تم وضع الكثير من النظريات منذ العصور القديمة جدّاً، وكانت هذه النظريات تختلف باختلاف الظروف سواء كانت ظروف اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها، وتعددّت الآراء ووجهات النظر، سنتحدّث عزيزي القارئ في هذا المقال عن نظرية الترجمة الأدبية الحديثة، والتي تم وضعها في القرن العشرين والقرن الحالي.
نظرية الترجمة الأدبية الحديثة
كان أوّل شكل من أشكال الترجمة الأدبية الحديثة هو ترجمة المسرحيات، وكانت مسرحيات شكسبير الشهيرة مثل: (روميو وجوليت، هاملت) وغيرها، من أهم وأوّل الأعمال المسرحية التي تم ترجمتها إلى عدّة لغات عالمية، ولكنّها كانت في بداية الأمر مترجمة إلى لغات فصحة، وهي تسعى بدورها أن تطمح للوصول إلى محاكاة اللغة التراثية.
وكان المترجمون في هذا الوقت يقومون بترجمة الكلام إلى الفصحى، وكما أنّهم كانوا يقومون بترجمة الكلام العامّية إلى الفصحى، وابتعدت بذلك اللغة المعاصرة عن اللغة التراثية، وأصبحت اللغة تسمّى بلغة الترجمة، ومع نشأة السينما في دولة مصر ظهر ما يسمّى بالترجمة إلى العامية واستخدام مصطلحاتها في الترجمة، وكان الخلاف دائم ما بين الترجمة الحرة والترجمة بتصرّف.
ومن ضمن النظريات الحديثة للترجمة هي (ترجمة بعد الاستعمار)، بحيث تم الاهتمام باللغة العربية في ذلك الوقت اهتماماً كبيراً، حتّى أنّ اللغة العربية قد وصلت إلى العالمية، وبدأ العمل بترجمة الأدب اليوناني إلى العربية، على الرغم أن الخلاف لا زال موجوداً ما بين الترجمة الحرفية والحرّة.
ومن تلك النظريات الحديثة أيضاً نظرية (اختفاء المترجم)، أو التغريب، وهي تعني ابتعاد المسافة بين المترجم والقارئ المستهدف؛ وذلك من أجل تركيز المترجم على المؤلّف وكاتب النص الأصلي المراد ترجمته، ومنها أيضاً نظرية الترجمة الشفافة، وهي التي تعني أن تكون المسافة قريبة بين القارئ والمترجم، وبين القارئ وكاتب النص الأصلي.
وعلى الرغم من ذلك ظلّ مجموعة من الأدباء مثل (،شوقي، حافظ، مطران)، يحاولون إبعاد الترجمة عن الترجمة التراثية، ومحاولة الحفاظ على عدم تأثّر الفصحى باللغة العامية المعاصرة قدر الإمكان، ونجحوا في إثبات أهميّة الحفاظ على اللغة الفصحى، وظلّ الأمر كذلك حتى ظهر مصطلح يسمّى بالحركة التفسيرية، والتي تم الاتفاق بها على أهميّة الاهتمام بفهم القارئ لغة النص، بالإضافة للتركيز على روح الكاتب في النص الأدبي.