كانت ماري أستل التي ولدت في عام 1666 وتوفيت في عام 1731 فيلسوفة إنجليزية، وقد ولدت في نيوكاسل وعاشت حياتها البالغة في لندن، وكان رعاتها السيدة آن كوفنتري والليدي إليزابيث هاستينغز وكاثرين جونز، ومن بين أولئك الذين في دائرتها الفكرية السيدة ماري تشودلي وجوديث دريك وإليزابيث إلستوب والسيدة ماري وورتلي مونتاجو وجون نوريس.
حياة أستل:
وُلدت أستل في نيوكاسل أبون تاين بإنجلترا في 12 تشرين الثاني عام 1666 وتوفيت في تشيلسي بلندن في 9 أيار عام 1731، وكانت الأكبر بين طفلين وُلدا لبيتر أستل وماري إرينجتون، وكلاهما ينتميان إلى عائلات محترمة في نورثمبرلاند ذات ميول ملكية قوية.
ويبدو أنّ أهم تأثير على التطور الفكري المبكر لأستل كان عمها رالف أستيل، وهو رجل الدين والشاعر الذي تلقى تعليمه في جامعة كامبريدج في منتصف القرن السابع عشر، وفي ظل تعليمه من المحتمل أن يكون أستل قد اكتسب معرفة قوية باللاهوت الأنجليكاني، ويمكن العثور على أعمال عدد من علماء اللاهوت الأنجليكانيين المشهورين في بقايا مكتبة أستل المحفوظة الآن في مكتب نورثهامبتونشاير للتسجيلات.
من خلال تأثير عمها ربما تكون قد تعرفت أيضًا على أفكار أفلاطوني كامبريدج هنري مور وهو من أوائل أتباع الفلسفة الديكارتية في إنجلترا، وقد التحق رالف أستل بكل من كلية سانت جون وإيمانويل في خمسينيات القرن السادس عشر تمامًا كما كانت مهنة مور في كامبريدج تنطلق، واستشهدت أستل لاحقًا بكتابات مور في أعمالها.
في عام 1678 توفي والد أستل واتخذ مسار حياتها منعطفًا غير متوقع، ونتيجة لوفاة والدها المفاجئة أصبح الوضع المالي والاجتماعي لأستل محفوفًا بالمخاطر حيث اضطرت والدتها إلى اقتراض المال لإبقاء الأسرة واقفة على قدميها، ويبدو أنّه لم يكن بإمكانهم تحمل مهر أستل حتى لو أرادت الزواج، وعلى الرغم من الشائعات التي تفيد بأنّ أستل كانت مخطوبة لأحد رجال الدين إلّا أنّها ظلت غير متزوجة وعديمة الأطفال طوال حياتها واختارت بدلاً من ذلك أن تعيش حياة كاتب.
في وقت ما ربما في أواخر ثمانينيات القرن السادس عشر اتخذت أستل قرارًا جريئًا بمغادرة منزل طفولتها والهجرة إلى لندن وعلى ما يبدو دون أي دعم من الأسرة، وبعد وقت قصير من وصولها إلى المدينة تعرفت على رئيس الأساقفة ويليام سانكروفت، ثم في عام 1689 كرست له كتابًا من الشعر المخطوط امتنانًا لمشورته ومساعدته في وقت الحاجة.
بعد سنوات قليلة من الانتهاء من هذه المخطوطة حولت أستل يدها إلى الفلسفة، وفي عام 1693 شرعت في المراسلات مع جون نوريس مؤلف سلسلة من الأعمال الدينية والفلسفية الشعبية تسمى الخطابات العملية، وتناقش رسائلهم استيلاء نوريس على الأفكار الأخلاقية والميتافيزيقية لنيكولاس ماليبرانش الفيلسوف الفرنسي المعروف بمذهبه عن العرضية، وهي النظرية القائلة بأنّ الله هو العامل الوحيد الحقيقي في الكون، واستمرت مراسلاتهم لمدة عام وتم نشرها في النهاية تحت عنوان (رسائل تتعلق بمحبة الله) في عام 1695.
أعمال أستل الفلسفية:
اشتهرت اليوم بنظرياتها حول تعليم النساء وانتقاداتها لنوريس وجون لوك، وساهمت بأفكارها بالعديد من الأعمال، فبالإضافة إلى عدد من الكتيبات كتبت الكتب التالية:
1- اقتراح جاد للسيدات الجزء الأول والثاني، حيث يتم عرض طريقة لتحسين عقولهم.
2- رسائل حول محبة الله بين مؤلف الاقتراح للسيدات والسيد جون نوريس: حيث تم توضيح وتبرير خطابه المتأخر الذي يوضح أنّه يجب أن يكون حتميًا وحصريًا لجميع المحبين الآخرين.
3- بعض التأملات في الزواج مناسبة من قبل دوق ودوقة مازارين في قضية.
4- الدين المسيحي كما ادعت ابنة كنيسة إنجلترا.
في منتصف تسعينيات القرن التاسع عشر بدأت مهنة أستل في الكتابة بجدية، وفي عام 1694 نشرت أول اقتراح لها، وبعد بضع سنوات تابعت هذا العمل الأصلي بجزء ثان يقدم طريقة لتحسين عقل المرأة وهي مثقلة بالديون لأفكار ديكارت وأتباعه أنطوان أرنو وبيير نيكول، وجنبًا إلى جنب مع الرسائل جعل الاقتراحان الأول والثاني من أستل شخصية مشهورة في لندن.
تم الاحتفال بها علنًا بسبب ذكائها وفصاحتها وأثنى عليها علنًا أمثال جون إيفلين ودانييل ديفو، وفي ذروة حياتها المهنية حصلت أستيل أيضًا على دعم العديد من المستفيدات من النساء ذوات المكانة الاجتماعية العالية بما في ذلك الليدي كاثرين جونز والليدي إليزابيث هاستينغز والليدي آن كوفنتري وإليزابيث هاتشسون، ونتيجة لذلك تمكنت أستيل من الحفاظ على حياتها المهنية ككاتبة على الأقل لعقد من الزمان أو نحو ذلك.
في عام 1700 نشرت أستل أشهر أعمالها النسوية (بعض تأملات في الزواج) ردًا على الزواج الفاضح لهورتنس مانشيني دوقة مازارين، بعد ذلك يبدو أنّ بائع الكتب الخاص بها ريتشارد ويلكين قد كلفها بكتابة العديد من الكتيبات السياسية لحزب المحافظين.
في عام 1704 نشرت ثلاث مقالات قصيرة وهي:
1- الاعتدال الصادق (Moderation Truly Stated).
2- تحقيق محايد (An Impartial Inquiry).
3- طريقة عادلة مع المنشقين (A Fair Way with the Dissenters).
ثم في عام 1705 نشرت أستل أطول أعمالها وأكثرها تطورًا في الفلسفة الأخلاقية (الدين المسيحي كما قامت به ابنة كنيسة إنجلترا)، وهو عمل يبني على نفس الموضوعات النسوية مثل أطروحاتها السابقة، وفي منشورها الأخير معرض بارتليمي عام 1709 استهدفت أستل الإيرل الثالث لدفاع شافتسبري عن حرية التعبير في رسالته المتعلقة بالحماس في عام 1708.
بعد عام 1709 لم تنشر أستل أي أعمال جديدة ولكن هناك أدلة على أنّها استمرت في كتابة منشوراتها السابقة حتى وفاتها، وكذلك تحرير منشوراتها السابقة ليس فقط الدين المسيحي ومعرض بارتليمي (نُشر في الطبعتين الثانية في عام 1717 وعام 1720 على التوالي)، ولكن أيضًا الجزء الثاني من اقتراحها، وفي سنواتها الأخيرة تماشياً مع اهتمامها الدائم بتعليم الإناث أخذت أستيل أيضاً على عاتقها المهمة العملية لإدارة مدرسة خيرية للفتيات الفقيرات في حيها الحبيب تشيلسي.
ميراث فلسفة أستل:
في حياتها كانت كتابات أستل معروفة للفلاسفة جون لوك وجوتفريد فيلهلم ليبنيز وجورج بيركلي، ولكن يبدو أنّ أفكارها كان لها أكبر الأثر على المدافعات الأخريات عن النساء في القرن الثامن عشر مثل ماري تشودلي وإليزابيث توماس والكاتبة المعروفة باسم يوجينيا وماري وورتلي مونتاجو وسارة تشابوني.
يمكن تمييز تأثيرها كنسوية حتى الحركة المناصرة لحقوق المرأة في أواخر القرن التاسع عشر لا سيما في كتابات هارييت ماكيلوهام الإنجليزية، وفي التاريخ الحديث كان هناك إحياء للاهتمام الأكاديمي بأستل كنسوية:
1- الأول من تسعينيات القرن التاسع عشر إلى أوائل القرن العشرين.
2- الثانية من منتصف الثمانينيات حتى يومنا هذا، والتي تم تسهيلها إلى حد كبير من خلال السيرة الذاتية الموثوقة لروث بيري (احتفلت ماري أستل) (The Celebrated Mary Astell)، وتزعم بيري أنّ أستل ستندهش من تاريخ استقبالها كرائدة نسوية حيث اعتبرت أستل نفسها على أنّها ميتافيزيقية وفيلسوفة أكثر من كونها مصلحة سياسية.