اقرأ في هذا المقال
- التعريف بالنابغة الجعدي
- نسب الشاعر النابغة الجعدي
- إسلام الشاعر النابغة الجعدي
- ذِكر الشاعر النابغة الجعدي في كتب المدونين للأدب العربي
- وفاة الشاعر النابغة الجعدي
التعريف بالنابغة الجعدي:
وهو شاعر عربي وأديب مرموق وصحابي، من المُعمّرين الذين عاشوا عمراً طويلاً، حتى أنَّه قيل أنه عاش ما يُقارب المئة وعشرين سنةً من عمره، وقيل أيضاً أنَّه عاش إلى حدود سنة السبعين للهجرة وهو أبو ليلى النابغة الجعدي، ولد ونشأ في الفلج “الأفلاج”، التي تقع في الجنوب من نجد في السعودية.
وسُمّيَ بالنابغة؛ وذلك لأنه بقي قرابة الثلاثون سنة لا يقول الشعر ثم نبغ فيه فقاله، اشتهر في الأدب بالعصر الجاهلي بأشهر الشعراء آنذاك، يُقال بأنه زار اللخمين في الحيرة، يُقال عنه أنه من بني عامر بن صعصعة. وذكر المؤرخون أنه من أوائل الأشخاص الذين هجروا وتركوا الأوثان والأصنام، كما أنه من الذين نهوا عن شرب الخمرة وذلك في العصر الجاهلي قبيل ظهور الإسلام.
وذكر في كتاب سير أعلام النُبلاء لأبو عبدالله شمس الدين الذهبي “النابغة الجعدي أبو ليلى، شاعر من أشهر شعراء زمانه، وله الكثير من الأصحاب من كبار رجال الدولة ووفادة”. وكان كثير السفر والتنقل، كما كان كثيراً ما يقول في الأمراء والخلفاء والأدباء الشعر الذي يمتدحهم فيه.
وفي السنة التاسعة للهجرة الموافق لعام ستمائة وثلاثون للميلاد، وفد النابغة الجعدي مع قومه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فأسلم آنذاك، كما أنه شَهِدَ الكثير من الفتوحات والمعارك ومنها فتح فارس، كما أنَّه حارب وجاهد مع الكثير من الخلفاء والصحابة ومن بينهم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذلك في معركة صفين، وكان في ذلك الوقت شيخاً كبيراً عظيماً.
وسكن النابغة الجعدي الكوفة بالعراق مدة طويلة، حتى أنَّ معاوية بن أبي سفيان يسره إلى أصبهان وذلك برفقة أحد أمرائها. وصنّف الشاعر النابغة الجعدي مع أبو ذؤيب الهذلي والشماخ بن ضرار ولبيد بن ربيعة في رأس الطبقة الثالثة من الجاهليين، كما كان أحد الشعراء المتقدمين في العصر الجاهلي.
وكتب الكثير من القصائد الشعرية ونظم أبياتها، حيث كان فيها المدح والفخر والهجاء ووصف مآثر ومحاسن قومه. وفي الشاعرة ليلى الأخيلية كتب الشاعر الكثير من القصائد التي يهجوها بها، بالإضافة إلى أوس بن مغراء والشاعر الأخطل.
نسب الشاعر النابغة الجعدي:
قيل في الأديب والشاعر النابغة الجعدي الكثير من الأقاويل فيما يخصّ نسبه. وتعددت الروايات فيما يخص هذا الشأن، منها: أنَّه هو قيس بن عبدالله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، أيضاً قيل في أمّه أنَّها فاخرة بنت عمرو بن شحنة بن جابر بن أسامة بن مالك بن نصر، بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد.
إسلام الشاعر النابغة الجعدي:
وعندما ظهر الإسلام وسمع به النابغة الجعدي جاء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام من أجل التعرّف على ما هي هذه الديانة التي تتميز بالكرم والعطاء والتآلف بين الناس، فأخبره الرسول عليه السلام وعرّفه بديانة الإسلام، فأسلم الشاعر النابغة الجعدي حينها وأنشد قصيدة، شعر الرسول عليه السلام بالاستحسان اتجاهها، حتى أنَّه قال له: “لا يفضفض الله فاك”، والتي كان مطلعها:
تَبِعْتُ رَسُولَ اللهِ إِذْ جَاءَ بِالهُدى يَتْلو كِتَاباً كالمَجَرَةِ نَيِّراً
بَلَغْنا السَماءَ مَجْدَنا وَجُدودِنا وإِنَّا لَنَرْجوا فَوقَ ذَلِكَ مظهراً
فأوقفه الرسول عليه الصلاة والسلام فقال له: أينَ المظهر يا أبا ليلى؟، فقال الشاعر النابغة الجعدي: الجنة يا رسول الله، فقال الرسول: أجل إن شاء الله تعالى.
ذِكر الشاعر النابغة الجعدي في كتب المدونين للأدب العربي:
ذُكر النابغة الجعدي الشاعر الشهير في الكثير من الكتب التي ألفها الأدباء المدونون العرب، منهم: الحافظ أبو عبدالله شمس الدين الذهبي في كتابه الشهير سير أعلام النُبلاء، بالإضافة إلى الأديب الشعير ياقوت الحموي الذي ذكر النابغة الجعدي في كتابه معجم الشعراء، وخير الدين الزركلي في كتابه الأعلام وعلى هذا النحو الكثير غيرهم من المدونين.
وفاة الشاعر النابغة الجعدي:
امتدَّ عمر الشاعر النابغة الجعدي، حيث كان من الشعراء المعمرين، حيث بقي على قيد الحياة إلى زمن عبد الله بن الزيبر، حيث توفي في السنة الخامسة والستين للهجرة الموافق لعام ستمائة وأربعة وثمانون للميلاد، وذلك بتقدير المستشرق الأجنبي كارل بروكلمان، حتى أنَّه يتضح في كثير من المواطن الشعرية أنه عاش في فترة حكم الملك المنذر بن محرق، الذي كان أب النعمان بن المنذر. ويظهر أيضاً أنَّه عاصر زمن نشأة وتأسيس سوق عكاظ في مكة المكرمة في العصر آنذاك.