اللغوي جون جوزيف غمبرز - John Joseph Gumperz

اقرأ في هذا المقال


من هو اللغوي جون جوزيف قمبرز؟

نبذه عن اللغوي جون جوزيف قمبرز:

كان اللغوي جون جوزيف غمبرز رائداً في مجالات أثنوغرافيا الاتصال وعلم اللغة الاجتماعي، حيث كان يعد من أهم وأشهر علماء الإنثروبولوجيا اللغوية في جيله.
قام العالم جون جوزيف غمبرز بتطوير العديد من المفاهيم الأساسية في مجال الأنثروبولوجيا اللغوية مثل تبديل الشفرات وإشارات السياق والتي تم من خلالها دمج الدراسة الميدانية للعمليات اللغوية مع الاهتمامات الاجتماعية حول الشبكات الاجتماعية، والهوية الاجتماعية والوصول العادل الى الموارد والمؤسسية.
ولد العالم جون جوزيف غمبرز في التاسع من شهر يناير في عام 1922 في مدينه هاتينجن في ألمانيا. وكونه شاب يهودي مُنع بموجب القوانين العرقية السارية في ألمانيا من الإلتحاق بالمدرسة الثانوية من أجل الدراسة، فقام والده بإرساله الى إيطاليا من أجل إكمال دراسته.
وقبل أن ينتقل جون جوزيف غمبرز إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع عائلته في عام 1939 أمضى وقتاً ليس بالقليل مع معظم اللاجئين الهولنديين في ملاجئهم.
كان اسمه يعرف فيما مضى بهانزجوزيف غمبرز ولكن بعد أن قدم الى الولايات المتحدة الأمريكية حول اسمه إلى جون جوزيف غمبرز، وبعدها خدم في جيش الولايات المتحدة الأمريكية.
وحصل جون جوزيف قمبرز علي درجة البكالوريس في الكيمياء من جامعة سينسيناتي في عام 1947، وشرع بعدها في العمل بعد التخرج في هذا المجال في جامعة ميشيقان لكنه سرعان ما انبهر بفكرة أن اللغة موضوعاً مهماً للتدقيق العلمي، وتحول بعدها إلى برنامج الدراسات العليا في علم اللغة واللغويات.
أصبح جون جوزيف غمبرز مهتماً بشكل كبير بالمشاكل اللغوية الاجتماعية أثناء عمله في أطروحته في برنامج الدكتوراه، فدرس لهجة مقاطعة واشتناو في ميشيقان الذي تنحدر أصولهم من مجموعتين من المهاجرين الألمان الذين يتحدثون في الأصل لهجات مختلفة.
كما أن جون جوزيف غمبرز قام بإنشاء العديدات من الجدالات حول التقارب اللغوي الذي لاحظهُ في هذا المجتمع فأعتقد بأن هذا التقارب من الممكن أن يُعزى إلى التكوينات الاجتماعية التي نتجت بعد الاستيطان في الولايات المتحدة الأمريكية. فالارتباط هذا بين الكلام والمجموعات الاجتماعية سيشكل الأساس الاستقصائي لأبحاثه اللاحقة وسيكون الركيزة الاساسية للعديد من أعماله الميدانية. فدرس المجتمعية التعاونية في شمال الهند من عام 1954 حتى عام 1956.
يعد جون جوزيف غمبرز اللغوي الوحيد الذي درس العديد من العلوم فهو من علماء الإنثروبولوجيا وعلماء الاجتماع وكذلك من الاقتصاديين ذوي التأثير الواسع، كما أنه قد وسع اهتماماتهُ ودراساتهُ لتشمل أساليب العمل الميداني والعلاقه بين اللغة والثقافة والمجتمع.
وعند عودة جون جوزيف غمبرز من الهند بعد إجراء دراستهُ، تمت دعوتهُ لإنشاء برنامج هندي أوردوي في جامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 1964 أصبح عضواً من أعضاء قسم الأنثروبولوجيا في مدينة بيركلي وقائداً في مختبر أبحاث السلوك اللغوي الجديد في الجامعة.
وفي منتصف الستينات والسبعينات من القرن الماضي احتسبت جامعة بيركيلي أعضاء من هيئاتها التدريسية اللذين اعتبروا مجموعة غير عادية من العلماء الذين كانت اهتماماتهم البحثيه متقاربة والذين شاركوا جون جوزيف غمبرز في اهتماماته بين المعنى اللغوي والعمليات الاستنتاجية للتواصل، وتمثل هؤلاء عدد من الفلاسفة كـ(جون سيرل و جرايس وعدد من اللغويين مثل تشارلز فلمور وروبن وجورج ليكون)، وعدد من علماء الإنثروبولوجيا مثل بريت بيرلنا وديل هايمز وبول كاي، وعدد من علماء النفس مثل سوران إرفين تريب ودان سلوبين.
