اقرأ في هذا المقال
- نبذة عن اللغوي إدوارد سابير
- إسهامات اللغوي إدوارد سابير في علم اللغويات
- حياة اللغوي إدوارد سابير
- تعليم اللغوي إدوارد سابير
- الفكر الأنثروبولوجي للغوي إدوارد سابير
نبذة عن اللغوي إدوارد سابير:
ولد اللغوي إدوارد سابير في السادس والعشرين من شهر يناير في عام 1884 وتوفي في الرابع من شهر فبراير في عام 1939، حيث كان إدوارد سابير عالمًا أنثروبولوجيًا ولغويًا أمريكيًا، والذي يُعتبر على نطاق واسع أحد أهم الشخصيات التي ساهمت في تطوير تخصص علم اللغة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولد سابير في بوميرانيا الألمانية. كما هاجرت عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية عندما كان طفلاً. ودرس علوم اللغويات الجرمانية في جامعة كولومبيا، حيث وقع تحت تأثير اللغوي فرانز بوا، الذي ألهمه للعمل على اللغات الأمريكية الأصلية. وأثناء دراساته في الدكتوراة ذهب إلى كاليفورنيا للعمل مع ألفريد كروبر؛ وذلك لتوثيق لغات السكان الأصليين هناك.
إسهامات اللغوي إدوارد سابير في علم اللغويات:
عمل اللغوي إدوارد سابير في هيئة المسح الجيولوجي في كندا لمدة خمسة عشر عامًا، حيث ظهر كأحد أهم اللغويين في أمريكا الشمالية إلى جانب اللغوي الأمريكي ليونارد بلومفيلد. حيث عُرض عليه الأستاذية في جامعة شيكاغو، وبقي لعدة سنوات مستمرًا في العمل فيها؛ وذلك من أجل إضفاء الطابع المهني على تخصص علم اللغة.
وكان إدوارد سابير يعمل كأستاذًا للأنثروبولوجيا في جامعة ييل لبقية حياته، وكان من بين العديد من طلابه عدد من اللغويين المعروفين بعلمهم في شتى أقطار العالم مثل، ماري هاس وموريس سواديش، وعدد من علماء الأنثروبولوجيا مثل فريد إيغان وهورتنس باودرميكر.
وبفضل خلفيته اللغوية، أصبح اللغوي إدوارد سابير تلميذًا لدى اللغوي فرانز بواس لتطوير العلاقة بين علم اللغة والأنثروبولوجيا بشكل كامل. حيث درس إدوارد سابير الأساليب والظواهر التي تؤثر بها اللغة والثقافة على المجتمات وكيف يؤثرا على بعضهم البعض، وكان مهتمًا بالعلاقة بين الاختلافات اللغوية والاختلافات في وجهات النظر الثقافية العالمية، وتم تطوير هذا الجزء من تفكيره من قبل تلميذه بنجامين لي وورف إلى مبدأ النسبية اللغوية أو فرضية سابير وورف. كما يُعرف إدوارد سابير في علم الأنثروبولوجيا بأنه من أوائل المؤيدين لأهمية علم النفس في الأنثروبولوجيا، مع التأكيد على أن دراسة طبيعة العلاقات بين مختلف الشخصيات الفردية مهمة للطرق التي تتطور بها الثقافة والمجتمع.
من بين مساهمات إدوارد سابير الرئيسية في علم اللغة، تصنيفه للغات السكان الأصليين في الأمريكتين، والذي قام على أساسه بالتوسع في معظم حياته المهنية. كما أنه لعب دورًا مهمًا في تطوير المفهوم الحديث للفونيم (الصوت اللغوي)، وساعد هذا بشكل كبير في تقدم فهم علم الأصوات والصوتيات من قبل العلماء اللغويين. وقبل دراسات اللغوي رومان سابير، كان يُعتبر عمومًا أنه من المستحيل تطبيق أساليب علم اللغة التاريخي على لغات الشعوب الأصلية؛ وذلك لأنه كان يُعتقد أنها أكثر بدائية من اللغات الهندو أوروبية. حيث كان إدوارد سابير أول من أثبت أن طرق علم اللغة المقارن كانت صالحة أيضًا عند تطبيقها على لغات السكان الأصليين.
تخصص اللغوي إدوارد سابير في دراسة لغات أثاباسكان ولغات شينوكان ولغات أوتو أزتيك، حيث أنتج أوصافًا نحوية مهمة للغات لتاكلما ويشرام والبايوت الجنوبي. وفي وقت لاحق من حياته المهنية، عمل أيضًا مع اللغات اليديشية والعبرية والصينية، بالإضافة إلى اللغات الجرمانية، واستثمر أيضًا في تطوير لغة مساعدة دولية.
حياة اللغوي إدوارد سابير:
الطفولة والشباب:
وُلِد اللغوي إدوارد سابير لعائلة من اليهود الليتوانيين في مدينة لاونبورغ بمقاطعة بوميرانيا، حيث كان والده جاكوب ديفيد سابير يعمل في الترانيم الروحيه. ولم تكن أسرتهم مسيحية أرثوذكسية، فحافظ والده على روابطه باليهودية من خلال موسيقاها. كما أنه لم تمكث عائلة اللغوي إدوارد سابير طويلاً في بوميرانيا ولم تقبل أبدًا الألمانية كجنسية لهم، فكانت لغة إدوارد سابير الأولى هي اللغة اليديشية، وبعدها اكتسب اللغة الإنجليزية. وفي عام 1888، عندما كان في الرابعة من عمره انتقلت العائلة إلى ليفربول في المملكة المتحدة. وفي عام 1890 انتقل إدوارد سابير مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدًا إلى ريتشموند في فيرجينيا.
فقد اللغوي إدوارد سابير شقيقه الأصغر ماكس بسبب حمى التيفود، كما واجه والده صعوبة في الاحتفاظ بوظيفة في كنيس واستقر أخيرًا في نيويورك في الجانب الشرقي الأدنى، فكانت أسرته محدودة الدخل. ونظرًا لعدم قدرة جاكوب سابير على إعالة أسرته، فتحت والدة إدوارد سابير إيفا سيغال سابير، متجرًا لتوفير الحاجات الأساسية.
وبعد الاستقرار في نيويورك، نشأ إدوارد سابير في الغالب على يد والدته، التي شددت على أهمية التعليم من أجل الارتقاء بالمستوى الاجتماعي لإبنائها، قامت بإبعاد عائلتها عن الديانة اليهودية. وعلى الرغم من أن إيفا سابير كان لها تأثير مهم، إلا أن إدوارد سابير تلقى شهوته للمعرفة والاهتمام بالمعرفة والجماليات والموسيقى من والده. فعندما بلا إدوارد سابير سن الرابع عشر، فاز بمنحة بوليتسر الدراسية في مدرسة هوراس مان الثانوية المرموقة، لكنه اختار عدم الالتحاق بالمدرسة التي وجدها فاخرة جدًا، فانتقل بدلاً من ذلك إلى مدرسة ديويت كلينتون الثانوية، وقام بتوفير أموال المنحة لتعليمه الجامعي. وبعدها انفصل إدوارد سابير عن عائلته رسميًا في عام 1910.
تعليم اللغوي إدوارد سابير:
دخل إدوارد سابير إلى جامعة كولومبيا عام 1901، فكانت الجامعة في ذلك الوقت واحدة من عدد قليل من جامعات النخبة الخاصة، التي لم تحد من قبول المتقدمين اليهود بحصص ضمنية تبلغ حوالي 12%، فحوالي 40% من الطلاب الوافدين في كولومبيا كانوا يهود. وبعدها حصل إدوارد سابير على درجة البكالوريوس في عام 1904، ودرجة الماجستير في عام 1905، فكانت أطروحته في الماجستير عن فقه اللغة الجرمانية من كولومبيا. وبعدها شرع في دراسة الدكتوراة في الأنثروبولوجيا الذي أكمل دراستها في عام 1909.
شدد إدوارد سابير على دراسة اللغة في سنوات دراسته الجامعية في كولومبيا، حيث درس اللاتينية واليونانية والفرنسية لمدة ثمانية فصول دراسية. وخلال سنته الثانية، بدأ أيضًا في التركيز على اللغات الجرمانية، وأكمل الدورات الدراسية في اللغة القوطية والألمانية القديمة والساكسونية القديمة والأيسلندية والهولندية والسويدية والدنماركية. ومن خلال الأستاذ الجرماني ويليام كاربنتر، تعرض إدوارد سابير لأساليب علم اللغة المقارن التي تم تطويرها لتصبح إطارًا علميًا أكثر من النهج اللغوي التقليدي. كما أنه تلقى دورات في اللغة السنسكريتية، وأكمل دراساته اللغوية من خلال دراسة الموسيقى في قسم الملحن الشهير إدوارد ماكدويل.
وفي عامه الأخير في الكلية، التحق اللغوي إدوارد سابير بدورة مقدمة في الأنثروبولوجيا مع البروفيسور ليفينجستون فاراند، الذي قام بتدريس نهج المجالات الأربعة في الأنثروبولوجيا في بوا. كما سجل أيضًا في ندوة أنثروبولوجيا متقدمة قام بتدريسها اللغوي فرانز بواس، وهي دورة من شأنها أن تغير اتجاه حياته المهنية تمامًا.
الفكر الأنثروبولوجي للغوي إدوارد سابير:
وُصِف الفكر الأنثروبولوجي للغوي إدوارد سابير بأنه منعزل في مجال الأنثروبولوجيا في أيامه، وبدلاً من البحث عن الطرق التي تؤثر بها الثقافة على السلوك البشري، كان سابير مهتمًا بفهم كيفية تشكيل الأنماط الثقافية نفسها من خلال تكوين الشخصيات الفردية التي تشكل المجتمع. وهذا جعل إدوارد سابير ينمي اهتمامًا بعلم النفس الفردي وكانت نظرته للثقافة أكثر نفسية من العديد من معاصريه.
ولقد قيل أن هناك علاقة وثيقة بين اهتمامات سابير الأدبية وفكره الأنثروبولوجي، حيث شهدت نظريته الأدبية أن الحساسيات الجمالية الفردية والإبداع يتفاعلون مع التقاليد الثقافية المكتسبة لإنتاج أشكال شعرية فريدة وجديدة، مرددًا الطريقة التي رأى بها الأفراد والأنماط الثقافية للتأثير الديالكتيكي على بعضهم البعض.
اتساع اللغات المدروسة:
كان تركيز اللغوي إدوارد سابير بشكل خاص بين اللغات الأمريكية على اللغات الأثاباسكانية، وهي العائلة اللغوية التي فتنته من بين كل العائلات اللغوية بشكل خاص. كما أدت أبحاثه عن لغات جنوب بايوت بالتعاون مع المستشار توني تيلوهاش، إلى مقالة عام 1933 والتي من شأنها أن تصبح مؤثرة في وصف الأصوات اللغوية المختلفة.
وعلى الرغم من أن اللغوي إدوارد سابير معروف بعمله في علم اللغة الأمريكي، إلا أنه كتب الكثير من المؤلفات اللغوية في علم اللغة بشكل عام. حيث يقدم كتابه “اللغة” كل شيء بدءًا من التصنيف النحوي النمطي للغات (مع أمثلة تتراوح من اللغة الصينية إلى لغة نوتاكا) إلى التكهنات حول ظاهرة انجراف اللغة وتعسف الارتباط بين اللغة والعرق والثقافة. كما كان إدوارد سابير أيضًا رائدًا في الدراسات اليديشية، وهي لغته الأولى، في الولايات المتحدة الأمريكية.
كان اللغوي إدوارد سابير نشيطًا في حركة اللغة المساعدة الدولية. ففي مقالته “وظيفة اللغة الدولية المساعدة”، دافع عن فوائد القواعد العادية ودافع عن التركيز النقدي على أساسيات اللغة، وبالطبع كان غير متحيز بخصوصيات اللغات الوطنية في اختيار لغة مساعدة دولية (أي أن محاولاته لإنشاء لغة دولية لم تقتصر على لغات خاصة بوطن واحد أو أوطان محددة).
كان اللغوي إدوارد سابير أول مدير أبحاث في الرابطة الدولية للغات المساعدة (IALA)، التي قدمت مؤتمر (Interlingua) في عام 1951. حيث أدار الرابطة من عام 1930 إلى عام 1931. كما أنه كان عضوًا في مجلس الشورى للبحوث اللغوية من عام 1927 إلى عام 1938. حيث تشاور إدوارد سابير مع الباحثة أليس فاندربيلت موريس لتطوير برنامج أبحاث اللغات المساعدة (IALA).