المفهوم والحكم والنتيجة)، وإلى نظرية في المنهج ( طرق البحث والبرهنة)، بينما توجهت الدراسات المنطقية الحديثة إلى المنطق الرياضي، حيث عنيت بالحسابات المنطقية والتي من الضروري فهمها بإعتبار أنها نظام من العلاقات والرموز.
نظرية المعرفة:
تعتبر من أقدم العلوم الفلسفة التي بحث فيها، فقد أجاب أفلاطون عن الجدل الواقع للعلاقة بين المعرفة والاعتقاد الصادق بأن ما هي المعرفة إلّا اعتقاد صادق مبرر، وتتعلق هذه النظرية بماهية المعرفة وحدودها، أي البحث في تحديد طبيعة وماهية المعرفة، وتهتم بدراسة العلاقة بين الذات العارفة والموضوع والمضمون.
نظرية العلم:
تناول هذا الفرع من علم الفلسفة كل من الفرضيات والنظم والأسس اللازمة التي يبنى عليها كل علم من العلوم، كما تبحث في مناهج العلوم من حيث أسسها وأهدافها ومفاهيمها، وذلك بتوضيحها في البداية ومن ثم وضعها تحت الدراسة النقدية.
فلسفة اللغة:
تدرس هذه الفلسفة متى وأين وكيف نشأت اللغة، وكيف تطورت اللغة ودلالاتها ووظيفتها وكيف تخدم الكائنات، وبعد فيتغنشتاين انقسمت التحليلات اللغوية إلى قسمين أحدهما توجه نحو الاتجاه اللغوي المثالي والذي يسعى ويحاول إيجاد صيغ صورية مستعيناً بالنقد اللغوي، حيث يبدع في صناعة لغة على مستوى عال من الدقة المنطقية، فتتطابق مع متطلبات العلوم الدقيقة، في الاتجاه المقابل تحلل ( فلسفة اللغة العادية ) اللغة من حيث استخدامها اليومي والأساسي والوقوف على دلالاتها.
تصنيفات أخرى للفلسفة:
هناك سلسلة من الاختصاصات الرديفة نذكر منها:
- فلسفة التاريخ: تبحث في ماهية التاريخ ومعناه وسيرة وتأويله، كما تقوم بالبحث والفهم في السيرة التاريخية للإنسان.
- فلسفة الدين: تعالج ماهية الدين، وتدرس وظيفته بين الإنسان والمجتمع، ويمكن أن تقدم نقداً إذا لزم الأمر.
- فلسفة الطبيعة: تفسر الطبيعة ودراستها بشكل كلي، كما يمكن أن تقدّم تفسيراً لتاريخ الطبيعة.
- فلسفة القانون: تبحث في المسائل التي تشكل أساس القانون.
- الفلسفة الاجتماعية والسياسية: تتطرق إلى معنى الدولة والمجتمع وبناءهما وما معناهما، ففي هذه الفلسفة تنظر إلى الإنسان بكونه كائن اجتماعي، يحقق كمال وجوده داخل الجماعة.