اقرأ في هذا المقال
- نبذة عن رواية الصبي في البيجاما المخططة
- رواية الصبي في البيجاما المخططة
- تأثير رواية الصبي في البيجاما المخططة
يُعتبر المؤلف والأديب جون بوين وهو من مواليد جمهورية إيرلندا من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، حيث أنه اشتهر بأنه من الكُتاب الذين خصص جزء كبير من رواياته إلى الأطفال، وقد كان جون بوين من الأدباء الذين يمضون وقت طويل في تأليف أعماله الأدبية، لكن روايته الصبي في البيجاما المخططة كانت على خلاف ذلك، إذ أمضى في تأليفها ما يقارب يومين ونصف، كما تم العمل على نشرها سنة 2006م، وفي سنة 2008م حققت أعلى نسبة مبيعات في دولة إسبانيا ومجلة النيويورك تايمز.
نبذة عن رواية الصبي في البيجاما المخططة
لاقت الرواية صدى واسع حول العالم إذ أنها في سنة 2008م قد حققت أعلى نسبة مبيعات من بين الروايات في الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية إيرلندا ودولة أستراليا، كما تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية الذي كانت تحمل نفس العنوان، كما تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات العالمية، لكن الرواية قد دار حولها العديد من الآراء للنقاد، حيث أنه اعتبروا أن هناك العديد من الأحداث غير الحقيقية إذ أن النازيون قد كانوا يقيمون المحارق للأشخاص الكبار في السن فقط ولم تكن تضم الأطفال في ذلك العمر.
كما أن المعتقلات لم يكن يوجد فيها أطفال في هذا السن، كما أشار الغالبية العظمى من الأدباء إلى أن الرواية لم تكن عبارة عن قصة من نسج خيال الكاتب، بل كانت مقتبسة من أحداث ووقائع حقيقية، لكن المؤلف قد اعترض على ذلك وقال أن القصة من نسج الخيال، ولا يجوز على قصة من نسج الخيال أن تتم مطابقتها مع دقة أحداث واقعية، وأن جميع تلك الآراء تهدف إلى إضعاف الهيكل الأخلاقي الذي يبرز من خلال علاقة الصداقة التي تكونت بين طفل من أصول يهودية وطفل من أصول ألمانية، وقد برر الأدباء ذلك بأن الرواية تدخل في نطاق اللامعقول.
رواية الصبي في البيجاما المخططة
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول أحد الأطفال الذي كان ما يزال في التاسعة من عمره ويدعى برونو حيث كان يقيم في مدينة برلين، وقد كانت القصة قد حدثت أثناء الحرب العالمية الثانية، كان برونو يقطن مع والده ووالدته وشقيقته التي تدعى غريتل وتبلغ من العمر الثانية عشر عاماً، كما كان يقيم معهم مدبرة أمور المنزل والتي تدعى ماريا، وعلى أثر إحدى الزيارات التي يقوم بها زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر إلى عائلة برونو، تتم ترقية والد برونو وذلك حتى يستلم منصب قائد، ومن هنا أصبح ينبغي على أسرة برونو أن يقوموا بالانتقال إلى منطقة تعرف باسم وذ آوت؛ وذلك تطبيقاً للأوامر التي تم تلقيها من ذي فوري فوهرر، وقد كانت تلك الكلمة الفوهرر هي عبارة عن مصطلح يطلق على الزعيم أدولف هتلر في ذلك الوقت.
وفي ذلك الوقت كان برونو منزعج إلى درجة كبيرة في البداية بسبب فكرة الانتقال إلى مدينة وذ آوت، حيث كان يعتريه القلق والتوتر في أنه كيف له أن يقوم بالانتقال إلى مدينة لا يعرف عنها شيء على الإطلاق، ولم يكن في أي يوم من الأيام قد قام بزيارتها، كما أنه كان يفكر في كيف له أن يترك أصدقائه مارتن ودانييل وكارل، وحين حان وقت الانتقال ووصل برونو إلى مدينة وذ آوت، يرى برونو أحد المعسكرات الذي يكون على مقربه من بيته الجديد، وقد كان ذلك المعسكر يثير الدهشة لدى برونو.
وفي أحد الأيام يعزم برونو بالذهاب إلى ذلك المعسكر وأن يقوم باكتشاف حقيقة السياج المصنوع من الأسلاك والذي يحيط بالمعسكر من جميع الجوانب، وبينما كان يسير برونو جنباً إلى جنب مع السياج، شاهد أحد الصبيان من أصول يهودية ويسمى شمويل، وفي تلك الأثناء دار بينهم حديث، حيث كان برونو من خلف السياج وشمويل من داخل السياج، وحينها يعلم برونو من خلال الحديث أن شمويل في ذات عمر برونو، ومن خلال ذلك الحديث أخبر شمويل برونو أنه يقيم مع جده وأبيه وشقيقه، لكنهم يقيمون بعيد عنه في الجهة الأخرى من السياج، ولكنه لم يذكر والدته، ومنذ ذلك اللقاء يصبح برونو صديق مقرب لشمويل.
على الرغم من حالة غموض التي كانت تساور برونو حول الحالة التي يعيشها شمويل، أصبح يبادر إلى ذهنه الكثير من الأفكار والأسئلة حول السبب الذي يكمن خلف مكوث شمويل وراء ذلك السياج، وعلى الرغم من خطورة الأمر إلى أن برونو بقي يتردد على المعسكر من أجل مقابلة شمويل، وفي ذلك الوقت كان برونو ما يزال تظهر عليه ملامح البراءة والطفولة.
وعلى أثر اللقاءات المتكررة بين برونو وصديقه شمويل، بدأ يظهر نوع من القمل الأبيض في رأس برونو، ولذلك اضطر برونو على حلاقة شعره بالكامل، وعندما شاهد برونو نفسه بعد حلاقة شعره وجد أنه أصبح يشبه شمويل إلى حد كبير حسب اعتقاده، وعندما طرح اعتقاده على شمويل، وافقه الأخير في الرأي، لكن على أرض الواقع كان الأمر مختلف تماماً، وفي أحد الأيام يقرر والد برونو بكل إصرار أن يقوم بإعادة زوجته وأبناءه إلى مدينة برلين، وأن يبقى هو لوحده في مدينة وذ آوت .
وفي صباح اليوم التالي يقرر برونو أن يقوم بوضع خطة محكمة بمساعدة صديقه شمويل؛ وذلك من أجل أن يحاول التسلل من تحت السياج إلى داخل المعسكر، وقد أراد من خلال تلك المحاولة أن يقوم بالبحث عن والد شمويل، وبالفعل تمكن برونو من الدخول إلى داخل المعسكر وذلك من خلال ارتداء الزي الخاص بالسجن، والذي كان قد حصل عليه بمساعدة شمويل له، وحين تمكن من الوصول إلى الداخل ترك ثيابه القديمة خلف السياج السلكي.
وبينما كانوا يجرون العديد من المحاولات داخل المعسكر للبحث عن والد شمويل، يضطران إلى الانحسار كلاهما بين مجموعة من السجناء، والذي يتم في ذلك الوقت نقلهم إلى إحدى غرف الغاز، حيث يتم تعذيب السجناء هناك وحرقهم، وهنا يعتذر برونو من شمويل لفشله في إيجاد والده له، إلا أن في تلك الأثناء لم تسمح الفرصة لشمويل للرد عليه، حيث سرعان ما قام المسؤولون عن السجناء بفتح الغاز وإشعال النار وتوفي شمويل وبرونو، وفي ذلك الحين تغادر كل من والدة برونو وشقيقته المدينة، بينما يبقى والده فيها، وحين وصلت أخبار عن كان ما يقوم به ابنه أظهر نفسه بأنه سعيد ومسرور بما فعله، لكن لم يكن ذلك الحقيقة التي يكنها داخله، فقط دخل في حالة يأس وإحباط جراء فقدانه ابنه، كما أنه عزم على مغادرة المدينة بأكملها.
تأثير رواية الصبي في البيجاما المخططة
- التأثير العاطفي:
- تُثير الرواية مشاعر الحزن والغضب والتعاطف لدى القارئ.
- تُساعد القارئ على فهم ظلم الحرب وآثارها على الأطفال.
- تُذكر القارئ بأهمية التسامح والاحترام للآخرين.
- التأثير الاجتماعي:
- تُناقش الرواية مواضيع هامة مثل العنصرية والفاشية والتمييز.
- تُقدم الرواية رسالة قوية ضد الكراهية والتعصب.
- تُلهم الرواية القارئ للدفاع عن العدالة والمساواة.
- التأثير الثقافي:
- تُعدّ الرواية من أشهر الروايات التي تُتناول موضوع الحرب العالمية الثانية.
- ترجمت الرواية إلى العديد من اللغات.
- تمّ تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي عام 2008.
بشكل عام، كان لرواية “الصبي في البيجامة المخططة” تأثير كبير على المستوى العاطفي والاجتماعي والثقافي.