رواية الحارس في حقل الشوفان - The Catcher in the Rye Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعد الكاتب والمؤلف جيروم ديفيد سالينجر وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأبرز الكُتاب الذي ظهروا وبرزوا في القرن التاسع عشر، حيث أنه كتب العديد من القصص القصيرة والروايات، ومن أكثر الروايات التي حققت له شهرة واسعة حول العالم ونسبة مبيعات عالية هي رواية الحارس في حقل الشوفان، والتي تم تجسيدها في العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية.

رواية الحارس في حقل الشوفان

في البداية تدور الأحداث والوقائع حول الشخصية الرئيسية في الرواية وهو شاب ما زال في مقتبل العمر يدعى هولي، وقد كان هولي يقيم في إحدى المؤسسات غير المحددة والتي تقع في جنوب ولاية كاليفورنيا، وقد كان برفقته شقيقه الذي يدعى دي بي، وقد كان شقيقه مؤلف ومن المحاربين القدامى أثناء قيام الحرب العالمية الثانية، وفي تلك الأثناء كان هولي يشعر بالغضب بسببه، إذ أنه أراد منه أن يصبح كاتب سيناريو بعد مرور شهر من تسريحه من الحرب، وهنا يقوم هولي باسترجاع أحداث عيد الميلاد الماضي.

وفي بداية الأحداث كان الزمن في منتصف القرن التاسع عشر، حيث أنه في ذلك الوقت كان هولي ملتحق في إحدى الأكاديميات التعليمية والتي تعرف باسم أكاديمية بينسي الإعدادية، وقد كانت تلك الأكاديمية عبارة عن مدرسة داخلية في تقع في مدينة أغرستون بنسلفانيا، وقد كان ذلك حين كان هولي في سن السادسة عشر، وأثناء ذلك العام يتم طرد هولي من الأكاديمية؛ وذلك بسبب ضعف مستواه التعليمي، ولا يتم السماح له بالرجوع بعد عطلة عيد الميلاد، ومن هنا يبدأ بالتخطيط من أجل العودة إلى المنزل سريعاً؛ وذلك حتى لا يكون والده متواجداً حين يتم إرسال إشعار طرده.

وفي أحد الأيام تعرض هولي كذلك إلى خسارة في المبارزة كانت قد أقيمت في مدينة نيويورك؛ وقد كان ذلك جراء نسيانه إلى المعدات في القطار، وبعد الانتهاء من تلك المباراة دعاه أحد الأساتذة والذي يدعى السيد سبينسر للإقامة معه في المنزل، إذ أن السيد سبينسر كان رجل كبير في العمر يعمل كأستاذ في مادة التاريخ، كما كان رجل حسن النية طيب القلب، ولكن مع كل المميزات التي يمتلكها كان رجل ممل، وعند وصول هولي إلى منزل الأستاذ، يقوم الأستاذ بتحيته والترحيب به، وبينما كان الأستاذ يضع أسئلة الامتحان لطلابه يطلب من هولي إعطاء رأيه في الأسئلة، وبعد إطلاع هولي على الأسئلة يسخر منها.

ولم يمكث هولي طويلاً في مدينة النيويورك إذ سرعان ما عاد إلى منزله، وفي يوم ما ينزعج من أحد الجيران له في السكن والذي يدعى روبرت، فعلى الرغم من أنه لم يحضر المباراة، إلا أنه كان باستمرار يزعج هولي بأسئلته الكثيرة وأسلوبه غير اللطيف حول المبارزة، ولكن بالرغم من ذلك شعر هولي بالشفقة تجاهه، وفي وقت لاحق طلب أحد أصدقاء المقربين من هولي والذي يدعى وارد أن يقوم بكتابة محادثة إنجليزية له، حيث أراد أن يخرج بموعد مع حبيبته والتي تدعى جين، وحين يسمع هولي باسم الفتاة يصاب بحالة هلع واستياء، حيث كان هولي يكن لها جموح من المشاعر والأحاسيس الرومانسية.

وجراء تلك الحالة عزم هولي بالذهاب إلى حضور فلم كوميديا مع أصدقائه الثلاثة الأول يدعى كاري والثاني يدعى مال والأخير يدعى أكلي، وبناءً على أن كل من أكلي ومال قد شاهدا الفيلم من قِبل، ينتهي بهم الأمر إلى لعبة البينبول والعودة إلى مدينة بينسي، وفي صباح اليوم التالي يعزم هولي على مغادرة مدينة بينسي؛ وذلك بسبب حالة اليأس والإحباط التي شعر بها جراء الأشخاص المزيفين، وهناك يقرر بيع آلته الكاتبة من أجل أن يركب قطار إلى محطة بين، ومن هناك ينتقل إلى مدينة نيويورك.

