القلم كان من أول المخلوقات التي خلقها الله تعالى، فقد كان البشر في بداية الخلق يتواصلون بالإشارات والرموز التعبيرية، وبعد ذلك تطور عندهم الكلام فبدأوا بنطق بعض الأحرف إلى أن توصَّلوا للغة يتحدثون بها، أما بالنسبة للكتابة وعن متى بدأت فهي أمر غامض نوعاً ما؛ وذلك يعود إلى أن البعض يرى بأن الكتابة هي أمر من الله تعالى أنزله على آدم عليه السلام عند حادثة الطوفان، ومنهم استنتج أن الكتابة هي اكتشاف قام به الإنسان بناءً على الرسومات والنقش القديم التابع للحضارات القديمة، فمنهم من توقع أن أول ظهور للكتابة كان في العراق وهي الكتابة المسمارية، ومنهم يقول أن أول كتابة كانت الكتابة الهيروغليفية في مصر.
مراحل نشأة الكتابة العربية:
- المرحلة التصويرية: كان الإنسان في هذه المرحلة يُعبّر عمّا يريده بالتصوير أو الرسم، فعلى سبيل المثال يرسل رسالة يُعبّر عن مضمونها بالرسوم، فالتاج مثلاً يرمز إلى الملك، حيث كان الناس قبل نشأة الكتابة يقومون بإرسال رسائل على شكل رسومات متتالية كل مجموعة رسوم تعبر عن جملة أو فكرة معينة، فهي كانت تشير إلى مضمون فقط.
- المرحلة الرمزية: وهي تشبه كثيراً المرحلة التصويرية، فكانت الرموز كالرسم، لكن في هذه المرحلة كان الناس يعبّرون عن الأشياء المجردة أيضاً مثل الشمس ترمز إلى الضوء أي النهار، والمياه الجارية مثلاً تُعبّر عن الشعور بالبرد؛ لأن الكلمات كانت بالنسبة لهم أمر سهل أن يتم التعبير عنه بالرسم، أما الأشياء المجردة صعبة التعبير؛ لذلك لجأوا للتعبير عنها بالرموز.
- المرحلة الصوتية أو المقطعية: هذه المرحلة تعتبر حجر الأساس للأبجدية، حيث لجأ الناس إلى وضع رمز لكل حرف أو مقطع، ثم يقومون بتكرار هذه المقاطع، فقد تم إنشاء رموز بعدد الحروف الأبجدية تقريباً، فعلى سبيل المثال كلمة شرب حرف (ش) يرمز إليه بالشمس وحرف (ر) يرمز له بالرمح وحرف (ب) يرمز له بالبيت وهكذا.
- المرحلة الأبجدية: أول من كان له الفضل بهذه المرحلة هم الفنيقيين الذين سكنو بلاد الشام، فوضعوا مقابل كل صوت حرف وتم بعد ذلك اكتشاف الحروف الأبجدية، التي انتقلت فيما بعد إلى الإغريق في اليونان وبعد ذلك انتشرت في جميع الحضارات المتوسطة.