مفهوم الاقتراض:
تُعتبر ظاهرة التهافت على الاستقراض من الظواهر الخطيرة التي تنتشر في كافة المجتمعات الدولية، فهناك العديد من الفئات البشرية التي لا تعطي أي أهمية إلى الاستقراض، إذ يُعتبر أسهل ما قد يحصل عليه خصوصاً في الوقت الراهن؛ ويعود السبب في ذلك إلى البنوك والمصارف التي قامت بتسهيل الكثير من الأمور على المقترض، إذ بدت البنوك التي تسهم في إعطاء القروض اللحاق بكافة الأفراد في أماكن عملهم، حتى تتمكن من تسهيل أمور الاقتراض.
حيث تجعل المقترض يطمع في التسهيلات البنكية، على الرغم من عدم اضطراره إلى تلك النقود، إذ يتفاجأ بعد حين أنه مرتبط بأقساط بنكية لفترة من السنوات، وهكذا كانت تتبع المؤسسات البنكية الأساليب من أجل ترويج القروض البنكية، بحيث يصبح المقترض مستعبداً من قِبل البنك.
فالشخص الواعي والمدرك والملم بأمور الحياة، يكون قادر على تجنب الاقتراض ويبتعد عن الوقوع في فخ البنوك، والذي يطغى عليه أسلوب التساهل في البداية، لكن حتماً نهايته سوف تكون وخيمة، حيث أنّه يجب على المدين أن يقوم بسداد ما قام باستقراضه؛ وذلك لأن التغيب عن السداد والمماطلة به هو من الأمور التي تستنكرها كافة الكتب السماوية والمبادئ والقيم المجتمعية، وهذا ما يؤدي بالتالي إلى ثقل كاهل المدين وتورطه في أمور كان يستطيع تدبرها دون اللجوء إلى البنوك والمصارف البنكية.
مضمون مثل “المدين عبد الدائن”:
تناول المثل الإنجليزي موضوع الاقتراض، إذ بيّن مدى نتائجه السلبية التي تعود على الفرد في المجتمع، حيث توصل بالشخص إلى التذلل والإحباط، كما تسيطر عليه العزلة بشكل منفرد؛ وذلك خوفاً من المطالبات التي تلحق به، ونظراً إلى انتشار ظاهرة الاقتراض بشكل واسع وكبير في كافة المجتمعات الدولية، قام عدد كبير من الحكماء والفلاسفة من أخذ المثل وترجمته إلى كافة اللغات العالمية؛ وذلك حتى تتمكن من إيصال الحكمة والعبرة التي يضفي إليها الاقتراض.
قدمت نصيحة جلية وعظيمة من خلال المثل الإنجليزي، والتي تمثلت في أنّ المدين يصبح بمثابة عبد بعد أخذ المال من الدائن، إذ يبقى الدائن يطالبه بالمال ويقوم بإذلاله أمام المجتمع، كما أعطى الحكماء العديد من الأمثال التصويرية، بالإضافة إلى التجارب التي حصلت مع أشخاص حول موضوع المثل الإنجليزي.