وبينما كان هولي يعتلي سيارة الأجرة، يستفسر من السائق عما إذا كان البط الموجود في سنترال بارك يهاجر خلال فصل الشتاء، إلا أن السائق لا يعجبه الموضوع وسخر منه وبالكاد أجابه، إلى أن يصل بهولي إلى فندق إدمونت ويقضي الليلة بالرقص مع إحدى النساء، إلا أنه لم يلبث طويلاً حتى شعر بالإحباط واليأس من جديد؛ وذلك لأنه لم يتمكن من إجراء محادثة حقيقية معها، ثم بعد ذلك توجه بزيارة إلى نادي ارني في مدينة غرينتش، وبعد مرور فترة من القلق الطويل تتغير نظرته للحياة بعد أن يلتقي مع إحدى الفتيات التي كانت في نفس عمره والتي تدعى سوني.

في البداية يظهر هولي وكأنه غير مرتاح على الاطلاق، وحينما يصرخ لها بأن كل ما يريده هو الحديث تنزعج من حالة اليأس التي يعيشها وتغادر المكان، ولكن قبل أن تغادر كانت قد قامت بسرقة مبلغ من المال منه، وفي صباح اليوم التالي يدخل هولي بحالة اكتئاب تتطور إلى حد كبير، وتزداد رغبته في حاجته إلى التواصل مع أي شخص بشكل مباشر، وهنا يتصل بفتاة شابة تدعى سالي، وقد كانت فتاة مألوفة بالنسبة له من قبل، وعلى الرغم من أنه يعتبرها ملكة المحتالين، إلا أنه يتفق معها على موعد محدد للقاء بينهم وقد كان ضمن عرض إحدى المسرحيات.

وبينما كان يسير في طريقه إلى المسرح يرى فتى صغير يغني قصيدة، وقد كان ذلك الأمر حسن من مزاج هولي إلى حد كبير، وعند اللقاء بسالي تتكرر بينهم المواعيد، ولكن سرعان ما يتعكر مزاجه بعد تقدميها لأحد أصدقائها والذي يدعى جورج لهولي، ثم بعد ذلك يتوجه كل من هولي وسالي بعد انتهاء المسرحية إلى ممارسة رياضة التزلج على الجليد، وفجأة يبدأ هولي بالصراخ ضد المجتمع، وقد كان ذلك الأمر أخاف سالي، وهنا يدعو هولي سالي للفرار معه والإقامة في البرية الموجودة ضمن إقليم نيو إنجلاند، لكنها سالي رفضت الاستجابة إلى خطته واعتبرتها متهورة، ومن هنا تتحول العلاقة بين هولي وسالي شيئًا فشيئًا إلى العدائية فيفترقان بغضب.

وفي النهاية شعر هولي بالكثير من التعب والارهاق وتوجه نحو سنترال بارك؛ وذلك من أجل البحث عن البط، ومن هنا يتردد على ذهنه الذكريات التي عاشها هولي بالإضافة إلى التجارب التي عاشها في المدرسة الابتدائية وتلك المجسمات الثابتة المتواضعة التي كان يذهب لرؤيتها في متحف التاريخ الطبيعي، والذي كان يستمتع بزيارته عندما كان في مرحلة الطفولة، إذ يشعر بالحنين إلى تلك الذكريات، ومن هناك يتوجه هولي إلى البيت لرؤية شقيقته التي تدعى فيبي، وبينما كان يتسلل إلى شقة والديه اللذان كانا خارج المنزل قام بإيقاظ شقيقته فيبي.

وعلى الرغم من السعادة التي شعرت بها شقيقته لرؤيته، إلا أنها أدركت أنه قد تعرض للطرد من المدرسة، وتوبخه على ذلك الأمر ويتشارك هولي مع شقيقته مجموعة من الخيالات الناكرة للذات، والتي كانت تسيطر على تفكيره في ذلك الوقت وقد أدرك أنه قد ساء فهم قصيدة الصياد في حقل الشوفان، الذي كان يتغنى بها ذلك الطفل وتمكن من خلالها على تحسين مزاجه، والذي كان يعتقد أن الشاعر يقصد بها إنقاذ الأطفال من التعرض إلى فقدان البراءة.


شارك المقالة: