الفيلسوف جورج بيركلي

اقرأ في هذا المقال


جورج بيركلي هو أحد أسقف أنجلو إيرلندي وهو فيلسوف وعالم معروف بفلسفته التجريبية والمثالية، والتي ترى أنّ الواقع يتكون فقط من العقول وأفكارها، وحيث كل شيء عدا الروحاني موجود فقط بقدر ما تدركه الحواس.

حياة وتعليم بيركلي:

ولد جورج بيركلي في أو بالقرب من مدينة كيلكيني في جمهورية أيرلندا في 12 آذار في عام 1685، حيث نشأ في قلعة ديسارت، وعلى الرغم من أنّ والده كان إنجليزيًا إلّا أنّ بيركلي كان دائمًا ما يعتبر نفسه إيرلنديًا، ففي عام 1696 التحق بكلية كيلكيني، كما التحق بكلية ترينيتي في مدينة دبلن في 21 آذار في عام 1700 وحصل على درجة البكالوريوس في عام 1704.

ظل مرتبطًا بكلية ترينيتي حتى عام 1724، وفي عام 1706 تنافس على زمالة الكلية التي أصبحت متاحة وأصبح زميلًا مبتدئًا في 9 حزيران في عام 1707، وبعد إكمال الدكتوراه أصبح زميلًا أول في عام 1717، كما كان شائعًا ممارسة للأكاديميين البريطانيين في ذلك الوقت تم تعيين بيركلي كاهنًا أنجليكانيًا في عام 1710.

أعمال وعمل بيركلي:

أعمال بيركلي خلال فترة كلية ترينيتي:

1- في عام 1709 نشر مقالًا نحو نظرية جديدة للرؤية (An Essay towards a New Theory of Vision).

2- في عام 1710 نشر أطروحة بشأن مبادئ المعرفة البشرية الجزء الأول (A Treatise concerning the Principles of Human Knowledge, Part I).

3- في عام 1712 نشر الطاعة السلبية (Passive Obedience) والتي تركز على الفلسفة الأخلاقية والسياسية.

4- في عام 1713 نشر ثلاثة حوارات بين هيلاس وفيلونوس (Three Dialogues between Hylas and Philonous).

5- في عام 1721 نشر دي موتو (اقتراح) (De Motu).

بالإضافة إلى ذلك هناك مجموعة من الدفاتر تسمى غالبًا التعليقات الفلسفية (Philosophical Commentaries – PC) ، والتي تغطي الفترة التي طور خلالها المثالية واللامادية، حيث كانت هذه دفاتر ملاحظات شخصية ولم يكن ينوي نشرها مطلقًا.

بينما كان بيركلي مرتبطًا بكلية ترينيتي حتى عام 1724 لم يكن يقيم باستمرار، وفي عام 1713 غادر إلى لندن جزئيًا لترتيب النشر للحوارات الثلاثة، وأصبح صديقًا لبعض الأضواء الفكرية في ذلك الوقت بما في ذلك جوناثان سويفت (Jonathan Swift) وجوزيف أديسون (Joseph Addison) وريتشارد ستيل (Richard Steele) وألكسندر بوب (Alexander Pope).

ساهم بعدة مقالات ضد التفكير الحر (اللاأدرية) لستيل جارديان Steele’s Guardian، ونظرًا لأنّ المقالات كانت غير موقعة فلا يزال الخلاف قائمًا بشأن المقالات التي كتبها بيركلي، كما كان قسيس اللورد بيتربورو خلال جولته القارية للأعوام ما بين عام 1713 إلى عام 1714، وهناك بعض الأدلة على أنّ بيركلي التقى بالفيلسوف الفرنسي نيكولاس مالبرانش خلال تلك الجولة، على الرغم من أن الأسطورة الشائعة بأن محادثتهم أدت إلى وفاة مالبرانش خاطئة: توفي مالبرانش (Nicholas Malebranche) في عام 1715.

كان وصيًا للقديس جورج آش (George Ashe) ابن كلية ترينيتي العميد خلال جولته القارية للأعوام ما بين عام 1716 إلى عام 1721، وخلال هذه الجولة ادّعى بيركلي لاحقًا أنّه فقد المخطوطة إلى الجزء الثاني من المبادئ، ولاحظ اندلاع جبل فيزوف عام 1717 وأرسل وصفًا له إلى الجمعية الملكية، وأثناء وجوده في ليون بفرنسا في عام 1720 كتب بيركلي مقالًا بعنوان (De Motu) وهو مقال عن الحركة يعكس أداته العلمية، وكانت المخطوطة عبارة عن دخول بيركلي لجائزة أطروحة برعاية الأكاديمية الفرنسية ولكنها لم تفز.

في أيار لعام 1724 أصبح بيركلي عميدًا أنجليكانيًا لديري (Derry) واستقال من منصبه في كلية ترينيتي، ولكن لم يكن عميدًا في الإقامة، بين عامي 1722 و 1728 طور بيركلي خطة لإنشاء مدرسة دينية في برمودا لأبناء المستعمرين والأمريكيين الأصليين، ولقد ضغط بنشاط من أجل مشروعه وحصل على ميثاق للكلية ومساهمات خاصة ووعد بمنحة قدرها 20 ألف جنيه إسترليني من البرلمان البريطاني.

بعد الزواج من آن فوستر في (Anne Foster) 1 آب لعام 1728 غادر هو وعروسه إلى أمريكا في أيلول لعام 1728، واستقر بالقرب من نيوبورت في رود آيلاند في انتظار المنحة الموعودة، حيث اشترى مزرعة وقام ببناء منزل اسمه وايتهول والذي لا يزال قائمًا.

كان رجل دين نشطًا أثناء إقامته في رود آيلاند، وكان على اتصال ببعض كبار المفكرين الأمريكيين في ذلك الوقت بمن فيهم صمويل جونسون (Samuel Johnson) الذي أصبح أول رئيس لكلية كينجز (الآن جامعة كولومبيا)، وكتب الجزء الأكبر من كتابه السيفرون (Alciphron)، وهو حوار فلسفي لدفاعه عن المسيحية ضد الفكر الحر أثناء وجوده في أمريكا.

في أوائل عام 1731 أبلغ إدموند جيبسون أسقف لندن بيركلي أنّ السير روبرت والبول قد أبلغه أنّ هناك احتمال ضئيل لدفع المنحة الموعودة، فعاد بيركلي إلى لندن في تشرين الأول في عام 1731، وقبل أن يغادر أمريكا قسم مكتبته بين مكتبتي هارفارد وييل وأعطى مزرعته لجامعة ييل.

أعمال بيركلي خلال فترة ما بعد عودته إلى لندن:

1- عظة أمام جمعية نشر الإنجيل في أجزاء غريبة في عام 1732.

2- السيفرون: أو الفيلسوف الدقيق في عام 1732.

3- نظرية الرؤية أو اللغة المرئية التي تظهر الوجود الفوري والعناية الإلهية، مبررة ومفسرة في عام 1733.

4- المحلل أو خطاب موجه إلى عالم رياضيات كافر في عام 1734.

5- دفاع عن التفكير الحر في الرياضيات في عام 1735.

6- أسباب عدم الرد على إجابة السيد والتون الكاملة في عام 1735.

7- بالإضافة إلى الطبعات المنقحة من المبادئ والحوارات في عام 1734، حيث تحتوي تنقيحات المبادئ والحوارات على ملاحظات قليلة من بيركلي حول الطبيعة ومعرفة الفرد بالعقل (المفاهيم).

بينما كان مشروع برمودا فشلًا عمليًا إلّا أنّه زاد من سمعة بيركلي كزعيم ديني، ويعتبر مسؤولاً جزئياً عن تعيينه أسقفًا لكلوين في كانون الثاني في عام 1734، وفي شباط عام 1734 استقال من منصب عميد ديري، وكرس أسقف كلوين في كنيسة القديس بولس في دبلن في 19 أيار لعام 1734.

كان بيركلي أسقفًا جيدًا وذلك بصفته أسقفًا لأبرشية أنجليكانية فقيرة اقتصاديًا في بلد تقطنه غالبية كاثوليكية رومانية، وكان ملتزمًا برفاهية كل من البروتستانت والكاثوليك، وأسس مدرسة لتعليم الغزل وحاول تأسيس صناعة الكتان، ويهتم كتابه كويريست (Querist) 1735-1737 بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بأيرلندا، ومن بين أمور أخرى يحتوي على اقتراح للإصلاح النقدي.

كما يقدم كتابه سيريس (Siris) في عام 1744 مقدمة لمناقشاته الفلسفية مع سرد للقيمة الطبية لمياه القطران، ولا تزال علاقة سيريس بفلسفته المبكرة موضوع نقاش أكاديمي.

وفاة بيركلي:

باستثناء رحلة إلى دبلن في عام 1737 لمخاطبة مجلس اللوردات الأيرلنديين ورحلة إلى كيلكيني في عام 1750 لزيارة العائلة ظل في كلوين باستمرار حتى تقاعده، وفي آب في عام 1752 غادر بيركلي وعائلته كلوين إلى أكسفورد ظاهريًا للإشراف على تعليم ابنه جورج، وأثناء وجوده في أكسفورد رتب لإعادة نشر كتابه السيفرون ونشر كتابه منوعات وهو مجموعة من المقالات حول مواضيع مختلفة.

توفي في 14 كانون الثاني في عام 1753 بينما كانت زوجته تقرأ له خطبة، وتمشيًا مع إرادته: “أبقي جسده على ارتفاع خمسة أيام فوق الأرض حتى يصبح مهاجمًا برائحة الجثث”، وهو شرط كان يهدف إلى منع الدفن المبكر، وكان هذا هو العصر الذي تم فيه تجهيز بعض الصناديق بأجراس فوق الأرض حتى يتمكن الموتى من الرنين إذا كان المستفيدون متسرعين بعض الشيء.


شارك المقالة: