تُعتبر رواية سول القيصر من أروع الروايات التي ظهرت في مجال الأدب سواء كان ذلك على مستوى الأدب في العالم أو على مستوى الأدب الفرنسي، إذ تم تأليفها من قِبل الكاتب والأديب جول فرن، وهو من مواليد دولة فرنسا، كما كان من الكُتاب الذي دار حول اسمه الكثير من المدح والثناء على طريقته وأسلوبه في كتابة الروايات وطريقة سردها، إذ تناولت الرواية الحديث عن رحلة عاشها أحد الأشخاص أثناء توليه مهمة تسليم رسالة، حيث كان ذلك الوقت أثنا قيام الحروب بين دولة روسيا والتتار.
شخصيات الرواية
- القيصر اسكندر
- الجنرال كيسوف
- الغراندوق
- ميشيل ستروجوف
- فيوفار خان
- ايفان أوجاريف
- مارفا ستروجوف ك أم ميشيل تروجوف
- نادية فيدور ابنه الطيب فاسيلي
رواية رسول قيصر
في البداية كانت تدور أحداث الرواية حول اللحظة التي استلم بها الملك رسالة، إذ كان ذلك خلال حفله يقيمها الملك داخل قصره، حيث تم إخباره في الرسالة أنه حدث هناك خلل في أسلاك الهاتف، فقد كانت كل المهام في القصر يتم إتمامها وإنجازها من قِبل موظفي البلاط الملكي إلى جانب عدد من أصحاب الطبقة النبيلة، حينها يقوم الجنرال كيسوف بإخبار الملك أنّ البرقيات لا يمكن أن تصل بوقت قريب، إذ أنها سوف تجد صعوبة عند منطقة الحدود السيبيرية، وعند بلوغ الحفلة المقامة أوجها، تم تلقي أخبار عن أن هناك مشاكل خطيرة تحدث على الحد الفاصل لجبال الأورال، مما اضطر الملك إلى مغادرة الحفلة، وأنّ هناك أنباء أخرى تشير إلى فصل ولايات سيبيريا عن الملك بمساعدة أشخاص مسلحين.
ومن هنا على الفور قام القيصر في طلب كامل المعلومات عن شخص يدعى ايفان أوجاريف، وفي تلك الأثناء علم أنّ التواصل بالغراندوق شقيقه لم يتم فقد انقطعت كل سبل التواصل، مما جعل أخيه يبقى معزولاً في مدينة اركوتسك، وأنّ سيبيريا أصبحت مركز رئيسي للثوار، ولا يمكن وصول أي برقية عبرها، فما كان أمام القيصر حل سوى رسول القيصر ميشيل ستروجوف، فقد كان من الأشخاص الذين يضعون خصيصاً لإنجاز المهام الصعبة والخطرة، إذ أكثر ما يميزه هو قواه الخارقة على الذكاء وشجاعته، مما جعله ينجح في أي مهمة توكل إليه.
حينها استدعاه القيصر إلى مكتبه وشرح له المهمة التي يريدها منه بكل تفاصيلها وأوحى إليه بمدى دقتها، إذ كانت المسافة التي سوف يقوم ميشيل بعبورها وهي كانت تبدأ من مدينة موسكو إلى مدينة أركوتسك، والتي كانت تقدر في ذلك الوقت بخمسة آلاف ميل، حيث بدأ بمهمته منذ اللحظة التي تم قطع الاتصال بالخط التلغرافي بين حدود سيبيريا وجبال الأورال، وسرعان ما لبى طلب القيصر، إذ أخذ بتجهيز كافة الأمور التي يحتاجها في قطع تلك المسافة، وبالإضافة إلى أنّ الجنرال كيسوف قدم له مبلغ كبير من المال وأعطاه جواز سفر صادر باسم شخص آخر يسمى نيقولا كوربانوف، وتم التعريف عليه بأنه تاجر يتجول بين المدن لبيع البضائع ومسقط رأسه مدينة اركوست.
حينها بدأ ميشيل رحلته في زي مدني حامل حقيبة سفر، وبدأ بالتوجه إلى إحدى محطات القطار ليركب في أول قطار، فلم يبدو لأحد أنه يحمل أي نوع من أنواع السلاح، إلا أنه كان قد وضع في حزامه مسدس وفي إحدى جيبه سكين على شكل خنجر، ثم صعد إلى القطار الذي كان في طريقه إلى نيجني نوفجورد، وهناك يكون عند انتهاء خط السكك الحديدي، وقبل بدء القطار رحلته صعدت فتاة جميلة جداً، وأخذت الجلوس في المقعد المقابل لميشيل.
وعند انتهاء رحلة القطار توجه ميشيل إلى المكتب الرئيسي في الشركة التي تُسير عمل السفن البخارية، حيث عرف أنّ السفينة لن تقوم بالإبحار الآن، فلجأ لأخذ غرفة من غرف الفندق من أجل أن يرتاح من رحلته، وهنا بدأ تفكيره يتجه نحو الفتاة الجميلة التي صعدت معه في القطار، فنزل إلى المدينة وأخذ يتجول ويبحث عنها، ولم يمر قليلاً حتى وجدها في حالة من الإعياء الشديد، حينها أخبرها بأنهم سمحوا له بتكملة رحلة سفره إلى اركوتسك، وأنه سوف يصحبها معه، وبالفعل صعدوا إلى السفينة حتى وصلوا في اليوم التالي إلى مدينة قازان.
حطت السفينة في مرفأ يعرف باسم مرفأ بيرم، حيث كانت تلك المحطة هي أخر محطة في السفينة، وهنا بدأ ميشيل استعداده للعبور جبال الأورال عبر إحدى العربات المكلفة من قِبل البريد، لكن لم تكن حينها الظروف ملائمة فقد حدث اضطرابات عديدة في الأحوال، مما جعله يتعرض هو والفتاة إلى حدوث الكثير من الصعوبات والأهوال، ففي أحد المرات تعرضه دب لكنه تمكن من القضاء عليه.
وبعد فترة وجيزة تمكن من الحصول على عربة تجرها أحصنه، فأكمل بها رحلته مع الفتاة، حتى تمكن من الوصول إلى مدينة أومسك عاصمة سيبيريا الغريبة، وهي البلدة التي كانت تعيش بها والدته، وغدا ايفان أوجاريف عمدة تلك المدينة وأكمل رحلته حتى تمكن من الوصول إلى مدينة كوليفان، وبعد مرور ميشيل بالعديد من الأحداث والمغامرات وقع أسيراً في يد التتار، فعلموا أنه رسول من القيصر لكنهم لم يقوموا بقتله، بل عاقبوه بوضع سيف شديد الحرارة على عيناه حتى أفقدوه بصره.
وبعد مسير ثلاثة أيام بدون أي طعام أو وسيلة تنقل وصلوا إلى مدينة كويتونسكاو، وأخيراً تمكن رسول القيصر بعد عدة أيام من السير على الجليد عرفة الغراندوق، إذ كان يبدوا عليه أثار الإرهاق والمشقة بالإضافة إلى العديد من الإصابات نتيجة إصابته بمجموعة من الرصاص، ولكنه لم يكن ميشيل بل كان ايفان، وسرعان ما عرف أخوه القيصر ليس الرسول الحقيقي.
ففي الحقيقة لم يكن ميشيل مصاب بالعمى، ولكن الظواهر إنسانية التي حدثت قامت بإتلاف تأثير السلاح المحمي، فهو يمر أمام عينيه، حينها كانت والدته ترى الحادثة فنزل الدمع من عيناه، ومع مرور السلاح قام بإزالة بخار الدموع الأذى عن حدقة العين فقط، ولم يقم بعمى عينيه، وهنا نجا الشاب بعينيه من الإتلاف، لكنه لم يخبر أحد بذلك، حيث أنه يدرك مدى الخطر الذي سوف يتعرض له، حين يعلم أحد بسره.
وحتى يتأكد الخائن ايفان من فقدان بصر ميشيل رفع أمامه الرسالة، فقد اعتقد أنه فقد بصره، ولكنه سرعان ما حفظها وسردها لأخ القيصر مما جعلهم يحررون الجيوش الروسية ويردون هجمات التتار، بعدها تزوج ميشيل بحبيبته وتم منحه وسام تقديراً لجهوده، كما تم تسليمه مناصب عليا في الدولة في تلك الفترة كتكريم له على ما قدمة من تضحيات.