قام جون جوزيف غمبرزبالتعاون مع هؤلاء العلماء والعديد غيرهم في البحث التدريس في العديد من التخصصات الذي ساعد في تشكيل جيل ونموذج جديداً من الطلاب في العلوم الاجتماعية التكاملية التي تؤثر على ممارسات الكلام.
كان ديل هايمز العالم الأكثر تعاوناً مع جون جوزيف غمبرز، فأسس إثنوغرافيا التحدث ونشر العمل الكلاسيكي الاتجاهات في علم اللغه الاجتماعي في عام 1972.
وبعد فتره من الزمن نشر جون جوزيف غمبرز عملين أساسين حددا المجال المعروف باسم علم اللغة الاجتماعي التفاعلي واستراتيجيات الخطاب واللغة والهوية الاجتماعية. وبعد ذلك بثلاثين عاماً جمع جون جوزيف غمبرز بين التدريس في بيركلي والعديد من المشاريع البحثية في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها. فكان مجلد المقالات خاصته بعنوان إعادة التفكير في النسبة اللغوية في عام 1991 والذي شارك في تحريره تلميذهُ السابق ستيفن ليفينسون.
فمن خلال عمله الميداني المتعمق في النرويج وشمال وسط الهند والنمسا وسلوفينيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، جمع جون جوزيف غمبرز بيانات إثنوغرافية عززت فهمه للتواصل في سياق الحدود الاجتماعية والهياكل اللغوية الاجتماعية.
طور جون جوزيف غمبرز الإثنوغرافيا للتواصل من خلال دراساته للطريقة التي يتم بها استخدام اللغة من قبل الناس في الشبكات الاجتماعية المختلفة وطريقة إنتاج هذه الشبكات وإعادة إنتاجها في التواصل.
كان جون جوزيف غمبرز من أوائل العلماء اللذين لاحظوا أن التنوع اللغوي يرتبط بالتقسيم الطبقي الاجتماعي، بحيث تقوم الأنظمة الطبقية مثل (نظام طبقات الهند) بتطوير أساليب توصيل متنوعة للغاية تميز الهوية الاجتماعية واستبعاد غيرهم من الأفراد.
ومن جهة نظر العلوم الاجتماعية في فتره ما بعد الحروب، كان جون جوزيف غمبرز رائداً في فحص التنوع اللغوي داخل اللغة وغيرها. حيث كان يتميز دائماً بمشاركته في كل من النظرية الاجتماعية واللغوية، فقد كان مدركاً وببراعة لعمله فلم تخلى أيًّ من دراساته على الفريق والتعددية في التخصصات والبحوث المتكاملة، فسمح له هذا بتحديد أنواع جديدة في استقلالية النصوص التي ما زالت تحتفظ برونقها ليومنا هذا.
أدى اهتمامه بالآثار الاجتماعية واسعةُ النطاق للتفاعلات الصغيرة جنباً الى جنب مع إرث تاريخية الشخص إلى انشغاله الدائم بالعدالة الاجتماعية ومنح عمله منظوراً تطبيقيا مهماً.
كما أن جون جوزيف غمبرز كان متعاوناً مع هيئة الأذاعة البريطانية لإنتاج (cross talk) وهو فيلم وثائقي ذو شهرة واسعة يتداول المشاكل التي يواجهها الأفراد (وكانوا معظمهم من المهاجرين) الذين تم التقليل من شأنهم بشكل منهجي في أعمال الخدمة ومقابلات العمل وبالتالي فهم غير قادرين على الحصول على عمل أو على مزايا اجتماعية تحسن من حياتهم.
يعد جون جوزيف غمبرز أحد علماء اللغة الاجتماعية القلائل الذين عملوا كشهود وخبيرين في قضايا المحاكم، التي كانت بسبب سوء التواصل بين التفافات. كما أنه كان يمارس العلوم الاجتماعية المترجمة قبل فترة طويلة من وجود التنمية لهذا العمل.
ترك جون جوزيف غمبرز وراءه أرثاً هائلاً في مجال اللغة الاجتماعي، كنظرية وأساليب علم اللغة الاجتماعي التفاعلي، بالأضافة إلى معرفته بأن اللغة لا يمكن فصلها عن السياق الاجتماعي بأكمله، وأنه في المجتمعات الحضرية يعد التواصل مكوناً أساسياً في معالجة الظلم.
وفي النهاية ستستمر أفكار وأساليب جون جوزيف غمبرز مكوناً أساسياً في عمل العديد من طلابه الذين سيظلون ممتنون له الى الأبد.


شارك المقالة: